وجهت النيابة العامة تهمة "القتل العمد" الى العداء المعاق اوسكار بيستوريوس في الجريمة التي ذهبت ضحيتها صديقته عارضة الازياء ريفا ستينكامب, في حين قدم الدفاع فرضية الحادث خلال الجلسة التي صادفت يوم جنازة الشابة. وقال النائب العام جيري نيل "فتح النار وقتل امرأة بريئة غير مسلحة. اطلق النار اربع مرات", مفصلا العناصر التي تبرر قرار عدم الافراج عن العداء بكفالة. واضاف "ان الضحية اصيبت بثلاث رصاصات اثناء تواجدها في الحمام الذي خلع بابه من الخارج. نعتقد ان الباب كان مغلقا بالمفتاح". واوضح ان "المتهم لم يقدم روايته للوقائع في حين انه لم يكن في المنزل سوى شخصين في تلك الليلة". وتابع "وضع ساقيه الاصطناعيين ومشى سبعة امتار ثم اطلق النار". لكن بيستوريوس المتهم ب"القتل العمد" نفى الثلاثاء انه كان ينوي قتل صديقته في اعتراف تلاه محاميه خلال الجلسة المخصصة للنظر في طلب تقدم به للافراج عنه بكفالة. وقال محامي الدفاع "لم اكن انوي قتل صديقتي ريفا ستينكامب" مضيفا "انفي التهمة نفيا قاطعا". وقال "اتصلت ريفا بي واقترحت عشاء رومنسيا. عند قرابة الساعة 22,00 (20,00 تغ) مساء الاربعاء 13 كنا في غرفتنا وكانت تمارس رياضة اليوغا وكنت في السرير اشاهد التلفزيون. كنا مغرمين جدا وفي غاية السعادة". واضاف المحامي "كانت قدمت لي هدية وطلبت مني الا افتحها الا في اليوم التالي" الذي صادف عيد العشاق, واجهش عندها العداء بالبكاء. وطلب القاضي من بيستوريوس "ان يبقى هادئا. عليك التركيز على ما يحصل". وبعد تعليق الجلسة لفترة وجيزة حتى يهدأ بيستوريوس, تابع المحامي "سبق ان تعرضت للعنف. لهذا السبب احتفظ بسلاح ناري من عيار 9 ملم تحت سريري. وليس هناك قضبان عند نافذة الحمام. وشعرت بان شخصا دخل منزلي". وتابع "كان الظلام دامسا. شعرت بخوف كبير ظنا بان احدا كان داخل الحمام. وبما انني لم اكن ارتدي ساقي الاصطناعيين شعرت بخطر داهم (...) فاطلقت النار على باب الحمام وصرخت". وبعدها قرر القاضي ارجاء الجلسة على ان تنعقد مجددا الاربعاء في الساعة التاسعة (السابعة تغ). ووفقا للاجراءات طلبت النيابة بعض الوقت لدرس حجج الدفاع بعدل مقتل العارضة ريفا ستينكامب. وكان بيستوريوس (26 عاما) اول عداء ذو ساقين اصطناعيتين يشارك في العاب اولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة, وذلك في تصفيات سباق 400 متر ضمن رياضة العاب القوى في اولمبياد لندن 2012 وبلغ نصف النهائي. وقد شارك بعد ذلك في دورة الالعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في لندن ايضا واحرز ذهبية سباق 400 متر. كما سبق له احراز ثلاث ذهبيات في دورة الالعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في بكين عام 2008 في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر. ودخل بيستوريوس الى قاعة المحكمة في بريتوريا (شمال) قبيل الساعة 10,00 (8,00 تغ) وكانت علامات القلق ظاهرة على وجهه وكان يتمتم وكأنه يصلي. وجلس والده هنكي وشقيقته ايمي التي ارتدت ملابس سوداء وبدت متعبة, في الصف الثاني المخصص للجمهور ووسائل الاعلام التي جاء ممثلوها من كافة اقطار العالم لتغطية المحاكمة. واجهش بيستوريوس بالبكاء عندما احتج محاميه باري رو على كلمة "جريمة" مشيرا الى "حالات اخرى اطلق خلالها ازواج النار على زوجاتهم عن طريق الخطأ ظنا انهن لصوص". وتابع المحامي "ليس هناك اي عنصر يشير الى جريمة متعمدة. كل ما نعرفه هو انها اغلقت على نفسها في الحمام. وقتلت في الحمام (...) كان يعتقد انها لص" معربا عن الاسف "لمقتل ريفا ستينكامب المأساوي في سن مبكرة". وفي الاثناء, بدأت مراسم تشييع ريفا في بورت اليزابيث (جنوب) في الساعة 11,00 (9,00 تغ) في محرقة خاصة قرب حديقة في المدينة الساحلية التي نشأت فيها العارضة التي كانت ناشطة في حملات مكافحة العنف ضد النساء. وكان النعش الذي غطي بملاءة وورود بيضاء وصل قبل ساعة الى المحرقة يحمله ست رجال. وقال النائب العام ان "المتهم قال لشقيقته انه كان يظن انه سارق. ولماذا يحتمي سارق في الحمام?". من جهته قال محامي بيستوريوس ان "المتهم ليس لديه اي سوابق او اي ملف جنائي ولا قضية ضده باستثناء هذه القضية". وسأل القاضي بيستوريوس "اذا كان يفهم انه لا يحق له الكذب بشأن ادانات سابقة". واجاب بصوت يرتجف "نعم سيدي". وذكرت صحيفة "ذي تايمز" ان المحققين اجروا تحاليل لكشف ما اذا كانت هناك آثار لاي نشاط جنسي في غرفة المتهم في تلك الليلة وفي هذه الحالة لمن تعود. وتساءلوا ايضا بحسب المصدر نفسه, لماذا لم تكن سيارة بيستوريوس في الموقف المخصص لها كالعادة وبقي المفتاح بداخلها. وفي حين ان شجاعة بيستوريوس جعلت منه رجلا مثاليا في نظر العالم ومثالا اعلى لحملات دعائية عديدة, التفاصيل التي نشرت عنه حولته الى شخص مضطرب يتذرع بنسبة جريمة مرتفعة في جنوب افريقيا للتزود بكمية من الاسلحة المتطورة رغم تجهيز منزله باجراءات امنية كبيرة. واكدت الصحافة العثور في منزله على هرمونات منشطة وحقن. وكان الرياضي طلب الحصول على تراخيص لشراء بنادق مافريك وموسبرغ ووينشستر وفيكتور 223 ومسدس سميث اند ويسون 500 واخر من عيار 38 بحسب صحيفة "ذي ستار". والجلسة التي تتعلق فقط بطلب الافراج عن العداء بكفالة ستستمر حتى يوم الاربعاء بانتظار بدء المحاكمة فعليا.