طنجة سيطرت على المضمار ومخضرمون أجلوا القرار الرجاء عاد من بعيد وبطنا ضحية التصعيد إنتهت مرحلة الإنتقالات الصيفية والتي تميزت بحركية كبيرة في صفوف الأندية وإن كانت الأندية الكلاسيكية لم تقم بانتدابات كبيرة بالمقارنة مع الأندية الصاعدة أو التي كانت مهددة بالنزول، بالنظر للأزمة المالية التي تضرب غالبية الأندية الشيء الذي جعل مثلا الرجاء البيضاوي لا يقم بإنتدابات وازنة كما دأب على ذلك في السنوات الأخيرة، إذ إكتفى بالقيام بصفقة كبيرة تجلت في جلب جواد الياميق من أولمبيك خريبكة والثلاثي الغابوني ماندروسامسونغ مبيلي، مانغوالاما، ما عدا ذلك تبقى صفقاته عادية لكونه يعيش ضائقة مالية كبيرة لوجود شكايات كثيرة من بعض اللاعبين الذين غادروا الفريق، في الوقت الذي قام فيه الوداد البيضاوي بإنتدابات على المقاس أبرزها شيكاطاراالنيجيري، وثلاثي المغرب التطواني عبد العظيم خضروف، أنس المرابط ثم يونس بلخضر. ويبقى أبرز فريق ضرب الرقم القياسي في الإنتدابات هو شباب قصبة تادلة الذي جلب فريقا بالكامل، وتعاقداته همت لاعبين معارين وآخرين منتهية عقودهم، كذلك الشأن بالنسبة لشباب خنيفرة الذي كانت له يد طولى في الإنتدابات عندما تعاقد مع لاعبين من ذوي الخبرة والتجربة، في الوقت الذي لم يقم فيه بأي إنتداب خاص باللاعبين الأجانب بالنظر للضائقة المالية التي يعيشها الفريق ثم للشروط التي وضعتها الجامعة في هذا الباب. ويأتي في المقام الموالي الجيش الملكي الذي قام بنتدابات كبيرة بلغت 16 لاعبا، بما فيهم لاعبو الأمل، وتبقى أبرز صفقاته الحارس أمين البورقادي، إبراهيم البزغزدي وعبد الحفيظ ليركي، ولاعبين من بطولة القسم الوطني الثاني، في الوقت الذي قام بتسريح عدد كبير من اللاعبين. أما حسنية أكادير الذي أقلق مناصريه مع بداية الموسم الكروي الجديد فقد إكتفى بإنتدابات محسوبة على رؤوس الأصابع وإن كانت عادية حسب المتتبعين لشؤون الفريق، في الوقت الذي أصر فيه المدرب عبد الهادي السكتيوي على الإعتماد على لاعبي الأمل. إتحاد طنجة هو الأكثر الفرق الذي يشتغل بطريقة إحترافية والذي أعلن التفوق في سوق التعاقدات والإنتقالات من خلال نوعية اللاعبين الذين ضمهم لصفوفه وكلهم لاعبون أحرارا لم يكلفوا النادي الكثير من الناحية المالية. المسكيني وبلطام والمنصوري وأمسيف وبومدين وغيرهم ممن وجدوا طريقهم للبوغاز أكدوا أن هذا النادي وجد آلية التعامل وحسن التدبير حتى وإن كان حديث العهد بالصفوة. إتحاد طنجة الثالث في بطولة الموسم الماضي والضامن لمشاركة قارية أكد نواياه وأعلن أنه من الفرق التي تؤكد ومن الان عزمه على تخطي حاجز الصف الثالث ولم لا الجرأة على المنافسة على درع البطولة طالما أنه حضر حتى الأمتار الأخيرة منافسا الفتح الرباطي والوداد البيضاوي على الدرع، وما تجديد الثقة في المدرب عبد الحق بنشيخة مشرفا عاما وليس مدربا فحسب إلا دليل على قيمة الفريق وعلى أنه بالفعل رمم الصفوف بلاعبي الخبرة والطوارئ الذين يصلحون لربح أقوى الرهانات. وكان الوداد البيضاوي أول فريق شق طريق الصفقات وسدد لذلك الكثير لشيكاطارا الذي يعتبر الأغلى في تاريخ البطولة والذي كلف أكثر من مليار سنتيم بين كلفة ما ناله ناديه وما توصل به اللاعب. الفتح نافس الوداد كما نافس إتحاد طنجة على أقوى التعاقدات، وأعلن حضوره القوي بالميركاطو ليس بعدد اللاعبين الذين ضمهم وإنما بنوعيتهم وهم البطاش، تيبركانين، السعود، جاحوح، بنعريف في حين ظل العميد مراد بطنا ضحية التصعيد بعد قرار المدرب وليد الركراكي بوضعه خارج التشكلة الرسمية للفريق. وبهذا يمكن أن نفهم درس الميركاطو وملخص سوق الإنتقالات الصيفية على أنه كان مقتصرا وموجها للفرق التي إحتلت الموسم المنصرم الصفوف الأمامية. البطل والوصيف وبعده إتحاد طنجة والجيش الملكي وشباب قصبة تادلة وشباب خنيفرة هم عناوين الميركاطو الصيفي، الذين أحدثوا حركية كبيرة في الإنتدابات. ويبقى الرجاء البيضاوي ضعيفا في سوق الإنتقالات بسبب الأزمة المالية الخانقة وبسبب الديون المتراكمة والمديونية التي خلفها بودريقة لحسبان، ما جعل الرجاء يجرب لاعبين من الهواة، فيما باقي الأندية كأولمبيك أسفي والدفاع الجديدي إكتفيا بإنتدابات عادية. المغرب التطواني الذي ظل وفيا لمواهبه الذين يغرفهم من مدرسته كان محددا في تعاقداته وتبقى الصفقة الكبيرة التي قام بها تتعلق بياسين الصالحي لاعب الرجاء سابقا والذي خاض تجربة إحترافية بالكويت الكويتي، وإسترجاع لاعبه السابق أيمن البراق.