قدم الدفاع الحسني الجديدي نفسه كواحد من أبرز الفرق الوطنية هذا الموسم، بالنظر إلى النتائج الإيجابية التي حققها حتى الآن سواء في منافسات البطولة الإحترافية أو كأس العرش، فضلا عن الأداء المتميز الذي يقدمه لاعبوه في معظم المباريات، ويتطلع فارس دكالة الذي حافظ على إستقراره البشري إلى موسم أكثر إشراقا ينسي جماهيره الصورة الباهتة التي ظهر بها السنة الماضية التي عانى خلالها زملاء حذراف الأمرين وبصعوبة تمكنوا من تأمين مكانتهم بقسم الكبار، حيث يملك الدفاع بشهادة المتتبعين للشأن الكروي الوطني كل المقومات للذهاب بعيدا في منافسات هذا الموسم، خاصة من الناحية البشرية في ظل بروز موجة جديدة من اللاعبين المميزين الذي باتوا يصنعون كل أسبوع الفارق في المباريات للفريق الجديدي. صحوة دكالية مسح الفريق الدكالي أحزان موسمه الماضي الذي عاش خلاله أزمة نتائج كاد أن يفقد معها مكانته بقسم الكبار، ووقع على إنطلاقة مشجعة عكستها النتائج الطيبة التي حققها حتى الآن سواء في منافسات البطولة الوطنية أو كأس العرش، ورغم تلقيه صفعة قوية ومفاجئة في مستهل البطولة بطنجة أمام الإتحاد العنيد برباعية مدوية، فقد إستطاع الدفاع لملمة جراحه وإستجمع قواه بسرعة في المباريات الموالية التي حقق فيها نتائج إيجابية، حيث سجل الدفاع الجديدي الذي يملك مباراة ناقصة ضد الفتح الرباطي فوزين ثمينين، وتعادل خارج الميدان أمام الكوكب جعلته يحتل موقعا متقدما في سبورة الترتيب، كما عزف أصدقاء وليد أزارو على وتر التألق في مسابقة الكأس الفضية التي تشكل أحد رهاناتهم هذه السنة. ومن المؤكد أن هاته الإنتعاشة القوية لصقور دكالة لم تأت بمحض الصدفة، وإنما نتاج عمل دؤوب وجماعي كان بدأه الفريق في منتصف الموسم المنصرم ، وتحديدا منذ تعاقده مع المدرب عبد الرحيم طاليب الذي بث روحا جديدة داخل المجموعة الجديدية، ومنح الثقة أكثر للاعبين الشبان الذين أحسن توظيفهم على نحو جيد، مما جعلهم يقدمون مردودا طيبا، كما هو الحال لوليد أزارو، هدهودي، المفتول، لكرو وآخرين، كما ساهم المكتب المسير الذي إستفاد من أخطاء الماضي القريب، بشكل كبير في هذا التحول الإيجابي بعد ما نجح في إقناع عدد من الثوابت الأساسية واللاعبين المجربين بتمديد عقودهم الإحترافية لمواسم إضافية للحفاظ على الإستقرار البشري للنادي الذي هو أحد مفاتيح النجاح، مع تقنينه لعملية الإنتدابات خلال الميركاتو الصيفي الأخير لإتاحة الفرصة لأبناء الفريق من أجل إثبات ذواتهم وتهييئهم لحمل المشعل مستقبلا. الطريق إلى العيون بالموازاة مع مساره الإيجابي حتى الآن في البطولة الإحترافية، وقع الدفاع الحسني الجديدي على حضور متميز في منافسات كأس العرش التي عاكسه الحظ فيها خلال الموسمين الأخيرين بعد خروجه مرتين أمام الفتح الرباطي، ورغم أن القرعة لم تكن رحيمة به فقد أزاح فارس دكالة من طريقه أندية كبيرة من حجم الرجاء البيضاوي والنهضة البركانية، وحجز لنفسه مكانا في نصف النهاية التي واجه خلالها في الأسبوع الماضي جاره العبدي أولمبيك آسفي الذي تفوق عليه ذهابا بهدف واحد دون رد، وهو فوز صغير قد يعبد الطريق للجديديين نحو النهائي التاريخي المقرر هذه السنة بالعيون، في إنتظار التأكيد في موقعة الإياب الحاسمة يوم 2 نونبر المقبل بملعب العبدي. ويراهن أبناء دكالة كثيرا على مسابقة الكأس الفضية للصعود إلى البوديوم لثاني مرة في تاريخهم، وإعادة سيناريو 2013 عندما وضع أصدقاء حذراف حدا لكل السنوات العجاف التي عمرت لأزيد من نصف قرن من الزمن، وتمكنوا من القبض على اللقب الأول الذي أدخل الدفاع نادي الأبطال، والأكيد أن حلم حضور النهاية الحالمة المقررة هذه السنة ولأول مرة بمدينة العيون يراود جميع الجديديين، وقد يتحول إلى حقيقة إذا ما آمن اللاعبون بحظوظهم وحافظوا على تركيزهم سواء في إياب نصف النهاية أو في النهائي التاريخي وتسلحوا أيضا بالعزيمة والروح القتالية العالية التي أبانوا عنها في المباريات السابقة واستحسنها الجميع. كلنا دفاع شعار أطلقه في الآونة الأخيرة مكتب الدفاع الحسني الجديدي وتم الترويج له على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي كذا الموقع الرسمي للنادي، ويهدف الدكاليون من وراء هاته الحملة الفايسبوكية التي إنخرط فيها كل أفراد الطاقم التقني واللاعبين من خلال وصلات إشهارية إلى لم الشمل وتحقيق التلاحم بين جميع مكونات أسرة الدفاع وتحسيسها بضرورة الإلتفاف حول فريقها المحلي الذي هو ملك مشاع لكل الجديديين وليس لأشخاص معينين، خاصة في الوقت الراهن الذي يحتاج فيه الدفاع إلى الدعم والمساندة من أجل بلوغ الهدف المنشود وهو معانقة الكأس الغالية لثاني مرة في تاريخه ، وقد تجاوب الجمهور الجديدي إيجابا مع شعار «كلنا دفاع» خلال مباراة ذهاب نصف نهاية كأس العرش التي خاضها الفرسان بآسفي، حيث توحدت الجماهير الدكالية بمختلف فصائلها وتلويناتها وجلست جنبا إلى جنب في مدرجات ملعب المسيرة الخضراء تحت الشعار الأزلي ل «المهيبيلة» الأخضر والأبيض ، وهو إندماج إعتبره كثير من المتتبعين مؤشرا قويا نحو تحقيق مصالحة حقيقية بين أسرة الدفاع مستقبلا تنهي حالة الإنقسام والجفاء التي عمرت لأشهر عديدة داخل الفريق الجديدي.