شهدت سوق الانتقالات في الميركاتو الشتوي غزو اللاعبين الأجانب لدوري الدرجة الأولى من دوري الصفوة، بعد لجوء معظم الأندية الوطنية إلى التعاقد مع أكبر عدد من اللاعبين من أصول غير مغربية، مستغلة في ذلك التعديل الذي طرأ على قانون الأجانب في البطولة الوطنية، بخصوص توسيع عدد مشاركتهم في المباريات الرسمية من ثلاث إلى أربع، مع إشراك ثلاثة من بين الأربع المسجلين في ورقة التحكيم على أرضية الملعب عوض اثنين. وارتفع عدد اللاعبين الأجانب الذين تم استقدامهم من طرف الأندية الوطنية في الفترة الاستدراكية للانتقالات إلى 17 لاعبا، يختلفون من حيث الجنسية، والذين لم يقتصر انتماؤهم على دول القارة السمراء، بعد اقتحام السوق المحلية من طرف وسطاء أمريكا اللاتينية الذين نجحوا في كسب الحيز الأكبر من انتقالات الفترة الاستدراكية، إذ تم استقدام ثلاثة لاعبين برازيليين ، ويتعلق الأمر بتياغو كلافنتي الذي تعاقد مع الوداد والمدافع كارلوس الذي جلبه الكوكب المراكشي وفلافيو سوزا الذي وقع للمغرب الفاسي في الساعات الأخيرة من الفترة الاستدراكية، والفنزويليين أندرسون وألدرين اللذين ارتبطا بعقد احترافي مع النادي القنيطري بدعوة من مدربه الأرجنتيني فيلوني أوسكار. وتأتي دول مالي والسنغال في المركز الثاني من حيث الانتدابات الشتوية التي أقدمت عليها الأندية الوطنية، بتعاقد الدفاع الجديدي مع المالي الشيخ عمر دابو، وفوز الفتح بصفقة استقدام لاعبي دجوليبا المالي أمادو ديالو وسليمان ديمبيلي، وتوقيع الاتحاد الزموري لعقد مع السنغالي مان مصطفى، وتعزيز الرجاء لصفوفها بمواطنه طراوري مامادو بيلا، وتعاقد أولمبيك أسفي مع ابراهيما نديون اللاعب الأسبق للرجاء. ونالت كرة القدم الايفوارية، شرف تمثيلها في البطولة الوطنية، بتعاقد الاتحاد الزموري مع ايتيان رودريغ وباييطو ستيفان، واستقدام الرجاء للاعب من الأصول ذاتها، نغيمي كوكو وجلب الوداد الفاسي للمهاجم الايفواري شارل، كما انضم كاميرونيان إلى دوري الصفوة، بعد عودة بلال كوكو إلى صفوف المغرب التطواني، وتعزيز حسنية أكادير لقائمته باللاعب بارفي من جنسية كاميرونية، في حين ارتبط الوداد مع جينيور كوكو من الكونغو، ليكون ثاني لاعب يمثل هذا البلد في البطولة الوطنية رفقة مواطنه لويس مويتس. وركزت الفرق الوطنية على استقدام اللاعب الأجنبي لتقوية صفوفها، بعدما تعذر عليها الارتباط بلاعبين محليين، لدواعي مختلفة، وفي مقدمتها غلاء تكلفة استقدام هؤلاء، وتمسك كل الأندية الوطنية بأجود عناصرها، خلافا لما كان في السابق، حينما كانت الأندية القوية تتحكم في سوق الانتقالات، فضلا عن ضعف منتوج المدارس الكروية المحلية، بعد فشل سياسة التكوين وركود وانكماش بطولات الفئات الصغرى، إضافة إلى بحث هذه الأندية عن اللاعب الجاهز. وأدى عزوف الفرق الوطنية عن العنصر المحلي، إلى صعود نسبة التعاقد مع اللاعب الأجنبي، إذ فاق وجود هؤلاء في البطولة الوطنية 53 لاعبا، من بينهم 13 لاعبا من دولة السنغال، و11 من أصول ايفوارية و8 ماليين، فضلا عن انتماء الباقي لعدد كبير من دول القارة السمراء، مثل الكونغو وبنين والنيجر وإفريقيا الوسطى، رفقة العناصر ذات الجنسية البرازيلية والفنزويلية، ذلك أن معظم الفرق المحلية أضحت تضم أربعة لاعبين أجانب مثل الرجاء والوداد والفتح والنادي القنيطري والاتحاد الزموري للخميسات والمغرب الفاسي والكوكب، أما باقي الفرق فتختلف تعاقداتها مع هؤلاء بين ثلاثة إلى لاعب واحد. وخلافا لهذا التوجه، شهدت السوق المحلية حركة بطيئة في سوق الانتقالات خلال الفترة الاستدراكية، إذ يبقى أهم ما وقع بخصوص ذلك، تعاقد الرجاء مع الحارس طارق الجرموني، واستغناء الفريق الأخضر على خدمات مدافعه مراد عيني الذي تعاقد مع الكوكب، وانتقال حميد ناطر من الجيش إلى المغرب التطواني، وعودة علي بواب إلى الفتح بعد تجربة احترافية بنادي لوكرين البلجيكي، وتعزيز أولمبيك خريبكة لصفوفه بلاعب الكوكب البركة، وتخلي أولمبيك أسفي عن بعض لاعبيه مثل نافع والبزداوي، وضمه مقابل ذلك لسمير فلاح مدافع الكوكب.