لا جديد يذكر بخصوص الميركاطو المغربي، حيث منطق الكبار يسود على ما سواه وحيث سيطرة الفرق الكبيرة ومتابعة الأندية المتوسطة للمشهد. التكوين عملة غائبة والمدربون يراهنون على المخضرمين في استحضار لمنطق النتيجة حليف وخير ضامن للإستمرار في مناصبهم. في المواكبة التالية نعرض لما أفرزته سوق الإنتقالات بالبطولة من مستجدات. ميركاطو الكبار بسيطرة نفس الأندية وفرض الفرق الكبيرة لمنطقها في السوق و بإحكام القبضة كل موسم على زمام الأمور يمكن تسميته بميركاطو الكبار. الأندية الكبيرة من الوداد لغاية الجيش الملكي مرورا بالفتح ونهضة بركان مع تسجيل حالة استثنائية همت الرجاء الذي لم يدخل بنفس القوة الإعتيادية، كان هذا هو عنوان الميركاطو الصيفي والذي لم يكن مغايرا لسابقيه. الموازنات المالية الكبيرة من جهة والأزمات المالية التي تغرق فيها الأندية المتوسطة والصغيرة والمضاربات التي تشهدها السوق وارتفاع أسعار اللاعبين بشكل مبالغ فيه، أبقى نفس الصورة قائمة (تحكم للكبار والصغار على الباقي) الأمر الذي يفقد البطولة الإحترافية التوازن المطلوب ويرسم معالم الفوارق والبون الشاسع الذي يعمق الهوة. سلع مستهلكة لم يأت مختلفا هذه المرة، بل هو نسخة كربونية لباقي المواسم من خلال سيطرة الكبار ورواج نفس السلعة واجترار نفس الأسماء. غريب بالفعل ما يحدث على مستوى سوق الإنتقالات بالبطولة المغربية من خلال تعاقب نفس اللاعبين على فرق مختلفة لدرجة أن إحصائيات تتحدث عن توقيع بعض اللاعبين ل 9 أندية خلال آخر 7 مواسم والإحصائيات ثابتة في هذا السياق، بل هناك من اللاعبين من وقعوا لفرق وغادروها وعادوا إليها ورحلوا ثم عادوا مثل حالة اللاعب محسن ياجور رفقة الرجاء والذي عاد له للمرة الثالثة. مخضرمون أمضوا سنوات طويلة بالبطولة الإحترافية على وقع تغيير الإنتماء وكل مرة يظهرون رفقة ناد جديد، ما يؤكد وجود خلل ما والمرجح أنه على مستوى التكوين الذي يمثل الرقم المغيب في المعادلة وبمنتهى الوضوح. البوغاز يلبس الجديد برز اتحاد طنجة منذ نهاية الموسم المنصرم وليس بداية الحالي على أنه مصمم على التغيير وعلى لبس الجديد. رحيل معاوي وسكور باتجاه الخليج العربي وتسريح ما لا يقل عن 12 لاعبا وفك الإرتباط مع المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة كان ممهدا ومقدمة على أن فارس البوغاز مصمم على إحداث ثورة بصفوفه وإحداث تغييرات كبيرة على مستوى التركيبة والهيكل. البداية همت التعاقد مع إطار كبير متمثل في الزاكي بادو وبراتب هو الأعلى على مستوى رواتب مدربي البطولة ثم بعدها التعاقد مع 19 لاعبا وهو ما يمثل ثلثي الفريق الذين شملهم التغيير وهي ثورة تنبء برغبة الفريق في لعب الأدوار الأولى وصعود البوديوم كما أكد مسؤولي النادي وإن كان الفريق قد جرب الصف الثالث بالبوديوم قبل سنتين مع بن شيخة و يطمح فيها هو أكبر وليكن الإتحاد الفريق الأكثر دينامية ورواجا بالميركاطو. الرجاء الأقل إنفاقا مقابل اتحاد طنجة كان الجيش الملكي من الفريق النشيطة جدا بضمه ل 10 لاعبين وإكمال كوطة الحضور الأجنبي بصفوفه وتسريح نفس العدد من اللاعبين ولو حساب هوية الفريق وشكله الذي عود عليه المتتبعين. الفتح الرباطي لبس الألوان العبدية وتغدى من لاعبي القرش المسفيوي في وقت كان نهضة بركان من الفرق الأكثر إقبالا على اللاعبين سعيا من الفريق البرتقالي نحو ملامسة ما هو أكبر من المرتبة الرابعة. وعلى خلاف كل هذه الأندية الرجاء لم يظهر في الصورة وهو من عود المتتبعين في المواسم المنصرم على تصدر الأحداث وظهر أن الفريق يسدد فواتر التجارب السابقة وتراكم ديون فك العقود وبمنتهى السذاجة مع لاعبين لم يقدموا أية إضافة للفريق، بل منهم من رحل دون أن يلعب ولو مباراة واحدة. الرجاء هو الأقل إنفاقا في سوق الإنتقالات وهو الفريق الذي اكتفى بتصميم 4 صفقات كانت كلها صفقات حرة وهمت لاعبين بعقود منتهية مع أندية أخرى وبلا تكلفة. التكوين مجرد عنوان أمام هذا الرواج المبعثر وغير المتكافئ بين الأندية سعيا نحو تعزيز صفوفها ودعم جبهاتها كان لا بد من تقييم حضور اللاعبين الشبان داخل مختلف الأندية المغربية ولنصل لحقيقة أرقام مهولة ومستفزة أكدت على فضح أكذوبة إسمها التكوين القاعدي والذي لم يظهر له أثر، بدليل معدلات أعمار الفرق المرتفعة وكثرة التعاقدات مع لاعبين مستهلكين على حساب أبناء الدار. ويبرز الجيش الملكي بمركز تكوينه وبمرجعيته الكبيرة في الصورة مخالفا للتقاليد والعادات وبكثرة التعاقدات، بل وبتسريح لاعبين من المركز إما معارين أو بالبيع النهائي مقابل التعاقد مع آخرين بلا إضافة، الامر الذي يعكس هذه الحقيقة المؤلمة، حقيقة فزاعة التكوين التي تشبه الحق الذي يراد به الباطل والذي يفرض مراجعة دعم الفرق من طرف الجامعة وحجب الدعم عن الفرق التي لا تولي للتكوين اهتماما.