يدخل المنتخب المغربي الملقّب بأسود الأطلس كأس أمم أفريقيا «كان 2013» وهو يضع في اعتباره تعويض الإخفاق الكبير الذي حلّ به في أمم أفريقيا الماضية، عندما ودّع المنافسات من الدور الأوّل، بعد أن حلّ ثالثاً في المجموعة الثالثة، فاستمرّ بذلك مسلسل الفشل الذي لازم الفريق في جميع التصفيات والبطولات التي خاضها في الفترة الأخيرة. والمتابع لسجل مشاركات المنتخب المغربي في العقد الأخير تحديداً يجد أنه باستثناء التأهّل إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية عام 2004 وخسارة المباراة النهائية أمام تونس الدولة المضيفة (1-2)، فإن «أسود الأطلس» فشلوا تماماً في الظهور بشكل يتناسب مع حجم تاريخهم وإمكاناتهم الفنية ولاعبيهم المحترفين المنتشرين في أقوى الأندية العالمية، فمنذ التأهّل إلى نهائيات كأس العالم في فرنسا عام 1998 والمنتخب المغربي خارج المونديال بشكل دائم، إذ فشل في التأهّل لكأس العالم في كوريا واليابان عام 2002 وكأس العالم في ألمانيا عام 2006 ثم أخيراً مونديال جنوب أفريقيا عام 2010، إضافة إلى الظهور بشكل ضعيف للغاية في نهائيات الأمم الأفريقية، ففي عام 2006 ودّعت المغرب المنافسات من الدور الأوّل ثم تكرّر نفس الشيء في أمم أفريقيا التي نُظمت في غانا عام 2008، قبل أن يفشل المغاربة من الأساس في الظهور في أمم أفريقيا عام 2010 في أنغولا. ويعتقد الكثير من الخبراء والمحللين أن عدم الاستقرار على صعيد الإدارة الفنية هو السبب الرئيسي في تراجع نتائج المنتخب المغربي في السنوات العشر الأخيرة، التي تعاقب خلالها على قيادة أسود الأطلس عشرة مدرّبين بدءاً من البرتغالي هومبيرتو كويلهو (2000-2002) والمدرّب الوطني الشهير بادو الزاكي (2002-2005) والفرنسي فيليب تروسيه عام 2005 ثم المدرّب الوطني محمد فاخر (2006-2007) أعقبه الفرنسي الشهير هنري ميشيل ( 2007-2008) ثم الوطني فتحي جميل كمدرّب مؤقّت عام 2008، قبل أن يتولّى المسؤولية الفرنسي المعروف روجيه لومير لعامين (2008-2009) ثم الوطني حسن مؤمن (2009-2010). عقب ذلك دخل المنتخب المغربي في فترة مثيرة للجدل تحت قيادة البلجيكي إيريك غريتس (2010-2012) الذي نجح في التتوّيج بكأس العرب عام 2012، وهي البطولة الوحيدة التي دخلت خزائن الاتّحاد المغربي لكرة القدم منذ التتوّيج بكأس أمم أفريقيا عام 1976، لذلك رحل الرجل سريعاً مُقالاً ويُقال «هارباً» بعد أن قاد المغرب للخروج من الدور الأوّل في أمم أفريقيا 2010 ثم فشل مع المنتخب أيضاً في تحقيق أي انتصار في تصفيات كأس العالم 2014، حيث تعادل في مباراتين خارج ملعبه أمام غامبيا (1-1) ثمّ على أرضه في مراكش أمام كوت ديفوار (2-2) فتأزّم موقف أسود الأطلس سريعاً في التصفيات واحتلّ المركز الثالث في المجموعة برصيد نقطتين وأصبح مطالباً بالتالي بأن يحقّق نتائج بطولية مثل الفوز على كوت ديفوار في ملعبها ليتمكّن من التأهّل إلى الدور النهائي من التصفيات. وجاءت نقطة الفصل مع غريتس والتي أطاحت به من منصبه عندما خسر أمام موزمبيق على ملعبها في مابوتو (0-2) فاقترب الفريق من تلقّي صدمة جديدة تتمثّل في الخروج من التصفيات المؤهّلة لأمم أفريقيا 2013، عند هذا الحدّ اتّخذ الاتّحاد المغربي لكرة القدم من قراره بعد تردُّد طويل وقرّر أن يستغني عن خدمات غريتس، ثمّ عيّن مكانه المدرّب الوطني رشيد طاووسي (53 عاماً) الذي درّب منتخبات المغرب تحت 20 عاماً (1995-1997) وتحت 23 عاماً (1998-1999) قبل أن يدرّب عدداً من أشهر أندية المغرب مثل الوداد البيضاوي موسم (2002-2003) والفتح الرباطي (2007-2008) والمغرب