في زمن قياسي، سرق مهاجم الدفاع الجديدي الواعد وليد أزارو الأضواء بعدما قاد فريقه في المباراتين الأخيرتين نحو تحقيق ست نقاط غالية أنعشت آمال الدكاليين بنسبة كببرة في البقاء مع الأقوياء، وصنع هداف الفرسان الخضر برصيد خمسة أهداف لنفسه مسارا متميزا في أول موسم له بقسم الكبار بعدما استقدمه الدفاع رفقة رفيق دربه حميد أحداد في الوقت بدل الضائع من الميركاتو الصيفي المنصرم من نادي أدرار أطلنتيك سوس المنتمي لبطولة الهواة، ويجمع الجديديون على أن ابن سوس العالمة ذو الواحد والعشرين ربيعا، من أفضل صفقات الفريق هذا الموسم الى جانب الحارس المخضرم خالد لعسكري بالنظر الى أدائهما المتميز داخل الكثيبة الدكالية، يملك وليد أزارو الذي زار شباك الرجاء ذهابا وإيابا الكثير من مواصفات الهداف المرعب، تساعده في ذلك قامته الطويلة التي تجعله يتفوق على المدافعين وذكائه الخارق الذي يتجلى في حسن تموضعه داخل منطقة عمليات الخصم، كلها مؤهلات وأخرى تنبئ بميلاد نجم جديدي واعد يطرق وبقوة أبواب النجومية. - المنتخب: كيف تفسر الصحوة الأخيرة للدفاع الجديدي في البطولة؟ وهل هاته الانتفاضة مرتبطة بالتحول السيكولوجي للمجموعة الدكالية بعد قدوم المدرب طاليب؟ أزارو: في اعتقادي الشخصي أن الإنتفاضة الأخيرة للدفاع الجديدي أمر عاد جدا، لأن الفريق قدم مباريات كبيرة في عديد الدورات وبشهادة الخبراء والمهتمين بالشأن الكروي الوطني، لكن الحظ لم يكن بجانبنا، فضلا عن بعض الهفوات التحكيمية التي أضرت هي الأخرى بمصلحة النادي وحرمته من نقاط كثيرة، لكن مع قدوم الإطار التقني الوطني عبد الرحيم طاليب العارف بخبايا البطولة، تغير الوضع داخل الدفاع، حيث اشتغل على جزئيات بسيطة كنا نفتقدها في المرحلة السابقة وأعطت أكلها على رقعة الميدان، دون أن ننكر بطبيعة الحال الدور الكبير الذي لعبه المكتب المسير في تحفيز اللاعبين عبر تخصيص منح مالية مهمة ساهمت في إذكاء الحماس والتنافس داخل المجموعة الدكالية التي استعادت توازنها وبريقها ضمن منافسات البطولة الوطنية وأكدت للجميع على أن الفريق يستحق مكانته بقسم الأضواء. - المنتخب: هل يمكن القول أن الفوزين الأخيرين والثمينين للدفاع فتحا له باب الأمل على مصراعيه للانعتاق من مخالب النزول؟ أزارو: أكيد، أن الفوزين الغاليين اللذين حققهما الدفاع في الدورتين الماضيتين خففا علينا كثيرا من الضغط النفسي الرهيب الذي عشناه لشهور عديدة، ومنحتنا هاتين النتيجتين الإيجابيتين جرعة أوكسجين، وستمكننا أيضا من خوض المباريات المتبقية محررين شيئا ما من الضغوطات النفسية واستعادة هويتنا التكتيكية التي افتقدناها لدورات، لكن هذا لا يعني أننا في وضع مريح، فما زال ينتظرنا عمل كبير لتأمين البقاء والخروج من النفق المظلم، وأتمنى أن نحافظ على تركيزنا وندبر باقي المباريات بنفس الجدية والرزانة والروح القتالية، حتى يتفادى الفريق الدخول في حسابات معقدة مع الفرق التي تصارع من أجل تفادي النزول إلى القسم الثاني. - المنتخب: كانت مساهمتك بارزة في التحول الإيجابي الأخير للدفاع بتوقيعك لهدفين حاسمين في مرمى المولودية والرجاء، فما السر في تألقك؟ أزارو: سر تألقي مع فارس دكالة وكما سبق وأن صرحت عبر جريدتكم الغراء «المنتخب» هو أنني عند قدومي إلى الجديدة وجدت أجواء عائلية ساعدتني على الاندماج بسرعة داخل المجموعة، كما أنني «راسي صغير» وأومن دائما بأن لكل مجتهد نصيب في هذه الحياة، لذلك أحرص كثيرا على الإجتهاد والمثابرة سواء في التداريب أو أثناء المباريات الرسمية لكسب ثقة المدرب، لأن الرسمية داخل الفريق تنتزع بالجهد وعرق الجبين، وأنا سعيد جدا بتوقيعي لهدفين ثمينين في المباراتين الأخيرتين مكنا فريقي من ربح خطوات مهمة في سبورة الترتيب والهروب من دائرة الخطر. - المنتخب: هل ستنافس على لقب الحذاء الذهبي لهذا الموسم؟ أزارو: لا أخفيكم سرا إذا قلت لكم أنني وضعت مؤخرا نصب عيني الفوز ببطولة الهدافين، وهو طموح مشروع لأي لاعب داخل البطولة، لا سيما وأن الفارق الذي يفصلني حاليا عن المتصدرين لا يتجاوز هدفين، وهو فارق بسيط يمكن تذويبه في المباريات المتبقية، وسأعمل كل ما في وسعي في قادم الدورات لتسجيل مزيد من الأهداف في مرمى الخصوم لضرب عصفورين بحجر واحد، إنقاذ فريقي من شبح النزول وإحراز لقب الحذاء الذهبي للبطولة. - المنتخب: البطولة دخلت مراحلها الأخيرة والحاسمة، من ترشح للفوز بلقب هذا الموسم ومن في رأيك الأقرب للنزول؟ أزارو: هناك شبه إجماع من قبل المهتمين والمتتبعين للشأن الكروي الوطني على أن لقب هذا الموسم لن يحسم إلا في الدورات الأخيرة من البطولة، بالنظر إلى المنافسة القوية المحتدمة بين عدد من أندية الطليعة التي تحدوها رغبة جامحة للصعود إلى البوديوم ومعانقة الدرع الفضي، كما أن التشويق سيرافق البطولة على صعيد أسفل الترتيب إلى آخر دورة بحكم الفارق البسيط من النقاط بين الفرق المعنية بأمر النزول والقابل للذوبان في أي لحظة، والأكيد أن جزئيات بسيطة هي من سترجح كفة البطل وتحكم على فريقين بمغادرة قسم الأضواء، وأظن أن ذلك في صالح الجمهور الرياضي الذي استمتع هذا الموسم بمباريات مشوقة ومثيرة.