لم تكن صفارة الحكم الجنوب إفريقي فيكتور ميغيل دو فريتاس غوميس فقط إيذانا بنهاية المباراة الحاسمة، ضمن الجولة الخامسة، قبل الأخيرة، من تصفيات المجموعة الثالثة المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 بروسيا، التي جمعت مساء السبت بملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء بين المنتخبين المغربي والغابوني، والتي انتهت بفوز كاسح لأسود الأطلس (3 – 0) وانتزاع صدارة المجموعة، بل، وأيضا، انطلاقة عرس جماهيري شارك فيه الآلاف من الجماهير المغربية، التي خرجت في العديد من المدن للتعبير عن فرحتها بهذا الإنجاز الجديد للكرة المغربية. فبعدما تتبع الجمهور المغربي بشغف كبير هذا اللقاء، سواء مباشرة بملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، الذي غصت منصته ومدرجاته أو عبر شاشة التلفزيون بالمقاهي والمنازل، والذي كسبه المنتخب المغربي نتيجة وأداء، خرجت حشود غفيرة للشوارع مباشرة بعد نهاية المباراة للتعبير عن فرحتها، حاملة الأعلام الوطنية مرددة شعارات تمجد هذا الإنجاز الرائع، الذي طالما انتظروه. ففي شوارع العاصمة الرباط، أطلق السائقون العنان لمنبهات سياراتهم التي شكلت قوافل على طول شوارع محمد الخامس وعلال بنعبد الله والنصر وغيرها وباقي أحياء العاصمة، عازفين سمفونية رائعة شبيهة بتلك التي عزفها اليوم على المستطيل الأخضر حكيمي وامرابط وبوطيب وبوصوفة دينامو المنتخب، وباقي أسود الأطلس الذين كبر طموحهم بهذا الفوز، الذي لا يشكل في حد ذاته غاية، بل وسيلة إلى البحث عن التأهل في المباراة القادمة أمام الكوت ديفوار، وربط الحاضر المشرق بالماضي التليد. وكانت حناجر الجماهير الغفيرة تحيي أسود الأطلس، مرددة شعارات تمجد مسيرتهم الموفقة مع الناخب المغربي، «الثعلب»، هيرفي رونار، من قبيل «عاش أسود الأطلس» و»رونار ووليداتو حتى فرقة ما غلبتو» و»الأسود عائدة للزئير»، فيما تعالت زغاريد النساء اللواتي عبرن عن الفرحة التي عمت جميع الأفئدة. ولا يجادل اثنان في كون مشوار أسود الأطلس في الإقصائيات كان رائعا، ولو أنهم استهلوه بكبوة في مراكش أمام كوت ديفوار (0 – 0) وقبلها في ليبروفيل مع منتخب الغابون (0 – 0)، لكنهم تداركوا الموقف في المباراة الثالثة بالرباط، حيث سجلوا نتيجة الفوز بحصة كبيرة على منتخب مالي (6 – 0)، قبل أن يتعرضوا لتعادل غير منصف بباماكو أمام منتخب مالي (0 – 0) بيد أنهم أكرموا وفادة «الفهود» في مباراة الإياب بالدارالبيضاء بفوزهم عليهم بحصة جارفة (3 – 0). والمؤمل أن تكتمل فرحة هذا الجمهور، الذي شكل على الدوام السند القوي لأسود الأطلس، بانتزاع الفريق الوطني البطاقة الوحيدة عن المجموعة الثالثة حين يحل ضيفا يوم 6 نونبر على منتخب كوت ديفوار يعيد لكرة القدم المغربية هيبتها وإشعاعها.
