زعيمان من عيار ثقيل ورائدان من رواد الكرة الوطنية وبطولتها، الوداد والجيش حتى ولو اختلف ميزان قوتهما فإن نزالهما لن يخرج عن دائرة المتعة والفرجة والإثارة بكل ألوانها، الزاكي يحاول أن يتغلب على خطه العاثر في نزاله العساكر، وأبناء الثكنة يريدون قلب الطاولة على الحمر ولو بعقر الدار وهم بأسوأ حال. كلمة الزعيم تمثل لوحدها حكاية في سجال المناقرات بين الكبيرين بين الزعيم السرمدي للبطولة وبين زعيم اللحظة، الجيش بسجل ألقابه البالغة 12 لقبا للبطولة و10 للكأس، والوداد ب 11 لقبا و9 كؤوس يأتي ثاني في ميزان المفاضلة بلغة الأرقام والإحصاءات المعترف بها. غير أن الوداد ومناصريه يصرون اليوم على تذكير مساندي الطرف الثاني على أنهم زعيم البطولة هذا الموسم والماسك بمفاتيح الدرع إلى غاية الجولة التي تسبق النزال الشائك المحاط بألغام تجعل من المباراة عسيرة الهضم نوعا ما، لغة أرقام المواجهات المباشرة أيضا تميل كفتها لصالح الوداد بفارق مريح، وغالبا ما شكل الفارس الأحمر عظما غليظا وعصيا عن الإبتلاع حتى والجيش في أوج عطائه، هذه قصة من قصص كواليس عادة ما تزيد من حدة النزال وتصل به لدرجة التوثر أحيانا. ظل فريق الجيش الملكي يبحث جادا وبإلحاح على نصر طال ليصل لعقد من الزمن دون أن ينجح العساكر في فك شفرة الوداد، 10 سنوات من البحث الجاد عن فوز تأخر بالبطولة تحديدا، لأن الجيش لازمه حظ غريب في مواجهات الكأس ضد الوداد ففاز عليه في النهائي مرتين على التوالي وأخرجه من دوري النصف والربع في آخر أربع نزالات بينهما في كأس العرش، كان آخرها الموسم الماضي بالمجمع الأميري حين عبر الفريق مسالك وشعاب الوداد في الربع وهو يبحث عن لقبه الثالث على التوالي. وحين طال الإنتظار جاء الفرج في صورة مباراة هيستيرية مثيرة للجدل توجت قبل سنتين أبناء فاخر بنصر بين (2-0) لم يكن خلالها من ضحية وقربان ليقدم سوى الحكم العاشيري وثورة الزاكي الشهيرة بالرباط، وبالذهاب عاد الجيش ليسير على ذات المنوال ويفوز على الزاكي والوداد تحديدا بفضل هدف محمد جواد وليستبب المدرب الوطني في أزمة حقيقية اقتضت منه عقد ندوة لتفنيد الإستقالة. هكذا فقط ترافق المباراة ذكريات مريرة وعقد مركبة، عقد الوداد للجيش وعقدة الجيش الملكي وعقدة الأنصار للبحث عن زعيم مرغوب فيه وبإلحاح كبير. لئن كان الوداد وهو ينازل الجيش ممنيا النفس بأن يسير على نفس نسق الألمعية والتفوق والسجل الرائع داخل القواعد سيما في مرحلة الإياب بعد أن هزم الماص وخريبكة، سيجعل آذانه على الجديدة واستغلال تطاحن المتربصين به على أمل أن يتعادلا ويمارس هو هروبه الكبير، لأن الوداد ينظر للقمة المرتقبة على أنها فرصة لا تعوض لتبديد الشكوك أولا، وإقناع المناصرين بقوته ثانيا، وثالثا الثأر لخسارة الذهاب، فإن الجيش الموجوع بمرتبة الشك والألم في صف مخجل وتاريخي ونقاط شحيحة 26 نقطة، يعول بدوره على إحداث مفاجأة بالبيضاء، وأن يكبر هناك انتصارا لإسمه ولرصيد ألقابه وأن يكبر أمام خصم كبير حتى ولو بتعادل من ذهب، وبالتالي يقدم خدمة للنفس وللآخرين. هي الصدارة إذن المطلوبة في الضفة الحمراء التي ستشعل النزال، وهي الصدارة التي يغازلها الوداد للبقاء زعيما، لكن بالمقابل الخصم ليس أي كان، هو الجيش الكبير بتاريخه وأسمائه والقادر على قلب الطاولة على الزاكي وفرسانه في لحظة غضب. «مباراتنا ضد فريق الجيش الملكي لا تختلف عن أي لقاء آخر، سيما في هذا الظرف بالذات التي ما عادت خلاله الحسابات تحتمل الكثير من الغلط، لا أريد للأسف الدخول في متاهة استحضار ما نعيشه من إكراهات كالتي واجهت عودتنا من آسفي، لكن الوقت الحالي يفرض على كل ودادي حقيقي أن يعلن دعمه وحضوره للمؤازرة وتقديم الدعم، أعتبرها مباراة الوداديين الحقيقيين لأني أعلم ما يمثله الرد على كل من يريد عرقلة مسارنا من أهمية. الجيش فريق كبير، وهناك حسابات خاصة للنزال والفوز طموحنا الذي لن نتنازل عنه، بخصوص اللاعبين ما يقلقني حقا هو تواجد عدد كبير منهم بعيدا عنا رفقة المنتخب المحلي، لكننا نعول على توازن المجموعة وما استفدنا منه في مراحل سابقة قصد ترجمته في اللقاء، أتمنى أن لا نواصل حكاية، إهدار الفرص السانحة وأن نتعذب كالعادة لتحصيل الفوز، لأني اشتغلت على هذا الإطار بما يكفي». « شاءت الصدف أن يتزامن تعييني مع مباراة بهذا الثقل والحجم، وكل اللقاءات القادمة ستكون بنفس الحدة والقوة.. أعتقد أن من يريد أن يكون كبيرا عليه أن يبدأ كبيرا الجيش فريق كبير ويملك ترسانة من اللاعبين المؤهلين لتقديم لقاء في المستوى وقاعدة جماهيرية واسعة، سنلعب دون ضغوط وبلا مركب نقص لأنه إذا كنا نحترم الوداد ومدربه فعليهم أن يبادلونا نفس التقدير، على أي لم تعد هناك حسابات خفية، كل شيء أصبح واضحا مطلوب منا أن نحقق صحوة نتائج أن نستعيد توازننا ولقاؤنا ضد الوداد لو حالفنا الحظ وكنا في يومنا الكبير فلا أظن أننا سنخسر. لدي تصور خاص للمباراة لأني لم أبتعد عن الميادين وأعرف كل شيء عن الأندية والبطولة ولا يخيفني الإختبار لأنه ربما هو ما نحتاجه في هذا الظرف بالذات، إختبار كبير يعيد للاعبين ذاكرتهم..»