الرجاء والوداد يبحثان عن صيغة لمعالجة المشكل عانى قطبا العاصمة الإقتصادية منذ بداية الموسم الحالي من ضعف المداخيل التي سجلتها مباريات الفريقين بمركب محمد الخامس، إذ لم ترق إلى مستوى تطلعات الفريقين اللذان صرفا ميزانية مهمة من أجل جلب أجود اللاعبين وأفضلهم على الساحة الوطنية دون أن يرقى الحضور الجماهيري لمستوى هذه التطلعات. فباستثناء مباراتي الديربي وبعض المباريات التي تعد على رؤوس الأصابع، فإن مداخيل المباريات لم تتجاوز في غالب الأحيان سقف 30 مليون سنتيم وبعد حذف المصاريف فإن الرقم الذي تستفيد منه خزينة الفريقين في كل مباراة لا يكاد يتجاوز 20 مليون سنتيم. وفي غالب الأحيان يصل الحضور الجماهيري لحوالي 20 ألف متفرج، لكن عدد من يؤدي واجب التذكرة لا يتجاوز نصف هذا العدد ما يطرح مجددا إشكالية الدخول بالمجان بالنسبة لجمهور الفريقين وذلك بالرغم من استعمال فريق الوداد للأبواب الإلكترونية التي لا تسمح بالدخول إلا لحاملي التذاكر، وهذه الظاهرة تسببت في تكبد الفريقين لخسائر مادية كبيرة كان من نتائجها تعرض الفريق الأحمر مؤخرا لأزمة مادية أرخت بظلالها على اللاعبين بالدرجة الأولى، وشهدت المباريات الليلية عزوفا جماهيريا أكبر وذلك بسبب معاناة الجماهير مع غياب وسائل النقل هذا بالإضافة لتخوف البعض من أحداث العنف والشغب التي أصبحت شوارع الدارالبيضاء مسرحا لها في الآونة الأخيرة نتيجة المواجهات بين جماهير الغريمين. ومن جهة أخرى اشتكى الجمهور البيضاوي من الإزدحام الذي يحدث عادة أمام الكشكين المخصصين لبيع التذاكر وطالبوا من المسؤولين إضافة أكشاك أخرى من أجل تسهيل عملية اقتناء التذاكر، هذا في الوقت الذي يطالب فيه المنظمون منذ مدة بإضافة سياجات حديدية بكل جنبات الملعب وكذا تقوية الإنارة أمام أبواب الملعب حتى يسهل ضبط المتسللين ومساعدة المنظمين على القيام بواجبهم، وفي ظل استمرار الوضع على ما هو عليه فإن السلطات الأمنية تضطر في بعض الأحيان لفتح الأبواب لتفادي المواجهات مع الجمهور خاصة بعد انطلاق المباريات وكذا لتفادي بعض الأحداث التي من شأنها أن تعكر صفو هذه المباريات، وعمد الرجاء بدوره لفتح الأبواب في بعض الأحيان حتى تمتلئ المدرجات الفارغة. ومن أجل تفادي الإزدحام أمام الأبواب والكشكين الخاصين ببيع التذاكر عمد مكتب الفريقان إلى طرح التذاكر في الأماكن المخصصة لبيعها بمختلف مناطق الدارالبيضاء وذلك قبل يومين من موعد المباريات دون أن تكون لهذه البادرة أية نتيجة. ومن أجل البحث عن الأسباب الحقيقية لظاهرة العزوف الجماهيري على مباريات الرجاء هذا الموسم عمد مكتب الفريق الأخضر للقيام بدراسة ميدانية تكلف بها عضو المكتب المسير جعفر الطاهيري وعلى ضوء نتائجها سيتم إتخاذ ما يلزم لإعادة الجمهور لمركب محمد الخامس، ومن جهة أخرى أكدت بعض المصادر بأن الإدارة العامة للأمن الوطني قد أبلغت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عبر وزارة الداخلية بعدم برمجة مباريات الوداد والرجاء ليلا وذلك بسبب المشاكل الأمنية التي تترتب عنها، حيث شهدت المباراة الأخيرة للرجاء أمام النادي المكناسي موجة من الإعتقالات في صفوف جماهير النسور، وهو ما سيجعل الجامعة في موقف محرج وذلك بسبب الإتفاقية التي تربطها بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.