لم يختلف حكيم زياش عن زملائه في التعبير عن الفرح العارم بتحقيق الفوز بالسداسية على منتخب مالي في يوم العيد، الفوز الذي ما كان له من بديل لإنعاش حظوظ الأسود في سباق التأهل للمونديال، إلا أن زياش أدرك جيدا خصوصية المباراة التي تسجل عودته فعليا لصفوف الفريق الوطني بعد غياب تعددت أسبابه ومبرراته، لذلك كانت سعادته مضاعفة بأن أخرج للفريق الوطني وللجماهير المغربية التي تعلقت به المباراة المثالية، إذ كان هو نجمها بلا منازع. المنتخب: كنت تحت ضغط كبير خلال هذه المباراة، أليس كذلك؟ زياش: إسوة بكل اللاعبين وبالجهاز التقني وبالجماهير كان هناك ضغط كبير، بالنظر إلى أن مباراة مالي كانت تتطلب منا الفوز ولا شيء غير ذلك، وأعتقد أن هذا الضغط وهذا الشعور بأن الفوز هو خيارنا الوحيد، هو ما جعل الكل يتكاثف، ليكون الفوز بالسداسية صناعة جماعية وبتوفيق قبل ذلك من الله. عموما لا يمكن أن ننتظر من الآن مباراة تخلو من الضغط، لطالما أن التأهل لكأس العالم يفرض علينا الفوز في المباريات الثلاث المتبقية. المنتخب: ربما كان الضغط عليك أقوى أنت تحديدا؟ زياش: عودتي للفريق الوطني دافعها الأول هو أن أخدم منتخب بلادي بلا مزايدات، لذلك كنت في غاية التركيز وشعرت أن هناك حملا ثقيلا علي، أشكر المدرب هيرفي رونار على ثقته، وأشكر الجماهير لأنها حررتني وكانت بمثابة الطاقة الإنفجارية لي وأشكر زملائي لأن الفوز هو فوز للروح الجماعية. المنتخب: قدمت في النهاية مباراة تؤكد علو كعبك؟ زياش: حاولت أن أكون دقيقا ومنضبطا في تأدية الدور وفقا لما حملني إياه المدرب من مسؤوليات، أنا لا أنظر لذاتي، فما كان ليكون لهذا الأداء الفردي ولا حتى لأهدافي أي معنى لو أن الفريق الوطني لم ينتصر، لذلك أنا في غاية السعادة لأننا جميعا صنعنا لحظة جميلة. المنتخب: يبدو أن صفحة الخلاف مع الناخب الوطني طويت للأبد؟ زياش: أنا كنت دائما إيجابيا، وتعرفون أنني لا يمكن لا أن أساوم ولن أزايد بمغربيتي، لقد قلت بعد الذي حدث أنني سأظل رهن إشارة الفريق الوطني، وهذا الأمر لن يتغير مهما حصل، نحن جميعا نضع أنفسنا رهن إشارة الفريق الوطني وما دام أن هذا الفريق له ربان تقني فإننا نخضع لإرادته واختياراته. المنتخب: الجماهير لم تتغير اتجاهك، لقد ظلت دائما تعزك وتتمنى أن تراك مع فريقها الوطني؟ زياش: وأنا ممنون لها وأعتبر هذا الحب وساما على صدري، أتمنى أن أقدم ما يجعلها ترضى علي دائما. المنتخب: ومباراة باماكو، كيف تراها؟ زياش: لها نفس أهمية مباراة يوم الجمعة، السداسية ستفقد الكثير من رونقها إذا لم نفز بباماكو، أعد الجماهير بأن نفعل المستحيل من أجل العودة من مالي بالنقاط الثلاث بالرغم من صعوبة المباراة.