قالوا بعد نهاية المباراة: اللاعبون يجمعون على أهمية الفوز أمام الغابون ويعدون بحسم الأمور بأبيدجان
قال اللاعب المغربي حكيم زياش إن المنتخب المغربي قدم عرضا جيدا خلال المباراة ، حيث تميز أداء جميع اللاعبين بالقتالية والاندفاع البدني وعدم التسرع، مبرزا أن المنتخب الغابوني الذي حل بجميع عناصره أتى الى الدارالبيضاء من أجل انتزاع الفوز لكنه اصطدم بخصم صعب المراس. وأضاف بأن المواجهة المقبلة ضد المنتخب الايفواري في أبيدجان ستكون صعبة للغاية ، باعتبارها مصيرية ، مؤكدا أن العناصر الوطنية لن تدخر جهدا في تحقيق التأهل الى مونديال روسيا و إدخال الفرحة على الشعب المغربي الذي ينتظر هذا الانجاز بشغف كبير. في نفس التصريح، نوه حكيم زياش بالدور الهام و الأساسي الذي لعبه الجمهور المغربي في تحقيق الانتصار، معبرا عن شكره العميق لما حظي به اللاعبون من تقدير و احترام و تشجيع . من جهته، شدد اللاعب مبارك بوصوفة على أنه يتعين من الآن فصاعدا التركيز على المقابلة القادمة ضد المنتخب الايفواري باعتبارها مصيرية و حاسمة ، وتستدعي الاستعداد الجيد.و أضاف انه رغم صعوبة اللقاء الذي وصفه بالمباراة النهائية ، فالمنتخب المغربي قادر على صنع انجاز التأهل من قلب الكوت ديفوار خاصة وان أداء المنتخب المغربي يعرف وتيرة تصاعدية . واعتبر نبيل درار أن المنتخب الوطني كان في الموعد، كما ان اللاعبين واعون بالمسؤولية الملقاة على عاقتهم، وسعوا بكل الوسائل إلى تحقيق الانتصار في هذا اللقاء، وبالتالي تأمين التأهل على مونديال روسيا في الجولة الأخيرة أمام الكوت ديفوار. وأضاف أن لقاء الشهر المقبل سيكون بمثابة مباراة نهائية، وعلينا حسمهما لصالحنا. وأضاف درار ان الأجواء داخل المنتخب الوطني، وخاصة في مستودع الملابس، كانت جيدة وحماسية، مشددا على أن المجموعة الوطنية وضعت خطوة اولى في طريق التأهل، لكن عليها أن تنهي المهمة بأبيدجان. وقال باتريس بوميل، المدرب المساعد للمنتخب الوطني، إن العناصر الوطنية تستحق التهنئة على الأداء، الذي قدمته بشكل عام. لقد لعب الجميع بشكل مثالي، سواء بالكرة أو بدونها، وضغطنا على الخصم، فأحدثنا له ارتباك كبير، وهذا ما سهل مأموريتنا. وأضاف أن المنتخب الغابوني كان متكتلا إلى الوراء، واحتجنا 38 دقيقه لشق دفاعه، وهذا يظهر مدى غصرار اللاعبين على الفوز، ويستحقون منا التنويه بأدائهم. في الجانب الآخر،أكد اللاعب الغابوني جينيور لمينا أنه منتخب بلاده واجه منتخبا مغربيا قويا يصعب الوقوف أمامه. واعتبر أن اللاعبين المغاربة قدموا مباراة مثالية على جميع المستويات ،ونجحوا في فرض اسلوبهم المتميز. وأضاف أن المنتحب المغربي يمتلك جميع المقومات التي ستمكنه من حسم تذكرة التأهل الى روسيا 2018 لصالحه . أما اللاعب ساسمونغ مبينغي ، فأكد أن النخبة المغربية تقدم حاليا كرة قدم واقعية ، تتسم بالانضباط التكتيكي و الانتشار الجيد داخل رقعة الميدان وهو ما ساعدها على فرض أسلوبها السهل الممتنع . وعقب هذا الفوز انتزع «أسود الأطلس» صدارة المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط، من منتخب كوت ديفوار الذي تراجع إلى المركز الثاني ب 8 نقاط، فيما تجمد رصيد منتخب الغابون عند 5 نقاط في المركز الثالث. أما منتخب مالي فيحتل المركز الأخير بثلاث نقاط .