بين المنتخب المغربي وناديه نومانسيا الإسباني، إختلاف وفرق كبيرين، على مستوى وضعية الحارس منير المحمدي، حيث يبقى أساسيا في عرين الأسود واحتياطيا بفريقه، وضعية لم تنل من عزيمته، وهو الذي ما زال يسعى لتطوير إمكانياته والإستفادة من تجاربه، خاصة أنه حقق واحدة من أحلامه الكبيرة، ألا وهي اللعب للمنتخب المغربي. وبين هذ وذاك فإن المحمدي نجح في سد ثغرة عانى منها المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة، بفضل إمكانياته الجيدة والمستوى الذي يقدمه في كل المباريات التي شارك فيها، فوجد المنتخب المغربي من يحرس مرماه باقتدار، بعد ارتباك كبير على مستوى الحارس الأساسي، لذلك يراهن المحمدي على مواصلة مشواره والتشبث باستعادة رسميته التي ضاعت منه منذ الموسم الماضي مع ناديه نومانسيا، أي مباشرة بعد عودته من المشاركة في كأس أمم إفريقيا بالغابون، وهي الوضعية التي يتحدث عنها إلى جانب مواضيع اخرى. المنتخب: قدمتم مستوى جيدا، وأسقطتم فهود الغابون بثلاثية، ما تعليقك على المباراة؟ منير المحمدي: أريد أولا أن أشيد بالجمهور الذي ساندنا ولعب دورا كبيرا في تحقيقنا لهذا الفوز الكبير، ولو أننا كنا سلفا نتوقع هذه الأجواء الرائعة بفعل ما كان يأتينا من أخبار، أمام بخصوص المباراة، فقد كنا نعرف أننا مطالبون بالفوز إن أردنا الإحتفاظ بحظوظنا، خاصة بعدما علمنا بتعادل منتخب كوت ديفوار ببماكو أمام مالي، لذلك ما كان علينا أن نكرر ما حدث معنا في الجولة الماضية عندما كان ضروريا أن نفوز على مالي بباماكو لنقبض على الصدارة، هذه المرة حالفنا الحظ وحققنا الفوز الذي يضمن لنا اعتلاء هذه الصدارة، وبالتالي باتت حظوظنا أقوى للمرور إلى المونديال. بالعودة إلى المباراة فقد ركزنا طوال الحصص التدريبية على المعطيات التقنية والتكتيكية التي توفرت للطاقم التقني وتدربنا بشكل جدي على أسلوب اللعب الذي يقوم بالأساس على الضغط العالي وحرمان الخصم من الكرة، وقد شاهدتم كيف أن اللاعبين أجادوا تطبيق ما وجههم إليه المدرب هيرفي رونار وكانت النتيجة رائعة بكل المقاييس. المنتخب: ما الذي ساهم في هذا الأداء الجيد والفوز العريض؟ منير المحمدي : لعبنا بشراسة وبروح جماعية، وأكرر أن الخيار الأنسب الذي كنا نملك للإجهاز التكتيكي على المنافس هو أن نضغط عليه في منطقته ونحاول دائما حرمانه من الكرة بالإنتشار الجيد في وسط الميدان وعلى الأطراف، وتدل نسبة الإستحواذ على الكرة نجاعتنا في هذا المجال، لذلك أتصور أن المنتخب المغربي لم يقدم في نهاية الأمر إلا ما كان يملك أصلا من كفاءات فنية فردية وجماعية، لقد لعبنا على ممكناتنا ونجحنا في إخراج المباراة في شكلها الرائع أداء ونتيجة. المنتخب: أنت الوحيد الذي تحتفظ بشباكك خالية من الأهداف منذ بداية دور المجموعات، هو شعور رائع بلا أدنى شك؟ منير المحمدي: حتى قبل أن أحظى بشرف حراسة مرمى الفريق الوطني كان دفاع الأسود يعتبر من أفضل الدفاعات الإفريقية، اليوم نؤكد هذا الأمر بفضل المنظومة الجماعية الشاملة، لا يجب أن نفكر رأسا في حارس المرمى أو حتى في خط الدفاع عندما نقف على هذه الميزة الرائعة، بل يجب أن نحيي المنظومة الدفاعية بكاملها والتي يشارك فيها كل اللاعبين بضغطهم العالي على المنافس كلما فقدوا الكرة. برأيي أن هذه الإنجاز الفردي لن تكون له أدنى قيمة أمام تحقيقنا للتأهل لكأس العالم. المنتخب : كيف ترى المواجهة الفاصلة أمام كوت ديفوار؟ منير المحمدي: يكفينا التعادل للتأهل، لكن كل المؤشرات تؤكد أن المباراة لن تكون سهلة، وعلينا أن نكون حذرين من المواجهة، المنتخب الإيفواري سيكون مدعما بجمهوره، وبالتالي سيسعى لاستغلال ذلك خاصة وأنه يقف على بعد فوز من المونديال. عموما المهمة ستكون صعبة، لكننا سنعمل بكل ما أوتينا من إمكانيات وقدرات لعدم تضييع الفرصة والتأهل لمونديال روسيا.