دوري أبطال إفريقيا أقصى بطل المغرب المغرب التطواني خرج خائبا والفتح مر بمحاداة الإقصاء لماذا تأبى أنديتنا إلا أن تسقط في فخ سوى التدبير ؟ لم تكن الخرجة الأولى لممثلي الكرة المغربية الفتح الرباطي والمغرب التطواني بالمقنعة في دوري أبطال إفريقيا، بل لم ترض طموحات المتتبعين الذين انتظروا الشيء الكثير من الفريقين، بدليل أن المغرب التطواني خرج مطأطأ الرأس على يد فريق مغمور اسمه كاسا سبور السينغالي، فيما لعب الفتح بالنار وكان قاب قوسين أو أدنى من الخروج بعد أن حجز تأشيرة التأهل بصعوبة بالغة حيث خسر في مباراة الإياب 21، لتواصل هذه المنافسة عصيانها على أنديتنا التي ما زالت تأبى إلا أن تكرر نفس الخطأ، خطأ سوء التدبير والإعداد لمثل هذه المنافسات القارية. قصتنا مع أمجد المنافسات لا شك أن منافسة دوري أبطال إفريقيا تعتبر ميزانا لقياس درجة أي بطولة، خاصة أنها تعرف مشاركة الحيتان الكبيرة للقارة السمراء ومن الصعب على أي فريق أن يصعد على منصة التتويج إلا بعد مشوار شاق وتضاريسه جد صعبة، لذلك قلة هي الأندية المغربية التي تمكنت من معانقة هذا اللقب، هي معدودة على رؤوس الأصابع وعددها ثلاثة، الجيش والرجاء والوداد هم من كان لهم الشرف بمعانقة اللقب. قصة الكرة المغربية مع هذه المنافسة لا تبدو سعيدة بدليل أن أنديتنا باتت تجد صعوبات بالغة من أجل الفوز بلقبها، فباستثناء الوداد الذي وصل في النسخة ما قبل الماضية، فإن الكرة المغربية غابت عن محافلها، إذ غالبا ما كانت تجد الأندية المغربية نفسها خارج دائرة المنافسة مبكرا، مثلما كان الحال مع المغرب التطواني. واحد من إثنين أن تكون الكرة المغربية ممثلة بفريق واحد بعد الدور التمهيدي فتلك إشارة تؤكد أن الكرة المغربية ما زالت تئن وتبحث عن موطئ قدم على مستوى منافسة الأندية في دوري أبطال إفريقيا، صحيح أن الكرة المغربية تفتخر بعد أن عادت إلى الواجهة القارية في كأس الإتحاد الإفريقي بعد أن احتكرت هذه المنافسة لموسمين متتاليين بفوز كل من الفتح الرباطي في النسخة ما قبل الماضية والمغرب الفاسي في النسخة الأخيرة، غير أن منافسة دوري أبطال إفريقيا باتت تشكل لنا عقدة حقيقية، باعتبار التواضع الذي طارد الأندية المغربية وعدم قدرتها على مجاراة إيقاع الكبار. لذلك خروج المغرب التطواني بطل المغرب من الدور الأول والصعوبة التي وجدها وصيفه في نفس الدور، يؤكد أن دار لقمان ما زالت على حالها، خاصة أن المستوى الفريقين لم يكن مقنعا. الحمامة خالفت الوعود الظاهر أن مكونات المغرب التطواني ألقت نفسها في وحل الثقة الزائدة والإستهانة بمنافسة إفريقية لا تعترف إلا بالكبار، أخطأ مسؤولو الفريق التطواني والمدرب عزيز العامري عندما إغتروا بلقب البطولة الذي تحقق في الموسم الماضي والأداء الجيد الذي قدمه اللاعبون، والظاهر أن مسيري الفريق وطاقمهم التقني لم يستوعبوا جيدا معنى المشاركة في دوري أبطال إفريقيا وما أدراك ما دوري الأبطال، أي ما تتطلبه هذه المنافسة من إعداد بشري وتقني وبدني ومادي. المغرب التطواني واعتبارا للأداء الذي قدمه في مباراة الذهاب أمام كاسا سبور السينغالي ومرارة الإقصاء التي تجرعتها الحمامة تؤكدان أن الفريق التطواني لم يعد العدة بشكل جيد، حيث التركيبة البشرية ينقصها الشيء الكثير لتقارع باقي الخصوم، بدليل أن مسؤولي الفريق لم يقوموا بانتدابات وازنة، وبالتالي غاب اللاعبون من أصحاب الخبرة في مثل هذه المنافسات والمجموعة المتجانسة والمتراصة، وذلك خطأ تقني أدى ثمنه المدرب العامري عندما اغتر بمجموعة لم تكن متكاملة ولا تملك المناعة الإفريقية، رغم أن مباراة الذهاب أكدت أن المغرب التطواني ليس هو الفريق المستعد بالشكل الأمثل والذي ممكن أن ننتظر منه أكثر مما تجرعه من إقصاء من الدور التمهيدي. الفتح بمتغيرات ولكن.. عندما نعود للفتح سنجد أن هذا الفريق غيَر جلده كثيرا بعد أن جلب العديد من الوجوه الجديدة، حيث قامت إدارة الفريق ومعها الطاقم التقني بمجهود كبير من أجل إعداد مجموعة متجانسة، حيث جلب عدة لاعبين موهوبين، بيد أنهم لا