هدأت وتيرة انتقالات اللاعبين في «الميركاتو» الشتوي، فبخلاف المواسم الماضية، ليست هناك حرارة كبيرة في سوق الانتقالات، ولذلك الكثير من الأسباب. في المواسم الماضية كنا نعيش سيناريوهات أصبحت محفوظة، ذلك أنه ما أن تقترب مرحلة الانتقالات حتى يبادر بعض المسيرين الذين في قلوبهم مرض إلى تغيير المدربين، حتى يكون بمقدورهم دخول سوق الانتقالات بقوة، والحصول على نصيبهم من «الكعكة»، علما أن أطرافا عديدة تستفيد من صفقات التعاقد مع اللاعبين، بل إن فرقا كانت تتعاقد مع لاعبين من أجل التعاقد فقط، دون أن تكون لديهم القدرة على تقديم الإضافة، اللهم الإضافة المادية التي تذهب إلى جيوب بعض المسيرين والمدربين وسماسرة المشهد الكروي. اليوم، تغير المشهد قليلا، ذلك أن اللاعبين الوازنين الذين يمكن التعاقد معهم أو انتدابهم معدودون على رؤوس الأصابع، ومرتبطون بعقود مع فرقهم، ناهيك عن أن جمهور الفرق أصبح يشكل ضغطا على المسيرين يحول دونهم وتسريح اللاعبين بشكل سهل، كما كان عليه الأمر في السابق، فضلا عن أن جانبا كبيرا من الجمهور أصبح على وعي كبير بخلفيات الانتقالات وظروفها، ولذلك لم يعد غريبا أن جانبا من هذا الجمهور عندما يطالب فريقه بانتدابات فإنه يربطها بكلمة وازنة، بمعنى أن الانتداب لايجب أن يتم من أجل الانتداب فقط؟ وإضافة إلى كل هذه العوامل، فإن دخول الفرق التدريجي عالم البطولة «الاحترافية» وإن كنا نعترف أن الاحتراف لدينا مازال في مراحله الجنينية ساهم في خفوت حركة الانتقالات، فأغلب الفرق أصبحت تستعد مبكرا للموسم الكروي، سواء من خلال التعاقد مع المدربين أو اللاعبين، كما أنها تدخل منافسات البطولة وهي تعرف جيدا ما ينتظرها، مع استثناءات قليلة بطبيعة الحال لفرق مازالت لم تركب القطار بعد. هذا الهدوء في الانتقالات الشتوية من المفروض أن يكون هو القاعدة، لأن هذه المرحلة مخصصة لترميم الصفوف وتقويم الاختلالات، ذلك أنه في الدوريات الأوربية في هذه الفترة فإن تعاقدات الفرق مع اللاعبين قليلة جدا، حيث يعمد المدربون لسد النقص الذي تخلفه إصابات بعض اللاعبين أو سد ثغرة مفاجئة تظهر مع توالي المباريات، وليس إعادة بناء فريق بأكمله بانتداب حفنة منهم. الوضع الذي نعيشه اليوم طبيعي جدا، ومن المفروض أن نعيشه بانتظام، علما أن هناك دائما من يحاول أن يحرك هذا «الميركاتو» لفائدته الأصلية، ومن يريد أن يعود بالتسيير إلى الخلف بدل أن يذهب به في الاتجاه الصحيح، أما الأهم من كل ذلك فهو أن ينتبه الجميع إلى أهمية تكوين اللاعبين داخل مدرسة الفريق.