خسرنا الكان وربحنا نواة منتخب قوي للمستقبل الخروج من الدور الأول أشبه بكوشمار مخيف الأجواء كانت مثالية والإختلاف لا يفسد للود قضية نعد الجمهور المغربي بكأس مثالية في 2015 ونحتاج للدعم إعتبر المهدي بنعطية خروج المنتخب المغربي من الدور الأول من كأس إفريقيا للأمم المقامة حاليا بجنوب إفريقيا كارثة كبيرة، خاصة وأن حظوظ الأسود كانت قائمة بعد ظهوره بمستوى مشرف في المباراة الثالثة ضد منتخب جنوب إفريقيا، وناشد بنعطية الجمهور المغربي على ضرورة مؤازرة هذه العناصر الشابة، لأنها هي التي ستشكل الأمل في المستقبل، بل ستشكل النواة الأساسية لمنتخب 2015، كما طالب المهدي بنعطية الإستمرار في العمل خاصة وأن المنتخب الوطني أعطى إشارات مطمئنة بعد الإنسجام الذي حصل بين اللاعبين، وقال في هذا الحوار بأن الطاقم التقني بذل مجهودا كبيرا في هذا الصدد، وتأسف لما حدث للفريق الوطني، معتبرا أن سوء الحظ وقف ضد المغرب في المباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا، وتمنى أن تكون تحصل الإنطلاقة الحقيقية للفريق الوطني.. - المنتخب: خرج المنتخب الوطني مجددا من الدور، ما هو تعليقك في هذا الصدد؟ بنعطية: لم يكن الأمر متوقعا، خاصة وأننا قمنا بتحضيرات جيدة بالبلد الذي نظم كأس إفريقيا وخضنا ثلاث مباريات ودية وضعتنا تحت المجهرد وكسبنا بالمقابل ثقة أكثر وإنسجاما بين اللاعبين، وكنا نتمنى أن نمحي الصورة الباهتة التي ظهرنا عليها في الدورة الماضية، ونسعد الجمهور المغربي.. ونعطي بالمقابل صورة أخرى عن الفريق الوطني في إفريقيا، مع كامل الأسف حدث ما حدث وكان الإقصاء.. الإقصاء المر الذي لم نكن نتوقعه، إذ كانت التحضيرات جيدة وأن جميع اللاعبين يتطلعون إلى تحقيق نتائج جيدة، والتأهل إلى الدور الثاني.. لم يحدث هذا الأمر.. لأننا إصطدمنا بمنتخبات منظمة بالرغم من أنها لا تاريخ لها كمنتخب الرأس الأخضر مثلا الذي وقف سدا منيعا أمامنا.. البداية أيضا لم تكن موفقة أمام منتخب أنغولا، حيث حققنا تعادلا ثمينا والنقطة كانت إيجابية كنا نمني من خلالها النفس لتحقيق الفوز على منتخب الرأس الأخضر، مع كامل الأسف كان هذا الإقصاء كابوسا مزعجا بالنسبة للاعبين، الذين لم يفهموا ما جرى، لقد حاولنا تدارك الموقف في مباراتنا أمام جنوب إفريقيا، حيث قدمنا مستوى أفضل وكنا الأقرب إلى التأهل بعد أن سيطرنا على منتخب جنوب إفريقيا وسجلنا عليه هدفين قبل أن يتعادل معنا وهو التعادل الذي كان بإمكانه أن يؤهلنا لولا لم يسجل الرأس الأخضر هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من المباراة التي جمعته بمنتخب أنغولا، مع كامل الأسف التعادل لم يخدم مصالحنا، وكأن الإقصاء مرا.. وبالمقابل لم نكن نستحقه - المنتخب: ألا ترى بأن هذا الإخفاق سيجلب مشاكل كثيرة للكرة الوطنية؟ بنعطية: أتمنى ألا تكون لهذه الكبوة نقطة سلبية في مشوار الأسود، إن هذا الإقصاء أشبه بالكابوس، ولحد الآن لم أفهم ما جرى وكأننا كنا في الحلم، هذا الإقصاء قد يجر علينا الويلات من طرف الجمهور الذي كان ينتظر منا ظهورا مشرفا، وصراحة فجميع اللاعبين بذلوا مجهودا كبيرا، علما أن عناصر جديدة ما زالت شابة، إكتشفت لأول مرة الأجواء الإفريقية، ومع ذلك قدمت إشارات قوية لكونها ستكون الأمل القادم للكرة الوطنية ومستقبلها وعلى الجميع أن يؤازرها ويساندها.. أمامنا رهانات كثيرة لا يجب أن تضيع، بل يجب أن نفكر في مباراتين قادمتين أمام منتخب تانزانيا وكوت ديفوار على هامش إقصائيات كأس العالم 2014 وعلينا أن نتهيأ لهما بشكل جيد.. وأيضا هنا كأس إفريقيا للأمم عام 2015 التي سينظمها المغرب وعلينا أن نكون جاهزين لهذا الحدث الإفريقي الكبير، فالعمل يجب أن يتواصل منذ الآن. - المنتخب: ولكن المنتخب الوطني لم يعرف كيف يتعامل مع مباراة الرأس الأخضر، حيث ظهر سيئا في هذه المواجهة وهي نقطة التحول في مسيرة الفريق الوطني في هذه النهائيات؟ بنعطية: صحيح قدمنا شوطا سيئا أمام منتخب الرأس الأخضر وتداركنا الموقف في الجولة الثانية، مع كامل الأسف لم نحقق الفوز المنتظر فسقطنا في المحظور، لو حققنا الفوز ما كنا سنخرج من العرس الإفريقي بل ستكبر حظوظنا، لذلك يتضح من أننا لم نتعامل جيدامع مباراة الرأس الأخضر بعد أن كنا مؤهلين على الورق في الفوز، لهذا أقول بأنه لم تعد هناك منتخبات صغيرة وأخرى كبيرة، فالجميع أصبح سواسية. - المنتخب: هل إستصغرتم منتخب الرأس الأخضر؟ بنعطية: لا أظن، لقد دخلنا بنية الفوز الذي كان صعبا على منتخب ظهر بمستوى محترم فوق رقعة الميدان، ويتوفر على لاعبين جيدين فاجأونا صراحة بأدائهم، لكن خلال الجولة الثانية عدنا لسيطرة على المباراة، مع الأسف محاولاتنا لم تكلل بالنجاح، بعد أن كسب خصمنا الثقة. - المنتخب: هل يمكن القول بأن وجود بعض اللاعبين ليست لهم الخبرة والتجربة الإفريقية هي السبب؟ بنعطية : لقد بذل الجميع مجهودا كبيرا، وكل لاعب كان يحس بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وهي تشريف الكرة المغربية والقميص الوطني، ويمكن إعتبار أيضا الحظ سببا في كبوتنا. - المنتخب: تداركتم الأمر في مباراة جنوب إفريقيا حيث ظهر المنتخب الوطني بمستوى أفضل، كيف حصل ذلك؟ بنعطية: لقد حاولنا تقديم أفضل مستوى في مباراتنا أمام جنوب إفريقيا لكونها كانت مباراة حياة أو موت بالنسبة إلينا، إما أن نحقق نتيجة إيجابية أو العودة إلى الديار والحمد لله قدمنا أداء مقنعا وحماسيا منذ البداية ووصلنا إلى الشباك مرتين، مع كامل الأسف الحظ مرة أخرى عاكسنا، وأتمنى أن نحافظ على هذا الإيقاع لأنه سيكون له أثرا إيجابيا في مسيرتنا القادمة.. - اللاعبون طردوا الخوف في هذه المباراة، أليس كذلك؟ بنعطية: لقد لاحظتم كيف أن اللاعبين طردوا عنهم الخوف وتحلوا بالشجاعة والحماس، فمنذ إنطلاق المباراة إندفعنا وخلقنا فرصا للتسجيل وظهر إنسجام كبير بين اللاعبين.. أنا حزين مثلي مثل جميع المغاربة الذين آلمهم هذا الإقصاء.. وأتمنى ألا تطول هذه «الفقصة» لأنها لن تخدم مصالحنا خاصة وأننا مقبلون على مباراتين حاسمتين أمام تزانيا وكوت ديفوار وعلينا البقاء بنفس الحماس والتركيز اللذين ظهرنا بهما في مباراة جنوب إفريقيا. - المنتخب: إذا أنت مع الطرح الذي يقول بضرورة الإستمرار في هذا الورش حتى يكون المنتخب المغربي جاهزا في كأس إفريقيا لعام 2015؟ بنعطية: بطبيعة الحال.. وإلا سنخسر كل ما بنيناه.. تعرفون أننا بقينا في السباق حتى المباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا.. وكنا نؤمن بالتأهل.. وكنا ندرك مع قرارة أنفسنا بأننا قادرون على الفوز على منتخب البافانا بافانا.. خاصة وأن هذا الأخير لم يقدم أداء جيدا، وسجل هدفين من محاولتين بمساعدة الرياح القوية التي كانت في صالح الخصم.. أظن بأننا قدمنا مباراة كبيرة بعد أن تحسن أداؤنا.. أتحسر وأنا أشاهد منتخبا الرأس الأخضر وجنوب إفريقيا يمران إلى الدور الثاني ونحن أفضل منهما بكثير، وأجد صعوبة كبيرة في فهم ما جرى.. وأن نخرج بهذه الطريقة، فهذه كارثة.. علينا أن نستمر في العمل، وهناك بوادر تكوين منتخب قادر على أن يكون في الموعد ويعيد الأفراح للجمهور المغربي، يجب أن يبدأ العمل من مباراة جنوب إفريقيا، وتمكين الطاقم التقني من مواصلة عمله بعد أن وقف عن مكامن الخلل، ولي اليقين أن المستقبل سيكون أفضل مع هذه العناصر الشابة التي بدأت تتلمس خيوط الأمل في المستقبل. - المنتخب: في نظرك ما هي الأخطاء التي سقطنا فيها في هذه الدورة والتي ربما شكلت هاجسا كبيرا لديكم؟ بنعطية: لم نتعامل مع مباراة أنغولا والرأس الأخضر بشكل جيد، فلو أعدتم شريط المباراة للاحظتم ذلك، ربما سقطنا في قلة الخبرة.. وإن كنا قدمنا مباراة كبيرة أمام جنوب إفريقيا، لم يحدث هناك إنسجام كبير بين اللاعبين إلا في المباراة الأخيرة، في الحقيقة في مثل هذه المباريات لا ينفع لا تكتيك ولا شيئا آخر، المهم لنطو هذه الصفحة التي شكلت لي كابوسا مزعجا وما زالت لحد الآن لم أفهم ما جرى.. - المنتخب: تنتظرنا مباراتان حاسمتان ضد تانزانيا وكوت ديفوار، كيف سنتعامل معهما لضمان العبور إلى المونديال؟ بنعطية: أظن بأننا نعرف جيدا هذين المنتخبين ولا خيار علينا سوى تحقيق نتائج إيجابية، ومن هنا أقول بأنه يجب أن نحافظ على الإستقرار والتوازن والإنسجام بين اللاعبين، وأظن بأن الفوز على تانزانيا بدار السلام سينعش حظوظنا في البقاء في دائرة المأهلين وعلينا أن ندبر المباراة الأخيرة أمام الكوت ديفوار، صحيح الوضع صعب لكن علينا أن ننهض سريعا من علتنا ولنا الإمكانيات ما تجعلنا نتعافى، إصبروا علينا قليلا.. فالأمر مرتبط بالوقت.. نحن في مرحلة بناء فريق وطني لمرحلة مستقبلية.. واتركوا الطاقم التقني يشتغل ويواصل عمله.. أعرف أن جميع اللاعبين يريدون بذل مجهود أكبر في المستقبل خاصة وأن أغلبيتهم ما زالوا شبانا ويبحثون لأنفسهم موقعا مميزا مع المنتخب الوطني.. التعبئة يجب أن تنطلق من اليوم لإبقاء الحماس لدى اللاعبين.. - المنتخب: ما هو تعليقك، حول أداء اللاعبين الذين يمارسون في البطولة الإحترافية؟ بنعطية: لدينا لاعبين جيدين في البطولة الإحترافية ومن ضمنهم الذين تمت المناداة عليهم وأبانوا على مؤهلات كبيرة عندما أقحمهم الناخب الوطني رشيد الطوسي وكان مردوده طيبا، والأهم هو أنه حصل إنسجام كبير بين الذين يمارسون في البطولة الإحترافية والذين يمارسون في البطولات الأوروبية ولعلكم لاحظتم ذلك في المباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا، هذا هو الشيء المهم، لأن المنتخب الوطني يجب أن يسير نحو الأمام ويؤكد حضوره إفريقيا وجميع اللاعبين عليهم أن يجتهدوا ويبذلوا قصارى الجهود من أجل الجماهير المغربية وألا يتأثرون بالإقصاء لأن أمامهم المستقبل سيقولون فيه كلمتهم. - المنتخب: الكثيرون يؤكدون بأن اللاعب المحلي غير قادر على العطاء في المبارايات الكبيرة؟ بنعطية: لا عنكان دليل قاطع علي إندماج اللعب المحلي مع المباريات الكبير، والدليل المباراة الأخيرة عندما سجل الحافيظي هدفا جميلا وكذلك أداء يوسف القديوي وعبد الرحيم الشاكير، أتمنى أن يستمر العمل في هذا الصدد لأنه سيخدم مصلحة المنتخب المغربي أولا وأخيرا. - المنتخب: في نظرك هل بمقدورنا أن يكون لنا منتخبا وطنيا من المستوى العالي عام 2015؟ بنعطية: بطبيعة الحال إذا ما استمر العمل، يمكن أن يكون لدينا منتخبا يشرف المغاربة في كأس إفريقيا عام 2015 التي ستنظم بالمغرب.. أمامنا الوقت لكي نهيء ونحضر أنفسنا من الآن، وعلى اللاعبين أن يجتهدوا ويبذلوا قصارى الجهود في هذا الصدد، لأن الرهان سيكون على عاتقهم وأمام جمهورهم الذي سيكون السند الكبير لهم. - المنتخب: في نفس السياق، هل بإمكاننا الفوز بكأس إفريقيا عام 2015؟ بنعطية: بطبيعة الحال لأن كل الظروف آنذاك ستكون مواتية.. الجمهور المغربي سيكون مدعما حقيقيا لنا في كل المباريات التي سنلعب في بلدنا وعلى ملاعبنا وعلينا ألا نفوت الفرصة هذه المرة، لأن كل الحظوظ ستكون بجانبنا، شريطة أن نستغل الوقت من الآن حتى نكون جاهزين، وطبعا الطاقم التقني سيهيء برنامجا خاصا للمنتخب الوطني. - المنتخب : ماذا تقول في كلمة ختامية؟ بنعطية: أتمنى أن نطوي صفحة جنوب إفريقيا، ونفكر في المستقبل لأنه أمامنا إستحقاقات مهمة وعلينا التفكير فيها بجدية وحماس، ونحلم بتحقيق الأفضل في المستقبل وأتمنى أن يعذرنا الجمهور المغربي ويتفهم الأمر ويدعم هؤلاء الشبان لأنهم بحاجة إلى المساندة والمؤازرة.. وأكيد سنتعلم الشيء الكثير من هذه المشاركة وسنستخلص العبر والدروس ومن الأخطاء حتى يتم تفاديها مستقبلا. حاوره: جلول التويجر عدسة: