أنا فخور بهذا الجيل الذي يشكل مستقبل الفريق الوطني الهدم لن يفيدنا لأنه سيعيدنا للوراء.. قال رشيد الطوسي بأن مشاركة الأسود في كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا كانت إيجابية لكونها مكنت من تأسيس نواة حقيقية لمنتخب 2015، وأضاف الناخب الوطني في هذا الحوار مع "المنتخب" بأن العمل سيتواصل حتى هذه المرحلة، مشددا بأن الفريق الوطني وجد إيقاعه الحقيقي وسيعمل على إستثماره في المستقبل القريب، حيث تنتظرنا إستحقاقات مهمة وبخاصة إقصائيات كأس العالم 2014، وأشاد في هذا الصدد بأخلاق اللاعبين وانضباطهم طيلة 23 يوما بجنوب إفريقيا، إذا لم تحدث أي إحتكاك بين أحده، وهذا شيء مهم وأساسي، وخلص إلى أن الفريق الوطني وصل إلى إيقاعه الحقيقي تدريجيا، النواة إتضحت ويجب العمل من الآن حتى نكون جاهزين لسنة 2015. - المنتخب : ما هي الخلاصة التي خرجت بها بعد الخروج من الدور الأول في كأس إفريقيا؟ الطوسي: الخلاصة كانت إيجابية، فالفريق الوطني لم ينهزم في أي مباراة بخلاف الدورة الماضية بالغابون، ثم الوصول تدريجيا للفريق الوطني الذي سيشكل النواة الحقيقية لكأس إفريقيا 2015 التي ستحتضنها بلادنا والتي نتمنى أن نكون أبطالها بحكم أننا سنكون مؤازرين بجمهورنا، الذي أعرف أنه محبط جراء هذا الخروج، وهذا لا يعني أننا لم نكن في المستوى من الجانب التقني، فقد لاحظتم كيف تطور أداء المنتخب الوطني تدريجيا وأبان على مؤهلات محترمة أمام جنوب إفريقيا، وأنا سعيد بهذه الصورة التي وصل إليها منتخبنا التي ستمكننا من مواصلة العمل بطريقة أكثر نضجا، تعرفون أن عددا كبيرا من اللاعبين يحضرون أول مرة للعرس الإفريقي وكان عليهم أن يتأقلموا مع الأجواء، والحمد لله حصل التأقلم بسرعة فائقة، حيث لم ننهزم في أي من المباريات الثلاث، أنا فخور بهذا الجيل الذي سيشكل مستقبل المنتخب المغربي ويجب أن نعمل جميعا على دعم هذه العناصر الشابة لأنها هي من ستحمل مشعل 2015. - المنتخب: فرطنا في الفوز أمام جنوب إفريقيا برغم الأداء الجيد للعناصر الوطنية، كيف أحسست بذلك؟ الطوسي: لم نكن نستحق الخروج من الدور الأول، لأننا كنا الأفضل أمام جنوب إفريقيا وسيطرنا على الفريق الخصم ووصلنا إلى شباكه مرتين، ما يعني أن هناك عملا كبيرا قمنا به في ظرف وجيز، والحمد لله هذا العمل أعطى ثماره وأعطانا صورة لمواصلة العمل الذي بدأناه قبل ثلاثة أشهر، صحيح أنا حزين مثلي مثل المغاربة لأن الحلم كان كبيرا ولم يتحقق، لكن كسبنا بالمقابل منتخبا وطنيا قادرا على أن يقول كلمته في المستقبل ويسعد المغاربة، لهذا أناشد الجميع بأن يحضنوا هذه العناصر الوطنية لأن فيها الخير. - المنتخب: لكن أطرا تقنية إنتقدت طريقة تدبير الفريق الوطني تقنيا في المباراتين الأوليين ضد أنغولا والرأس الأخضر؟ الطوسي: مع كامل الأسف الكثير من هذه الإنتقادات لا تخدم المصلحة العامة للمنتخب الوطني، بل ستعيدنا للوراء، وتريد أن يبقى الوضع على ما هو عليه، في حين أعتبر إنتقادات أطر أخرى بناءة وأفتخر بها وتؤازرنا، لقد تألمت لما صدر من بعض الزملاء من كلام غير منطقي وتاهوا في مغالطات، نحن في مرحلة البناء، وهذا البناء يتطلب منا وقتا كثيرا وسيتواصل بطبيعة الحال ما دام أن ملامح المنتخب الوطني قد إتضحت، وأنا فخور بهذا الجيل، الذي سيكون خير خلف لخير سلف، هذا فريق وطني جديد يجب مؤازرته، أما الإنتقاد المجاني فلنتركه جانبا، وأناشد الأطر الوطنية بضرورة توحيد لغة التضامن والمؤازرة، ومنتخب المغرب هو ملك لجميع المغاربة وليست لشخص بعينه.. لقد نجحنا في خلق إنسجام بين اللاعبين وانضباطهم، إذ تم إختيار تشكيلة مهمة من عناصر شابة لا يتجاوز سنها 24 سنة، ما يعني أنه أمام هذه العناصر الوقت لكي تصل إلى الهدف المنشود الذي نراهن عليه بداية من إقصائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ثم كأس إفريقيا للأمم 2015 بالمغرب.. - المنتخب: تنتظر المنتخب الوطني مباراتين حاسمتين في إقصائيات كأس العالم أمام تانزانيا وكوت ديفوار، كيف سيتم التحضير لهما؟ الطوسي: التحضير سيكون بنفس الطرق التي حضرنا بها مباراياتنا في كأس إفريقيا، وسنعمل على مواصلة العمل وتصحيح الهفوات لأخذها بعين الإعتبار.. سيبقى الحماس أولا لأنه ضروري وقد تحدثت مع اللاعبين وقلت لهم إرفعوا رؤوسكم عاليا، لقد شرفتم بلدكم وأنتم من ستكونون مستقبل المنتخب المغربي، سنحافظ على هذه الثوابت الأساسية لتبقى اللحمة قائمة.. لقد وجدت أن اللاعبين بمعنويات مرتفعة وأكدوا لي بأنهم سيبقون على العهد، وبنفس الصورة وسيبذلون قصارى الجهود مع أنديتهم.. وشخصيا سأظل متابعا لجميع اللاعبين في مباراياتهم وسأحرص أيضا على الإتصال بهم هاتفيا لأعرف آخر أخبارهم وجديدهم. - المنتخب: هل ستعملون على إستقطاب عناصر أخرى إذا فرضت حضورها؟ الطوسي: بطبيعة الحال، الباب مفتوح للجميع، بشرط أن يشكل هذا اللاعب قيمة مضافة في المنتخب الوطني وينضبط داخل المجموعة ولا يعتبر نفسه نجما، جميع اللاعبين سواسية، لا فرق بين اللاعب الذي يمارس في البطولة الإحترافية وآخر يمارس في البطولة الأوروبية، وهذا ورش بطبيعة الحال إشتغلنا عليه منذ قدومنا.. الباب مفتوح للجميع وسأتابع كل اللاعبين عن قرب سواء محليا أو أوروبيا. - المنتخب: اللاعب المحلي أبان على مستوى جيد في مباراة جنوب إفريقيا، هل هي إشارة قوية لمواصلة إكتشاف قطع غيار أخرى؟ الطوسي: البطولة الإحترافية تضم لاعبين جيدين والدليل أنهم قدموا إشارات قوية وبطاقة إعتماد مع المنتخب الوطني، أناشد المدربين المغاربة بأن يعملوا على منح منتخبنا بلاعبين من أمثال الحافيظي، النملي ، المياغري، القديوي، حمد الله ونوصير وغيرهم.. هذا هو العمل الذي ننتظره من الأطر الوطنية، لأننا نتوفر على مواهب جيدة يجب رعايتها واحتضانها حتى تقول كلمتها مع الفريق الوطني، وقد لاحظتم المستوى الذي ظهر عليه الشاكيري، القديوي والحافيظي أمام جنوب إفريقيا، وإن شاء الله أمامنا الوقت لتشكيل منتخب وطني محلي بمقومات عالية.. خاصة ونحن نستشرف على المشاركة في إقصائيات كأس العالم ثم إقصائيات كأس إفريقيا للمحليين، ومن هنا أقول لكم بأن العمل سينطلق بمجرد الوصول للمغرب، من خلال المعاينة والمتابعة لجميع اللاعبين بالبطولة الإحترافية.. علما أن هناك مواهب بإمكانها أن تقول كلمتها مع المنتخب الوطني.. سأعمل على هذا الورش برفقة المساعدين كل من منطلق تخصصاته حتى نعمل على ضبط هذا الورش، حيث أمامنا مباراة ضد المنتخب التونسي في إطار إقصائيات كأس إفريقيا للمحليين التي ستحتضنها جنوب إفريقيا عام 2013 ويجب أن نضمن التأهل، ولي اليقين أننا سنتأهل، ولعلكم لاحظتم المستوى التقني الذي قدمه اللاعبون المحليون في المباراة الودية ضد النيجر. - المنتخب: ماذا تقول في كلمة مفتوحة؟ الطوسي: أدعو الجمهور المغربي إلى مؤازرة الفريق الوطني في هذه اللحظة حتى نستمر في عملنا ولي اليقين بأن المنتخب الوطني سيكون أفضل في المستقبل القريب، كما أدعو وسائل الإعلام إلى إحتضان هؤلاء الشبان ودعمهم، لأنهم هم مستقبل كرتنا المغربية. حاوره: