لئن كان هناك حارس مرمى قدم كل الإشارات على انتظام الأداء وقوة ردات الفعل وعدم السقوط في الأخطاء الفاضحة في الثلث الأول من الموسم الكروي الحالي، فهو بكل تأكيد عبد الرحمن الحواصلي المنتقل في صفقة ناجحة جدا من الفتح إلى حسنية أكادير. الحواصلي الحارس المثقف، بلغ مرحلة النضج وهو يقود الفتح للفوز بلقب البطولة الأول في تاريخه، وعندما قضت سياسة الفتح بإتاحة الفرصة لحارسه الشاب أيمن مجيد الذي وجد نفسه يدخل متاهة التوقيفات، حزم الحواصلي الحقائب ودخل مرحلة جديدة من التحديات في مسيرته الكروية بالإنتقال إلى حسنية أكادير. وبفضل جديته وعلو كعبه وإصراره على بلوغ النجاح، تمكن الحواصلي وفي ظرف زمني قياسي من فرض ذاته ليصبح مرجعا في التشكيل الأساسي لحسنية أكادير المتصدر الحالي لترتيب البطولة الإحترافية. وإذا ما كانت هجومية الحسنية لا تفاجئ أحدا، لأن الفريق عودنا على الوقوف في المواسم الثلاثة الأخيرة إلى جوار أعتد وأقوى خطوط الهجوم، فإن الذي يلفت الأنظار هو أن الحسنية باتت تتوفر على خط دفاع قوي على النقيض مما كان في المواسم الأخيرة، والفضل في ذلك بعد مهنية المدرب غاموندي في صياغة منظومة دفاعية جيدة جدا، يعود للحارس عبد الرحمن الحواصلي الذي قدم المثير من الثقة والأمان لمدافعي الحسنية باحترافيته وكاريزميته واشتغاله كل جوانب النقص في أدائه. هذا التألق اللافت للحواصلي، الذي شاهدنا صورة منه في مباراة الأمس بخنيفرة أمام شباب أطلس خنيفرة والتي توجت بفوز كاسح لغزالة سوس، وهذا الإنتظام في الأداء وعدم السقوط في أخطاء مجانية، يعطي لحامي عرين غزالة سوس، الحق كل الحق في أن يتواجد مع حراس المنتخب المحلي في بطولة إفريقيا للمحليين، إلا إذا كانت هناك معايير غير الأداء المتقن والمردود التصاعدي هي ما يتحكم في تشكيل المنتخب المحلي، ولا نظن أن تلك الأشياء تحضر في فلسفة عمل الإطار التقني جمال السلامي المشرف على الفريق الوطني المحلي بكل مهنية واقتدار.