ليلة تاريخية تعيشها العاصمة الرباط وكل المدن المغربية، مباشرة بعد إعلان الحكم الغامبي كاساما باكاري بابا عن نهاية مباراة المنتخب المغربي مع نظيره الايفواري برسم الجولة السادسة من الاقصائيات الافريقية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 وتأهل أسود الأطلس للمرة الخامسة في تاريخهم للنهائيات، بعد فوزهم على المنتخب الايفواري بهدفين للاشيء، بأبيدجان. وانطلق العرس الجماهيري الذي شارك فيه الآلاف من الجماهير المغربية التي خرجت في مختلف ربوع المملكة من طنجة إلى الكويرة للتعبير عن فرحتها بهذا الإنجاز الجديد للكرة المغربية. فبعدما تتبعت الجماهير المغربية بشغف وترقب كبيرين، هذا اللقاء، سواء تلك التي سافرت رفقة الأسود إلى أبيدجان أو عبر شاشة التلفزيون بالمغرب، خرجت حشود غفيرة للشوارع مباشرة بعد نهاية المباراة للتعبير عن فرحتها حاملة الأعلام الوطنية، مرددة شعارات تمجد هذا الإنجاز الرائع الذي طالما انتظروه لاسيما، وأنه يأتي بعد 20 سنة، حيث يعود آخر حضور للمغرب في نهائيات كأس العالم لسنة 1998 بفرنسا. وأثنت الجماهير على الأداء المميز للاعبي المنتخب المغربي، والروح القتالية العالية التي أبانوا عنها في مباراة اليوم، من أجل رفع العلم المغربي إلى جانب أعلام المنتخبات التي ستشارك في المونديال الروسي، معبرين عن فخرهم بهذه المجموعة من اللاعبين والطاقمين الاداري والتقني الذين دخلوا تاريخ كرة القدم المغربية من بابه الواسع. ولم يفت هذه الجماهير استحضار ذكريات المشاركة التاريخية لأسود الأطلس سنة 1986 حينما تأهل أصدقاء العميد بادو الزاكي للدور الثاني، محققين إنجازا لم يسبقهم إليه أي منتخب عربي أو إفريقي بقيادة المدرب الراحل البرازيلي المهدي فاريا، إضافة إلى المشاركة المتميزة لمنتخب 1998 رفقة الفرنسي هنري ميشال الذي كان قريبا من التأهل للدور الثاني لولا الهزيمة المفاجئة للمنتخب البرازيلي أمام النرويج بهدفين لواحد. ففي شوارع العاصمة الرباط، كما في باقي المدن المغربية الأخرى، أطلق السائقون العنان لمنبهات سياراتهم التي شكلت طوابير على طول شوارع محمد الخامس وعلال بنعبد الله والنصر وغيرها عازفين سمفونية رائعة شبيهة بتلك التي عزفها اليوم على المستطيل الأخضر نبيل درار، والمهدي بنعطية، وأشرف حكيمي، وحكيم زياش، ويونس بلهندة، وباقي أسود الأطلس الذين توجوا مسارا مميزا في التصفيات، وعززوا صدراتهم للمجموعة برصيد 12 نقطة، ودون أن تستقبل شباك المحمدي أي هدف، والتوقيع على أحسن هجوم ب11 هدفا. وهتفت الجماهير الغفيرة بأسماء لاعبي أسود الأطلس مرددة شعارات تحتفي بهذا الانجاز رفقة الناخب الوطني هيرفي رونار، فيما تعالت زغاريد النساء اللواتي جعلن من سطوح العمارات والمنازل منارات أضاءت جوانبها شموع الفرحة التي عمت جميع الأفئدة في كل حي وزقاق بمدينة الرباط وطبعا في باقي مدن المملكة. وتوج أسود الأطلس مشوارا رائعا في الاقصائيات، ولو أنهم استهلوه بتعادلين سلبيين أمام كل من الغابون والكوت ديفوار لكنهم تداركوا الموقف بعد ذلك بفوز عريض على المنتخب المالي بستتة أهداف للاشيء بالرباط، وتفوقهم على فهود الغابون بالدار البيضاء بثلاثية نظيفة، مكنتهم من انتزاع صدارة المجموعة، قبل أن يعززوا صدارتهم ب12 نقطة بعودتهم بفوز مستحق من قلب أبيدجان بهدفين للاشيء.