أنهى الدفاع الحسني الجديدي وصيف بطل الموسم الماضي النصف الأول من البطولة الوطنية الإحترافية "إتصالات المغرب"رابعا في الترتيب العام، على بعد خمس نقاط من المتصدر وظاهرة هذا الموسم حسنية أكادير. وتباينت آراء وانطباعات الدكاليين حول حصيلة الفرسان خلال مرحلة الذهاب، لكن يكاد يجمع الكثيرون على أن الدفاع كان بإمكانه تحقيق نتائج ورتبة أفضل، قياسا بالإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها، لو أحسن لاعبوه وطاقمه التقني تدبير المباريات المؤجلة التي لم يجنوا منها سوى الأصفار، ومن ثمة أضاع فارس دكالة نقاطا كثيرة بسذاجة، حيث تأرجحت نتائجه بين المد والجزر، ويراهن الجديديون على مرحلة توقف البطولة بمناسبة العطلة الشتوية لإصلاح ما يمكن إصلاحه حتى يستعيد الدفاع المقبل على مشاركة قارية توهجه المعهود وصورته القوية داخل البطولة. إنطلاقة مشجعة رغم بدايته المتثائبة بسقوطه في فخ التعادل السلبي بميدانه في مستهل البطولة أمام ممثل منطقة زيان شباب أطلس خنيفرة، فقد تمكن فارس دكالة وصيف بطل الموسم الماضي بسرعة من إستجماع قواه وفرض شخصيته بتحقيقه لنتائج إيجابية أرسل من خلالها إشارات قوية لمنافسيه وبدد أيضا المخاوف لأنصاره، خاصة بعد تفريط النادي في خمسة من ركائزه الأساسية (أزارو، لكرو، حدراف، دياكيتي وكوليبالي)، وتم تعويضهم بأربعة لاعبين دوليين من إفريقيا جنوب الصحراء، إلا أن ما أثر سلبا على مسار الفريق هو كثرة المؤجلات التي كسرت إيقاع الجديديين، ومن حسن حظ الدفاع الذي غير جلده بعض الشيء، أنه حافظ على مساره الناجح في كأس العرش مما مكن العناصر الدكالية من إستعادة تنافسيتها في مسابقة الكأس الفضية التي جرت وفق نظام الذهاب والإياب، مما أتاح الفرصة أمام المدرب طاليب لإقحام أكبر عدد ممكن من اللاعبين، خاصة الوافدين الجدد للوقوف أكثر على مستواهم الحقيقي . حلم الكأس يتبخر راهن الدكاليون بقوة على منافسات كأس العرش للعودة من جديد إلى الواجهة والصعود لثاني مرة في تاريخهم إلى منصة التتويج عبر بوابة الكأس الفضية بعدما ضاع منهم الموسم الماضي لقب البطولة واكتفوا بمركز الوصافة، ورغم أن القرعة لم تكن رحيمة بالدفاع، خاصة في ثمن وربع ونصف النهاية التي أوقعتهم على التوالي في مواجهة كل من إتحاد طنجة، شباب الحسيمة والنهضة البركانية، فقد تمكن الفريق الجديدي من تخطي كل هاته العقبات وبلوغ المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، حيث شاءت الصدف أن يواجه مرة أخرى غريمه التقليدي الرجاء البيضاوي وبملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله الذي كان قد أسقط خلاله قبل أربعة مواسم صقور دكالة نسور البيضاء في نهاية تاريخية منحت أول لقب للدفاع رفقة المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة، وكان زملاء العميد أكردوم يمنون النفس لإهداء ثاني لقب للجديدة، إلا أن ضربات الترجيح التي إبتسمت للدكاليين في 2013، أدارت ظهرها لهم أمام الرجاء ورجحت كفة الفريق الأخضر الذي تمكن من الظفر بالكأس الفضية، وشكل هذا الإخفاق صدمة كبرى للدفاع بمختلف مكوناته، خاصة وأن كل الظروف كانت مواتية لأشبال طاليب للفوز باللقب الغالي الذي