سيرتدي ملعب بن محمد العبدي بالجديدة عصر اليوم الأربعاء المقبل اللونين الأخضر والأحمر، والمناسبة هو احتضانه لقمة كروية مثيرة بنكهة جهوية سيستقبل خلالها الدفاع الحسني الجديدي ثالث الترتيب العام الزعيم المؤقت الوداد البيضاوي، وذلك ضمن مؤجل الدورة 22 من البطولة الوطنية الاحترافية «اتصالات المغرب» الذي كان تأجل بسبب إلتزام الفريق الأحمر بإياب الدور الأول لكأس عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم. ديربي جهة «الدارالبيضاءسطات» بين الدفاع والوداد الذي لا تقل قيمته عن الديربي البيضاوي الشهير، لا تخفى أهميته على أحد اعتبارا للوضعية الحالية للفريقين اللذين ينافسان بقوة هذا الموسم إلى جانب النسور الخضر على لقب البطولة، حيث يسعى كل طرف إلى حسم نقاط الفوز كاملة لصالحه وربح خطوات مهمة عن منافسيه في سباقه نحو منصة التتويج، وهو ما يجعل هاته المباراة أشبه بقمة تقرير المصير. سجال بالأخضر والأحمر منذ إحداث البطولة الوطنية لكرة القدم مع بزوغ فجر الإستقلال ظلت المواجهات الكروية التي تجمع ممثل الجديدة الأول وقطبي الدارالبيضاء وخاصة الوداد تملأ الدنيا وتشغل الناس وتستأثر باهتمام جماهير الفريقين لاعتبارات عديدة، والأكيد أن الجديديين والبيضاويين يستحضرون اليوم وبأدق التفاصيل لقاءات تاريخية كانت تحبس الأنفسا وما زالت صورها محفورة في الذاكرة، ومباراة الدفاع والوداد تمثل فصلا جديدا من الصراع الجديدي البيضاوي وتحمل في طياتها ذكريات الماضي، لكن نقاطها غالية وتزن ذهبا، لأن نتيجتها سيكون لها تأثير كبير على وضعية الفريقين في سبورة الترتيب وقد ترسم معالم اللقب سواء للأخضر الجديدي أو الفرسان الحمر اللذين يعتبران من أبرز المنافسين على الدرع الفضي لهذا الموسم إلى جانب طبعا الرجاء البيضاوي الذي يسعى بدوره إلى المصالحة مع الألقاب. لعبة القط والفأر ظل التنافس على أشده بين الدفاع والوداد اللذين تناوبا على مركز الصدارة لعدة دورات في مشهد أشبه بلعبة «القط والفأر»، بل أنهيا الشطر الأول من البطولة متساوين من حيث عدد النقاط، قبل أن ينقض الفريق الأحمر على الريادة مستغلا الكبوات غير المنتظرة لفارس دكالة الذي أضاع نقاطا ثمينة في مرحلة الأياب، غير أن أشبال عموتا أكرهوا بدورهم على التخلي عن الصدارة لغريمهم الرجاء الذي عاد من بعيد مستفيدا من فوزه الأربعاء الماضي في الكلاسيكو على الفتح الرباطي وتعثر أصدقاء الهداف الليبيري ويليام جيبور أمام الزعيم العسكري، لذلك يمثل هذا اللقاء انعطافة كبيرة في مشوار الفريقين الجديدي والبيضاوي في صراعهما حول اللقب ولا يرضيان عن الإنتصار بديلا، ذلك أن الفوز سيمكن الدفاع من ضرب عصفورين بحجر واحد، تذويب فارق الثلاث نقاط الذي يفصله عن الوداد، ثم الإقتراب من الصدارة، في حين عودة الوداد بثلاث نقاط من قلب ملعب العبدي سيمكن الفريق البيضاوي من استعادة ريادته في حال تعثر غريمه التقليدي الرجاء في مؤخر الدورة 23 أمام الكوكب الجريح، أما فوز النسور فإنه سيضع فارس دكالة والفريق الأحمر تحت ضغط رهيب. تحضيرات استثنائية مباشرة بعد خوضهما لمنافسات الدورة 23 من البطولة التي حققا خلالها الأهم وهو تحقيق نقاط الفوز، باشر الفريقان الجديدي والبيضاوي تحضيراتهما لنزالهما القوي والحاسم الذي قد يعبد الطريق لأحدهما للصعود نحو اللقب، ولأنه كان يدرك جيدا أن فريقه لن يكون أمامه متسع من الوقت من أجل تجهيزه لمباراة الوداد، فقد عمد المدرب الدكالي عبد الرحيم طاليب خلال الأسبوع الماضي إلى القيام بتحضير شامل ومزدوج لفريقه لمباراتين بالغتي الأهمية (المغرب التطواني والوداد البيضاوي) تختزلان مجهود موسم بكامله، بالموازاة مع ذلك سيستفيد اللاعبون من حصص خاصة بالإعداد الذهني تحت إشراف المعد الذهني للنادي علي العطاوي لتخليصهم من كل الضغوطات النفسية التي تبرز في مثل هاته المواجهات، بالمقابل سطر ربان الفريق الأحمر الحسين عموتة هو الآخر برنامجا تدريبيا خاصا يروم بالأساس الحفاظ على الطراوة البدنية للاعبيه حتى يكونوا في أتم جاهزيتهم في مباراة أربعاء الحسم التي بكل تأكيد لن تخلف وعدها من الناحية الفنية. الهجوم سلاح الفريقين بين رغبة الدفاع الجديدي الذي صرح مدربه أن النزالات المباشرة بين المتنافسين هي من ستحسم بنسبة مائوية كبيرة في هوية اللقب، في عدم اهدار الفوز بميدانه لتقوية حظوظه في معانقة الدرع الفضي الذي تشرئب إليه أعناق جماهيره هذا الموسم، وطموح الوداد البيضاوي في خطف النقاط الثلاث من ملعب العبدي لربح أولى الخطوات على درب المنافسة على لقب البطولة الرابع عشر في تاريخه، تكمن قوة هاته المواجهة الكروية المثيرة التي تحمل بين طياتها الكثير من مقومات الديربي نظرا لطابعها الجهوي وطابع الندية الذي يميز دائما لقاءاتهما، ورغم أن الحافز المعنوي يرجح كفة الدكاليين المنتشين بفوز هام ومقنع خارج الديار على المغرب التطواني، فمن المؤكد أن جزئيات صغيرة هي من ستحسم نقاط المباراة التي سيخرج خلالها الإطاران الوطنيان طاليب وعموتا كل أسلحتهما التكتيكية والهجومية لتحقيق الإنتصار الذي قد يفتح باب الأمل على مصراعيه أمام فريقيهما لبلوغ منصة التتويج. الدفاع الجديدي في الصف 3 ب 44 نقطة جمعها من أصل 12 فوزا و8 تعادلات وهزيمتان له 31 هدفا وعليه 14 هدفا، فيما الوداد البيضاوي يتصدر الترتيب العام ب 47 نقطة جمعها من 13 فوزا و8 تعادلات وهزيمة واحدة سجل خط هجومه 38 هدفا وتلقت مرماه 19 هدفا. الزمن: الأربعاء 12 أبريل 2017 المكان: ملعب العبدي بالجديدة (س17) الحكم: خالد نوني (عصبة الغرب)