بصم الدفاع الحسني الجديدي على ذهاب أكثر من رائع أنهاه وبكامل الجدارة في الصدارة جنبا إلى جنب مع الوداد البيضاوي الذي رجحت النسبة العامة كفته وفاز ببطولة الخريف الفخرية، وقدم فارس دكالة نفسه كواحد من الأندية القوية هذا الموسم، محققا بذلك قفزة نوعية في مساره أكسبته إحتراما كبيرا من لدن المهتمين بالشأن الكروي الوطني، وتعد نتيجة حتمية لمجهود جماعي ساهمت فيه كل مكونات الفريق وعلى جميع الأصعدة..، حيث بدا واضحا أن الجميع إستوعب الدرس جيدا، خاصة اللاعبين والمسيرين والتقنيين الذين استفادوا من أخطاء الموسم الماضي الذي أمن خلاله الدفاع وبصعوبة بالغة موقعه في قسم الأضواء، وبكل تأكيد ستمنح هاته المرتبة المشرفة التي أنهى بها الدفاع مرحلة الذهاب قوة دفع معنوية لاشبال المدرب طاليب لمواصلة العطاء ومنافسة الأقوياء على لقب البطولة الذي إستعصى على الفرسان القبض عليه على إمتداد الستة عقود الماضية من عمر الفريق الجديدي. إنتفاضة دكالية مسح الفريق الدكالي أحزان موسمه الماضي الذي عاش خلاله أزمة نتائج كادت أن تعصف بمكانته بقسم الكبار، ورغم تلقيه صفعة قوية ومفاجئة في مستهل البطولة الإحترافية بالملعب الكبير طنجة أمام فارس البوغاز الذي يقوده مدربه السابق الجزائري عبد الحق بنشيخة برباعية مدوية، فإن الدفاع إستطاع لملمة جراحه وإستجمع قواه بسرعة في المباريات الموالية التي حقق فيها نتائج إيجابية، حيث حافظ الفريق الجديدي على نسقه التصاعدي خاصة خلال الثلثين الأول والثاني من مرحلة الذهاب التي حقق فيهما سلسلة من الإنتصارات وبحصص مقنعة جعلته يزحف بقوة نحو المقدمة، مرسلا بذلك إشارات قوية ورسائل مشفرة لمنافسيه على أنه سيكون الحصان الأسود في البطولة الحالية، ولن ينحصر دوره في لعب أدوار ثانوية صغيرة كما كان الأمر عليه في السابق خلال المواسم الماضية، وكان بإمكان الدفاع أن ينهي الشطر الأول وحيدا في مركز الصدارة والفوز ببطولة الخريف لثامن مرة في تاريخه لو إستغل على نحو جيد تعثر منافسه الوداد في مناسبتين (د 13 و15) اللذين لم يقو خلالهما الجديديون على تحقيق أكثر من نتيجة التعادل بملعب العبدي على التوالي أمام النادي القنيطري والرجاء الرياضي، حيث تأثرت المجموعة الدكالية بكثرة الغيابات لأهم الركائز الأساسية للنادي والناتجة أساسا عن التوقيف أو الأعطاب . حلم الكأس تبخر بالموازاة مع مسيرته الموفقة في البطولة الإحترافية، وقع الدفاع الحسني الجديدي على حضور متميز في منافسات كأس العرش، حيث أزاح فارس دكالة من طريقه فريقين كبيرين من حجم الرجاء البيضاوي والنهضة البركانية، وتمكن من بلوغ مربع الأقوياء، حيث قادته القرعة إلى مواجهة جاره وغريمه التقليدي أولمبيك آسفي الذي تغلب عليه ذهابا بهدف دون رد، إلا أن الضربات الترجيحية عاكست أصدقاء حذراف الذين أضاعوا فرصة ذهبية لمعانقة الكأس الفضية لثاني مرة في تاريخهم، وقد خلف هذا الإقصاء المرير إحباطا نفسيا وإنكسارا معنويا لدى الجماهير الرياضية الدكالية التي ألقت باللائمة على اللاعبين والجهاز الفني محملة إياهم مسؤولية الإخفاق لكونهم باعوا جلد الدب قبل سلخه، ومن حسن حظ الجديديين أن اللاعبين لم يتأثروا بهاته الضربة الموجعة على مستوى البطولة الوطنية التي حافظوا فيها على مسارهم الناجح. بصمة طاليب مكنت التجربة القصيرة التي قضاها المدرب عبد الرحيم طاليب على رأس العارضة التقنية للدفاع خلال مرحلة الإياب من بطولة الموسم الماضي في دور المنقذ من أخذ فكرة شاملة عن مجموعته بعد إخضاعها لتشخيص دقيق وقف من خلالها على مكامن الخلل ومواطن النقص، وعلى ضوء نتائج التشخيص إتفق مع المسؤولين على ضرورة إقناع عدد من الثوابت الأساسية واللاعبين المجربين بتمديد عقودهم الإحترافية لمواسم إضافية للحفاظ على الإستقرار البشري للنادي الذي هو أحد مفاتيح النجاح، ثم تقنين الإنتدابات الصيفية والإكتفاء بتعاقدات تهم بعض المراكز الحساسة التي تشكو من خصاص، وبالموازاة مع ذلك وضع مروض الفرسان ثقته في بعض اللاعبين الذين لم ينالوا فرصتهم الحقيقية لإثبات ذواتهم نظير: هدهودي، المفتول، أحداد وبنشاوي، الذين بث روح الحماس والأمل في نفوسهم، وأحسن توظيفهم على رقعة الملعب، وكانوا في مستوى الثقة التي وضعها فيهم وقدموا مردودا طيبا في أغلب المباريات السابقة، كما إعتمد أيضا نظام التناوب لخلق نوع من التنافس الإيجابي بين العناصر الدكالية وهي نقطة حسنة تحسب لطاليب الذي بات فريقه يتوفر على ترسانة بشرية قوية وبنك إحتياط يلبي حاجياته ويوسع هامش إختياراته التقنية والتكتيكية خلال المباريات، وتلك واحدة من نقاط قوة الدفاع هذا الموسم. هل يتخلص من دور الأرنب؟ تعاهد المدرب طاليب واللاعبون على بلوغ سقف 30 نقطة على الأقل في نهاية مرحلة الذهاب لتأمين مكانة الفريق مبكرا بقسم الكبار، وهو ما تحقق لهم على أرض الواقع، مما سيخول للدفاع خوض منافسات الإياب متحررا من كل الضغوطات النفسية وبرهانات وأهداف مغايرة لما تم تسطيره في بداية الموسم، حيث أكد مروض الفرسان مباشرة بعد نهاية مباراة الرجاء أن الفريق سيغير إستراتيجية عمله ومخططاته وسينافس من أجل إحتلال إحدى المراكز الأربعة الأولى المؤدية إلى المسابقات الخارجية الموسم المقبل، وهو رهان ليس بالأمر السهل إذا ما ناقش اللاعبون باقي المباريات بنفس الحماس والجدية، وآمنوا بقدراتهم وتسلحوا بالعزيمة القوية، لأن ما فوت على فارس دكالة فرصة القبض على لقب البطولة في المواسم الماضية هو إفتقاد مكوناته إلى ثقافة الألقاب، وسيكون الدفاع في الإياب مدعوا لتفادي مشكل السرعة النهائية التي خانته في كثير من المناسبات والتسلح بالنفس الطويل، حتى لا ينعت مرة أخرى الفريق الجديدي بأرنب السباق الذي يقدم خدمة لمنافسيه. أكردوم ولكرو 15/15 شكل الثنائي الدفاعي يوسف إدريسي أكردوم وسعد لكرو الإستثناء داخل الدفاع الحسني الجديدي في مرحلة الذهاب من البطولة، حيث خاضا اللاعبان جميع المباريات التي خاضها فارس دكالة داخل وخارج ملعب العبدي، إضافة إلى لقاءات في كأس العرش، وحافظ صمام الأمان والمدافع الهادئ أكردوم على عادته كأحد أكثر اللاعبين الجديديين حضورا في التشكيلة الرسمية منذ إلتحاقه بالفريق قبل ثلاثة مواسم بتوصية من المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة، ويأتي كل من الحارس الكيناني، بامعمر، هدهودي وأزارو في المرتبة الثانية من حيث عدد المباريات الرسمية برصيد 14 مباراة لكل منهم. عزوف الجمهور ..