يملكون الكثير من التجارب الإفريقية كباطنة وليركي وجاريسي والعروي وسعدان وغيرهم، خاصة أن الأمر يتعلق بمنافسة من طينة دوري أبطال إفريقيا. وظهر هذا الهاجس من خلال المستوى الذي ظهر به الفريق الرباطي، فرغم الفوز في مباراة الذهاب، إلا أن هذا الإنتصار الصغير لم يكن مقنعا، وفعلت التجربة فعلتها، إذ كان بإمكان الفتح أن يفوز بأكثر من هدف في الذهاب، فيما كانت لخسارة الإياب أكثر من دلالة على الخطر الذي مر منه فريق العاصمة. تدبير الذهاب أن تسافر إلى الأدغال الإفريقية بزاد لا يتجاوز هدفا واحدا فانتظر أن الإياب لن يكون مفروشا بالورود ولا بالرياحين في الأدغال الإفريقية، والأكيد أنها الكأس التي شرب منها المغرب التطواني والفتح بعد أن سجلا فوزا بهدف يتيم على أرضهما. المغرب التطواني لم يحسن تدبير الذهاب على سانية الرمل وفاز بهدف واحد، لأن التجارب علمتنا بضرورة إستغلال مباريات الذهاب، وليس أفضل أن يرحل الفريق بنتيجة مطمئنة تقيه شر الإياب، والأكيد أن الفريق التطواني لعب بالنار عندما ترك الفرص تضيع منه على ملعبه، بل الأكثر من هذا أن الهدف اليتيم الذي سجل كان من أقدام لاعبي الخصم. ولم يكن الفتح أفضل حال من المغرب التطواني عندما حذا حذوه وفاز هو الآخر بهدف لم يكن وحيد أكد أن مباراة الإياب أمام ريال بانجول لن يكون كافيا لخوض مباراة الإياب بإطمئنان، أشبال جمال السلامي لم يسجلوا هدف الفوز إلا في آخر أنفاس المباراة ومن ضربة جزاء، وكاد أن يدفع فاتورة هذا الفوز الصغير غاليا، إذ تعذب كثيرا قبل أن يحجز بطاقة التأهل. مسابقة الكبار مخطئ من اعتقد أن دوري أبطال إفريقيا مجرد مسابقة تتحكم فيها الصدف، فالتجارب السابقة علمتنا أن النجاح في أمجد الكؤوس الإفريقية لا يتحقق بجرة قلم، بل يتطلب تدبير معقلن ودراسة شاملة لا تترك أي شيء للصدفة، تدبير على المستوى البشري والتقني والبدني والمادي والتسييري. والأكيد أن المغرب التطواني سقط في فخ سوء التدبير والإعداد الجيد لهذه المنافسة ، بدليل أن الفريق ظهرت عليها أعراض قلة تجربة لاعبيه وعدم جاهزيتهم لهذا الإستحقاق الوازن وغياب لاعبين قادرين على مقارعة الخصوم، وإلا لاجتاز المغرب التطواني عقبة فريق مغمور أكد محدودية مستواه وإمكانياته. مسؤولو «الماط» ومدربه عزيز العامري سقطوا في فخ الغرور والإقتناع المزيف أن لديهم فريقا متكاملا ومتجانسا، إذ لم يدخروا جهدا للقيام بانتدابات وازنة وأسماء لها وزنها رغم علمهم أنهم سيشاركون في منافسة تتطلب التسلح بكل ما هو تقني وبدني وبشري ونفسي، حيث كانت تعاقداتهم مقتصرة على بعض الأسماء التي لم تكن كافية لتجعل من المغرب التطواني خير ممثل للكرة المغربية. والأكثر من هذا أن أعراض التراجع ظهرت منذ انطلاق الموسم، بعد العروض غير المقنعة الذي قدم الفريق التطواني وعدم استقرار نتائجه، وذلك إنذار كان ظاهرا للمسؤولين والمدرب العامري أن الفريق ليس في أفضل أحوال وعافيته. إنذار للفتح أكيد أن الفتح تلقى إنذارا وتوبيخا بعد الدور التمهيدي الذي مر بردا وسلاما بقدرة قادر على الفريق، الفتح نجا من فخ الإقصاء وأكد حاجته لمزيد من المناعة الإفريقية، بعد الصعوبات التي وجد أمام فريق متواضع على جميع الإمكانيات اسمه ريال بانجول الجامبي. صحيح أن الفتح قام بثورة بشرية واستطاع جمال السلامي أن يجلب وجوها جديدة ويغير من جلده البشري، غير أن النتائج على المستوى الإفريقي لم تقنع، وسيكون على جمال السلامي الوقوف على مكامن الخلل والأسباب التي جعلت فريقه يتعذب أمام فريق متواضع ليتأهل إلى الدور الموالي، ما يؤكد أن الفريق الرباطي بحاجة لترميمات على المستوى البشري خاصة أن مجموعة من اللاعبين تنقصهم التجربة والمناعة الإفريقية وأشياء أخرى لمقارعة خصوم الأدوار القادمة. الفتح يدرك أنه أصبح الممثل الوحيد للكرة المغربية وسيتحمل مسؤولية الدفاع على صورتنا في هذه المنافسة التي لا تعترف إلا بالكبار، وبالتالي فجمال السلامي سيكون قد دوَن في أجندته وأوراقه التقنية كل ما هو إيجابي وسلبي تأهبا للظهور بمظهر جيد في الأدوار القادمة.