لن يكون أمام ريال مدريد المتسع من الوقت لمحاولة التقاط انفاسه واستيعاب خسارة موقعة ال"كلاسيكو" على أرضه، لأنه مطالب باستعادة توازنه سريعا عندما يحل الاربعاء ضيفا على ديبورتيفو لا كورونيا في المرحلة الرابعة والثلاثين من البطولة الإسبانية لكرة القدم. وتنازل ريال مدريد عن الصدارة بفارق الأهداف أمام غريمه برشلونة بعد الخسارة الدراماتيكية التي مني بها الأحد أمام النادي الكاطالوني في معقله 2-3، لكن مصير النادي الملكي بيديه لأنه قادر على إحراز لقبه الأول منذ 2012 من خلال فوزه بجميع مبارياته، وإحداها مؤجلة ضد سلطا فيغو. من المؤكد أن حسرة فريق المدرب زين الدين زيدان كبيرة، لأنه كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج من المواجهة بنقطة التعادل والبقاء أمام غريمه بفارق 3 نقاط بعدما أدرك التعادل 2-2 في الدقيقة 86 عبر الكولومبي البديل خاميس رودريغيز رغم النقص العددي في صفوفه بعد طرده قائده سيرخيو راموس في الدقيقة 77. لكن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قال كلمته في الوقت القاتل وسجل هدف الفوز لبرشلونة في الوقت بدل الضائع، بعدما كان ايضا صاحب هدف التعادل الأول لفريقه في الدقيقة 33. ومن الطبيعي أن يشعر راموس بالمرارة بعد هذه الخسارة في مرحلة حاسمة من الموسم، وهو قال لموقع النادي الملكي "الأمر موجع عندما تفكر بالوضع الذي كنا عليه قبل المباراة، لكن ليس هناك متسع من الوقت من أجل البكاء على الأطلال. يجب أن نسير قدما وأن ننقل اهتمامنا نحو مباراتنا التالية" التي تجمع النادي الملكي بصاحب المركز السادس عشر وبفريق خسر مواجهاته السبع الأخيرة بمواجهة نادي العاصمة ولم يفز على الأخير منذ غشت 2008. ورأى راموس أن "طردي شكل منعطفا لأنهم سجلوا في الدقيقة الأخيرة. لكل رأيه وأنا أحترم ذلك، لكن بالنسبة لي البطاقة الحمراء كانت قرارا مبالغا به". واعترف راموس أن تدخله على ميسي كان متأخرا "لكني لم أتعمد أذية اللاعب. أنا لا أتحدث عن الحكام لأنهم معرضون لارتكاب الأخطاء مثل أي واحد منا، لا أريد أبدا التحدث عن هذه المسألة". وسيغيب راموس عن فريق زيدان الذي اعتبر بدوره أن مصير فريقه "ما زال بين أيدينا، والآن ننقل اهتمامنا الى مباراة الأربعاء". واعتبر المدرب الفرنسي أن فريقه "حصل على عدة فرص للتسجيل وقتل المباراة ولهذا السبب نشعر بالخيبة بعض الشيء... اختبرنا العديد من المباريات التي خلقنا فيها الكثير من الفرص من دون أن نسجل. وينتهي بك الأمر بدفع الثمن. برشلونة يعرف كيف يستفيد من اللعبة وبإمكانه أذيتك". ولم يناقش زيدان البطاقة الحمراء التي نالها راموس واعتبر أن على فريقه "تقبل القرار. ليس هناك أي شيء يدعوني للاستياء من لاعبي فريقي. سنواصل القيام بالأمور بنفس الطريقة. ربما الطريق ما زال طويلا نحو لقب الدوري بعد الذي حصل اليوم (الأحد) لكن شيئا لم يتغير. الأمر ما زال بين أيدينا وسنفكر الآن بمباراة الأربعاء. كانت (مباراة الأحد) فرصة للحصول على 3 نقاط لكن ليس للفوز بلقب الدوري". وعلى فريق زيدان تجنب أي تعثر في