يبدو أن الركود الذي يعرفه الميركاتو الشتوي مشابه لبرودة الطقس الذي تجتاح بلادنا خلال هذه الأيام، وذلك لأسباب متعددة، نذكر منها أن أغلب الأندية الوطنية تعيش مشاكل متنوعة، إضافة إلى المطالب المالية المبالغ فيها من طرف بعض الفرق للترخيص للاعبيها بالرحيل. ويمكن القول أن القانون الجديد للاعب ساهم هو الآخر في هذا الركود، باعتبار أن مجموعة من العناصر التي أوشكت عقودها تقترب من النهاية، تحبذ هذه الطريقة للتخلص من أنديتها السابقةن وبالتالي الإنتقال بكل حرية وبدون قيد أو شرط. وإذا كانت بعض الفرق قد دخلت سوق الإنتقالات الصيفية بقوة، فإنها بالمقابل تراجعت خلال الميركاتو الشتوي، نظرا للخصاص المادي الذي تعاني منه، وكذا نتيجة فشل الصفقات التي عقدتها في وقت سابقن باعتبار أنها لم تقدم الإضافة المضافة التي كانت تأمل من ورائها. فالجيش الملكي ضرب رقما قياسيا خلال مرحلة الإنتقالات الصيفية بضمه لأزيد من 14 لاعبا، لكن حال الفريق لم يتغير وتوالت النتائج السلبية، مما جعل المسؤولين يرفعون حالة الطواريء من خلال تغيير المدرب بالتعاقد مع جمال فتحي خلفا لمصطفى مديح، إلى أن نتائج القلعة العسكرية ظلت على حالها ولم تستطع الهروب من منطقة أسفل الترتيب. وبالرغم من ذلك يسعى المدرب جمال فتحي إلى انتدابات جديدة خلال هذه الفترة لخلق التوازن داخل المجموعة العسكرية التي تعيش واحدا من أسوإ مواسمها على الإطلاق، لكن هل تستطيع العناصر الجديدة التي راهنت عليها الإدارة التقنية من رد الإعتبار للفريق أم أن دار لقمان ستظل على حالها؟ الوداد البيضاوي راهن بدوره على انتداب أفضل العناصر الوطنية، لكونه كان يناور على جميع الواجهات، و بالدرجة الأولى الفوز بلقب عصبة الأبطال الإفريقية التي قدم خلالها مشوارا متميزا رغم الهزيمة في المباراة النهائية أمام الترجي التونسي، كما خرج خاوي الوفاض من كأس العرش، بالإضافة إلى المعاناة التي يعيشها بالدوري المحلي. رئيس الفريق عبد الإله أكرم هيمن على سوق الإنتقالات بصفقاته التي فاقت كل التوقعات، لكن هذا كله لم يشفع له عند بعض الجماهير الغاضبة التي وجهت له انتقادات لاذعة بسبب فشل هذه السياسة التي لم تقدم النتائج المرجوة، إضافة إلى تهميش أبناء الفريق. أما بالنسبة للغريم التقليدي الرجاء فقد عزز صفوفه حسب الإمكانات المادية المتوفرة له، ذلك أن الفريق استطاع أن يستفيد من أخطائه ويتعاقد مع لاعبين حسب متطلبات المدرب، خصوصا أنه مقبل على خوض منافسات دوري الأبطال بهدف ان يكفر عن العروض الباهتة التي قدمها في النسخة السابقة. فالضائقة المالية التي تعيشها القلعة الخضراء أرخت بظلالها على التعاقدات التي لم تتجاوز أربعة لاعبين وبمبالغ أقل ما كان متوقعا، لأن رئيس عبد السلام حنات كان يمني النفس بالإكتفاء بأبناء الفريق حتى لاتتضرر خزينة النادي كثيرا بعد العجز الذي تشكو منه. وخلافا لما سبق، فقد اكتفى الفائز بكاس الكونفدرالية الإفريقية المغرب الفاسي بالتركيبة الحالية للفريق، إضاقة إلى العناصر الشابة التي يتوفر عليها، بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها القلعة الصفراء، ومن أجل تجاوز ذلك اهتدى المسيرون مؤخرا إلى عملية الإكتتاب لتسديد مستحقات اللاعبين. وتتقاسم باقي الأندية الأخرى نفس المشاكل والهموم، ذلك أن الغالبية العظمى دخلت سوق الإنتقالات الشتوية عن طريق المقايضة التي باتت موضة جديدة داخل المشهد الكروي ببلادنا، كما أن بعض الفرق كانت قريبة من فقدان لاعبيها بشكل جماعي بعد أن عجزت عن تسديد مستحقاتهم لثلاثة شهور، وهي المدة المنصوص عليها حسب الجامعة بفسخ العقد بين المتعاقدين. خلاصة القول أن الإصلاحات التي شهدتها جامعة كرة القدم من خلال وضع بعض القوانين الجديدة لا تشجع على قيام جميع الأندية بانتدابات في المستوى، وهذا راجع بالأساس إلى تأخر الجامعة في صرف مستحقات الأندية في الوقت المحدد خصوصا إذا تعلق الأمر بالنقل التلفزي والإشهار...