النقطة السوداء شكل الجمهور الحلقة الأضعف بشهادة الجميع في مسيرة الدفاع خلال مرحلة الذهاب، فإذا ما إستثنينا قلة قليلة من الأوفياء والعاشقين المتيمين بحب «المهيبيلة «كما يحلو لشعراء المدرجات تسميتها، والذين يواظبون على حضور مباريات الفريق داخل وخارج ميدانه، فإن كثيرين أداروا ظهورهم لملعب العبدي وتواروا عن الأنظار لأسباب يتداخل فيها الذاتي والموضوعي مع أن فريقهم يقدم مباريات كبيرة في البطولة التي أنهى شطرها الأول في الصدارة ويرشحه الكثيرون لمنافسة الأقوياء على الدرع الفضي لهذا الموسم، ورغم إطلاق إدارة النادي لحملة «كلنا دفاع» التي إنخرط فيها اللاعبون والمسيرون بهدف لم الشمل وتحقيق مصالحة حقيقية بين مختلف مكونات أسرة الفريق، لم تتجاوب الجماهير الدكالية مع شعار المرحلة، وواصلت عزوفها عن الملعب، ومن ثمة وجد اللاعبون أنفسهم يخوضون المباريات في غياب المحفز الأساسي و«اللاعب رقم 12» الذي يعتبر عاملا مؤثرا في النتائج الإيجابية. 8 لاعبين زاروا الشباك سجل فارس دكالة في 15 مباراة أجراها في مرحلة الذهاب ما مجموعه 22 هدفا، تناوب على تسجيلها كل من أزارو (6 أهداف)، حذراف (5 أهداف)، أحداد، دياكيتي (3 أهداف)، واتارا (هدفان) ونناح، هدهودي والوردي (هدف واحد)، ويعد الدفاع ثاني أقوى هجوم في البطولة بعد الوداد الرياضي الذي يتساوى معه من حيث عدد الإنتصارات (8 انتصارات)، ووحده الفريق الجديدي الذي يحتفظ بسجل خال من الهزائم حتى الآن بميدانه. طاليب يعيد الأمل للاعبي الأمل حرص مروض صقور دكالة عبد الرحيم طاليب على التدبير المعقلن للرصيد البشري لفريقه خلال الشطر الأول من البطولة، من خلال إعتماده نظام التناوب بين اللاعبين في كثير من المباريات، وذلك لتجنيب لاعبيه الإرهاق البدني الناتج عن ضغط المباريات والحفاظ على المسار الجيد للفريق، هاته السياسة مكنت طاليب من توسيع قاعدة إختياراته البشرية، تحسبا لأي خصاص محتمل في مختلف المراكز، وأشار المدرب الجديدي في تصريح ل»المنتخب « أنه تماشيا مع المشروع الاحترافي للنادي أنه سيلحق خلال الشطر الثاني من البطولة سبعة لاعبين واعدين من فئة الأمل بالفريق الأول ظل يتابعهم عن كثب في التداريب ومنافسات الفئات الصغرى، وسيمنحهم فرصة إثبات ذواتهم مع الكبار كلما دعت الضرورة إلى ذلك. ذهابه بالأرقام الدفاع الحسني الجديدي الرتبة : 2 عدد المباريات: 15 عدد النقاط: 30 عدد الإنتصارات: 8 عدد التعادلات: 6 عدد الهزائم: 1 عدد الأهداف المسجلة: 22 عدد الأهداف المسجلة عليه: 11 نسبته العامة من الأهداف: +11 انتصاراته داخل الميدان: 6 من 8 مباريات تعادلاته داخل الميدان: 2 من 8 مباريات لم ينهزم في 8 مباريات داخل الميدان انتصاراته خارج الميدان: 2 من 7 مباريات تعادلاته خارج الميدان: 4 من 7 مباريات انهزم مرة واحدة خارج الميدان هدافه خلال مرحلة الذهاب: وليد أزارو (6 أهداف) مدربه خلال مرحلة الذهاب: عبد الرحيم طاليب لاعبان حصلا على البطاقة الحمراء: وتارا حدراف