الفاسي (2010-2012) الذي توّج معه بكأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم عام 2012، قبل أن ينتقل لتدريب فريق الجيش الملكي ومنه مباشرة إلى قيادة المنتخب المغربي إلى نهائيات «كان 2013». والملاحظ أن الطاووسي نجح سريعاً في إعادة الثقة إلى نفوس لاعبي المنتخب المغربي، كما أخرجهم من حالة الإحباط الشديدة التي عانوا منها بعد توالي النتائج السيئة مع غريتس، فنجح أسود الأطلس في العودة من بعيد وتحقيق الفوز على موزمبيق في لقاء العودة برباعية نظيفة سجّلها كلٌّ من عبدالعزيز برادة وحسين خارجة ويوسف العربي ونور الدين إمبارط. يحتلّ المنتخب المغربي حالياً المركز 72 على لائحة الفيفا لترتيب المنتخبات العالمية برصيد 482 نقطة علماً بأن أفضل ترتيب حصل عليه أسود الأطلس كان ال13 عالمياً عام 1998. وخاض المنتخب المغربي عدداً كبيراً من المباريات في عام 2012 إذ خاض 14 مباراة ويرجع ذلك لخوضه عدداً كبيراً من الاستحقاقات في هذا العام، إذ لعب الفريق بطولة أمم أفريقيا في الغابون وغينيا الاستوائية، وكأس العرب في السعودية إضافة إلى تصفيات كأس العالم وأمم أفريقيا 2013 بجانب عدد من المباريات الدولية. وافتتح المنتخب المغربي عام 2012 بالمشاركة في كأس الأمم الأفريقية، حيث خسر أمام تونس (2-1) والغابون (3-2) قبل أن يفوز على النيجر (1-0) ثم خاض أسود الأطلس مباراتين ودّيتين أمام بوركينا فاسو وفاز فيها بهدفين دون ردّ، ثمّ خسر أمام السنغال ودّياً أيضاُ (1-0) قبل أن يتعثّر في تصفيات مونديال 2014 بالتعادل أمام غامبيا (1-1) وكوت ديفوار (2-2). وتوجّه المنتخب المغربي للمشاركة في كأس العرب في السعودية باللاعبين المحلّيين، حيث توّج باللقب عقب فوزه على البحرين واليمن برباعية نظيفة وتعادل مع ليبيا بدون أهداف قبل أن يفوز على العراق (2-1) في نصف النهائي ثم يتغلّب على ليبيا بركلات الترجيح في المباراة النهائية (3-1). وعاد المنتخب المغربي عقب ذلك فخسر ودّياً أمام غينيا في الرباط (2-1) ثم خسر خارج ملعبه أمام موزمبيق (2-0) في تصفيات أمم أفريقيا قبل أن يعود ويهزم موزمبيق في التصفيات ذاتها برباعية نظيفة، ثم اختتم مبارياته بخسارة جديدة على ملعبه في الدارالبيضاء أمام توجو بهدف نظيف ودّياً. أهم اللاعبين يعجّ المنتخب المغربي بعدد لا بأس به من اللاعبين المحترفين في أكبر وأهم بطولات الدوري العالمية، ولكن ما يعيب هذه النخبة من اللاعبين أن مستواهم متذبذب إلى حدّ كبير، حيث لم يظهر معظمهم مع منتخب بلاده بنفس القوّة والكيفية التي يظهرون بها مع أنديتهم، ولكن بصورة عامة يمكن لهذه النخبة من اللاعبين لو ظهرت بمستواها الحقيقي أن تقود المغرب إلى الأدوار النهائية في البطولة. الحارس نادر لميغري يبلغ من العمر 36 عاماً وخاض مع منتخب بلاده 47 مباراة دولية على الرغم من كونه لم يخض أي تجربة احترافية خارج المغرب باستثناء اللعب لفترة قصيرة على سبيل الإعارة في الوحدة الإماراتي، إلا أنه يحتفظ بمكان أساسي في صفوف المنتخب المغربي، لعب لعدد من الأندية المغربية الشهيرة مثل حسنية أغادير والوداد البيضاوي الذي يحرس مرماه منذ عام 2008. مهدي بن عطية يلعب مهدي بن عطية في مركز قلب الدفاع ويبلغ من العمر 25 عاماً وهو أحد الركائز الأساسية في صفوف فريق أودينيزي الإيطالي ومحط أنظار عدد من أبرز الأندية الأوروبية. خاض بن عطية مع منتخب بلاده 20 مباراة دولية أحرز خلالها هدفاً واحداً، وكانت أوّل مباراة له أمام زامبيا في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2008. كريم الأحمدي يلعب كريم الأحمدي