كان في متناول الدفاع بشهادة المحللين والمتتبعين للشأن الكروي الوطني . لعنة المؤجلات لسوء حظ الدفاع الجديدي الذي كان وقتئذ مازال يئن تحت وطأة النكسة، ولم يلملم بعد جراحه الكروية بعد إخفاقه في الظفر بكأس العرش أمام الرجاء البيضاوي، وجد نفسه أمام برمجة مضغوطة للمباريات المؤجلة من البطولة الوطنية الإحترافية، وفي غياب عدد هام من ثوابته الأساسية الذين سقطوا كأوراق الخريف تباعا بفعل لعنة الأعطاب التي طاردتهم، إلى جانب تراجع أداء بعض اللاعبين، مما بعثر حسابات مروض الفرسان الذي إضطر إلى القيام ببعض «الترقيعات» لتدبير الخصاص الذي عانى منه الفريق، خاصة في مركز الدفاع، لم تكن كافية لحل المشكل والحفاظ على التوازن بين الخطوط، بدليل أن الدفاع خسر كل مؤجلاته التي خاضها على التوالي أمام كل من الوداد البيضاوي، الفتح الرياضي بالرباط، والنهضة البركانية بملعب العبدي، إذ من أصل ست مباريات خاضها في ظرف ثلاثة أسابيع تلقى الدفاع أربع هزائم ومن ثمة دخل فارس دكالة مرحلة فراغ طال أمدها بعض الشيء، ووضعت مدربه طاليب في قلب العاصفة، حيث وجهت له إنتقادات شديدة من قبل بعض الجماهير الجديدية التي حملته جزءا من المسؤولية في تراجع أداء ونتائج الفريق الذي حصد سبع إنتصارات في مرحلة الذهاب، مقابل تعادلين وخمس هزائم، وهي حصيلة لابأس بها جعلته ينهي الشطر الأول من البطولة في المركز الرابع برصيد 24 نقطة، على بعد 5 نقاط من المتصدر حسنية أكادير بطل الخريف . رصيد بشري محدود كشفت مباريات مرحلة الذهاب من البطولة عن الكثير من الإختلالات البشرية والتقنية داخل الفريق الدكالي، فإلى جانب سوء تدبير المباريات المؤجلة، والأداء غير المستقر للحارس يحي الفيلالي الذي فقد الثقة والتركيز في عديد المباريات التي قدم فيها هدايا ثمينة لا ترد للمنافسين، حين طعن التفرد أوالنزعة السلبية في اللعب لدى بعض المهاجمين الساعين إلى تلميع صورتهم والرفع من أسهمهم في سوق الإنتقالات، ضعف كرسي البدلاء في بعض المراكز، بدليل أن المدرب عبد الرحيم طاليب إضطر إلى التخلي عن نظام التناوب والمداورة وأصر في عديد المباريات على إقحام لاعبين مجربين وفي أسوإ أحوالهم، بدل الإعتماد على بدلاء غير جاهزين وغير مقتنع بأدائهم على الأقل في الوقت الحالي، وهو دليل واضح على ضعف الرصيد البشري للنادي، مما يفرض على أصحاب الحل والعقد داخل الدفاع البحث عن لاعبين متمرسين على الأقل، تفاديا لأي خصاص محتمل في إياب سيكون بدون شك حاسما وشاقا سينافس خلاله الفرسان إلى جانب لقب البطولة، على منافسات عصبة الأبطال الإفريقية التي تتطلب لاعبين من مستوى عال من الخبرة والتجربة، ماعدا ذلك فإن الفريق الجديدي سيجد صعوبة كبيرة في المنافسة على واجهتين كرويتين بمجموعة بشرية محدودة. ذهابه بالأرقام عدد المباريات: 15 النقط: 24 المركز: 4 الإنتصارات: 7 التعادلات: 3 الهزائم: 5 الأهداف المسجلة: 25 الأهداف المقبولة: 16 الإنتصارات داخل الميدان: 5 التعادلات داخل الميدان: 1 الهزائم داخل الميدان: 1 الإنتصارات خارج الميدان: 2 التعادلات خارج الميدان: 2 الهزائم خارج الميدان: 4 سجل داخل الميدان: 13 سجل عليه داخل الميدان: 4 سجل خارج الميدان: 12