الاختبارات التي تنتظره أمام ديبورتيفو لا كورونيا وفالنسيا وغرناطة واشبيلية الثالث وملقة وسلتا فيغو، فيما يلعب برشلونة مع اوساسونا وجاره اسبانيول وفياريال ولاس بالماس وايبار. وخلافا لريال مدريد الذي بلغ الدور نصف النهائي لدوري الأبطال حيث سيلتقي جاره اتلتيكو في اعادة لنهائي 2014 و2016، جاء الفوز الثمين لبرشلونة بعد أيام معدودة على خروجه من الدور ربع النهائي للمسابقة القارية بتعادله السلبي على أرضه ايابا أمام يوفنتوس الإيطالي الذي فاز ذهابا في تورينو 3-صفر. ولم يتأثر النادي الكاطالوني الذي يخوض نهائي الكأس ضد الافيس في 27 الشهر المقبل، بغياب نجمه البرازيلي نيمار الموقوف لثلاث مباريات وذلك في ظل المستوى الرائع الذي قدمه ميسي الذي فك صيام عن التهديف في ال"كلاسيكو" دام خمس مباريات (بينها نهائي الكأس عام 2014)، محطما في الوقت ذاته الرقم القياسي لعدد الأهداف في ال"كلاسيكو" ضمن منافسات الدوري بعدما رفع رصيده الى 16 هدفا، بفارق هدفين عن اسطورة ريال الفريدو دي ستيفانو. كما رفع ميسي رصيده الى 500 هدف بقميص النادي الكاتالوني في جميع المسابقات، وعزز صدارته لترتيب هدافي الدوري برصيد 31 هدفا وتفوق تماما الأحد على غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي لم يقدم شيئا يذكر في هذه المواجهة باستثناء بعض التسديدات في الشوط الاول. وسيكون ميسي مرشحا لتعزيز رصيده في مباراة الأربعاء التي تجمع برشلونة بضيفه اوساسونا متذيل الترتيب والمهدد بالهبوط الى الدرجة الثانية كونه يتخلف بفارق 9 نقاط عن منطقة الأمان. وأثبت ميسي الأحد "أنه أفضل لاعب في التاريخ بالنسبة لي وأنا متابع لكرة القدم منذ فترة طويلة"، بحسب مدربه لويس انريكي الذي خاض آخر مباراة "كلاسيكو" كونه قرر ترك برشلونة في نهاية الموسم، مضيفا "في كرة القدم المعاصرة، حيث الجميع أفضل من الناحيتين التكتيكية والبدنية، ما زال (ميسي) يصنع الفارق. تسجيله هدفه ال500 يؤكد لنا جميعا كمشجعين لبرشلونة، أننا محظوظون لأنه موجود في هذا النادي". وكان الهدف المتأخر الذي سجله ميسي، أفضل ثأر لفريقه من ريال الذي خطف التعادل ذهابا (1-1) بهدف سجله في الثواني الأخيرة سيرخيو راموس. وبعيدا عن الصراع المشتعل بين العملاقين ريال وبرشلونة، يأمل اتلتيكو تعزيز مركزه الثالث المؤهل مباشرة الى دوري الأبطال الموسم المقبل والإبقاء على آماله حسابيا بالمنافسة على اللقب، وذلك عندما يتواجه الثلاثاء مع ضيفه فياريال الخامس في مباراة صعبة لفريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني. ويحتل اتلتيكو المركز الثالث بفارق 7 نقاط عن برشلونة وريال، وثلاث نقاط أمام اشبيلية الذي ضمن بشكل كبير المركز الرابع على أقل تقدير كونه يتقدم بفارق 9 نقاط عن فياريال قبل مباراته الخميس مع سلتا فيغو العاشر. وفي المباريات الأخرى، يلعب الثلاثاء سبورتينغ خيخون مع اسبانيول، وغرناطة مع ملقة، والأربعاء فالنسيا مع ريال سوسييداد، وليغانيس مع لاس بالماس. ويلتقي الخميس ديبورتيفو الافيس مع ايبار، واتلتيك بلباو مع ريال بيتيس.