في مركز لاعب الوسط المدافع وخاض مع منتخب بلاده 18 مباراة دولية سجّل خلالها هدفاً واحداً، تألّق الأحمدي بشدّة في الدوري الهولندي، حيث لعب في صفوف توينتي لأربعة مواسم (2004-2008) وخاض مع الفريق 89 مباراة دولية سجّل خلالها ثلاثة أهداف، كما لعب مع فيينورد أربعة مواسم (2008-2012) وخاض معه 83 مباراة، سجّل خلالها أربعة أهداف. يخوض حالياً الأحمدي تجربة احترافية مع استون فيلا الإنكليزي إلا أن تدهور نتائج الفريق وعدم استقراره فنياً في الفترة الأخيرة أثّرت عليه بشكل كبير حيث خاض منذ انطلاق الموسم الحالي معه أربع مباريات سجّل خلالها هدفاً واحداً. عبدالعزيز براده يعتبر براده بحقّ هو النجم الصاعد بقوّة في سماء الكرة المغربية، فعلى الرغم من صغر سنه (23 عاماً) وحداثة انضمامه للمنتخب الوطني حيث استهل مسيرته مع منتخب بلاده عام 2012، إلا أنه أصبح سريعاً أحد الأوراق الرابحة في صفوف الفريق وركيزة أساسية، كما أنه مرشّح للعب أدوار مهمة في «كان 2013». والمميّز في براده أنه استطاع أن يكتسب خبرة احترافية كبيرة في فترة قصيرة حيث يلعب حالياً في صفوف خيتافي ويشارك معه بصورة أساسية في الدوري الإسباني لكرة القدم، وخاض براده مع خيتافي 38 مباراة حتى الآن أحرز خلالها سبعة أهداف، كما أنه شارك مع المنتخب الأولمبي المغربي في أولمبياد لندن، وينتظر من اللاعب الكثير في الكان القادم. عادل تعرابت يمتاز تعرابت بأنه موهبة حقيقية في عالم كرة القدم ولاعب وسط مهاجم من طراز فريد قادر على صناعة الأهداف وقيادة الهجمات وتسجيل الأهداف في ذات الوقت، وهو الأمر الذي جعله أحد أهم عناصر كوينز بارك رينجرز الإنكليزي على مدار ثلاثة مواسم متتالية. وبدأ تعرابت حياته الاحترافية عام 2007 في صفوف لينس الفرنسي وتمّت إعارته عقب ذلك إلى توتنهام الإنكليزي ولكنه لم يبرز كثيراً في صفوفه فانتقل على سبيل الإعارة موسم 2009-2010 إلى كوينز بارك، حيث شارك في الموسم الأوّل له مع الفريق في 48 مباراة سجّل خلالها 8 أهداف، وفي آب/أغسطس 2010 انتقل اللاعب بصورة نهائية إلى كوينز وشارك معه في 75 مباراة سجّل فيها 23 هدفاً. ومع منتخب بلاده شارك اللاعب في 15 مباراة حتى الآن سجل خلالها أربعة أهداف، وكان أوّل هدف يسجله على الصعيد الرسمي في مرمى أنغولا عام 2009 في مباراة ودّية أقيمت في البرتغال، بينما أوّل هدف رسمي سجّله اللاعب كان في مرمى توغو ضمن التصفيات المؤهّلة لنهائيات كأس العالم الماضية. تاريخ المشاركات السابقة شارك المنتخب المغربي في 14 بطولة سابقة، هي نهائيات 1972 وودّع البطولة من الدور الأوّل و1976 وتوّج باللقب الوحيد خلال مسيرته، و1978 وخرج من الدور الأوّل. بينما وصل إلى الدور نصف النهائي في ثلاث بطولات متتالية هي 1980 و1986 و1988، فيما ودّع البطولة من الدور الأوّل عام 1992، كما خرج من رُبع النهائي في بطولة عام 1998، بينما ودّع المنافسات سريعاً من الدور الأوّل في منافسات بطولتي 2000 و2002، وتأهّل إلى المباراة النهائية في أمم أفريقيا عام 2004، قبل أن يخرج من الدور الأوّل في منافسات 2006 و2008 و2012. طوال مشاركة المنتخب المغربي في النهائيات الماضية شارك في 54 مباراة، فاز في 19 وتعادل في 19 مباراة وخسر 16. سجّل المنتخب المغربي في النهائيات السابقة 63 هدفاً ودخل مرماه 51 هدفاً معلومات مهمة مملكة المغرب هي دولة عربية تقع في أقصى غربي شمال القارة الأفريقية، عاصمتها هي الرباط وعدد سكانها يبلغ 40,350,649 مليون بحسب آخر إحصاء تمّ في عام 2011. تأسّس الاتّحاد المغربي عام 1955 وانضمّ للاتّحاد الدولي عام 1960.