تتويجكم تاج فوق رأسي نعم كنت أحلم بإعادة ملحمة هشام في 1500 و5000م لكن... لا أعرف لماذا قلصت الوزارة مكافأة لندن 2012؟ خبر المنشطات أفقدني تركيزي أعد الجمهور بالذهب في أولمبياد 2016 لم يبحث أعضاء اللجنة المكلفة بفرز أصوات التي تعين الفاز بلقب أحسن رياضي لسنة 2012 كثيرا للإعلان عن البطل الأولمبي المغربي عبد العاطي إكدير صاحب نحاسية لندن 2012 أحسن رياضي للسنة، واتضح ذلك من خلال الفارق الكبير في الأصوات بين الصف الأول والثاني، وبذلك يكون عبد العاطي إكدير قد نال درجة الإستحقاق بإجماع الجمهور والصحافة الوطنية. جريدة «المنتخب» واعترافا بما قدمه هذا البطل منذ سنة أول تألق بمدينة "غروسيتو" الإيطالية عندما أحرز الذهب العالمي في مسافة 1500 متر على مستوى منافسات الشبان ثم مرورا بذهبية ثانية وهذه المرة وفي نفس المسافة ببطولة العالم داخل القاعة بتركيا وأخيرا فضية تزن ذهبا بمناسبة المحفل الأولمبي لندن 2012. إذ أقل ما يمكن أن يجسد هذا الإعتراف هو تخضيع حيز مهم من صفحات الجريدة للتذكير بإنجازات البطل وهي مناسبة سانحة لأخذ إرتسامات حول تتويجه وما يخطه لمواجهة الإكراهات الدولية. المنتخب: ما هي القيمة الأدبية والرياضية التي أعطاها البطل عبد العاطي إكدير لتتويجه أحسن رياضي للسنة؟ إكدير: الحمد لله جاء هذا التتويج وأنا أستعد لمرحلة جديدة في مشواري الرياضي الذي سيأخذني عبر محطات قوية إلى بطولة العالم 2013، أشكر الإعلام الرياضي كافة وجريدة «المنتخب» على هذا الدعم المعنوي الذي سيشكل حافزا لي كي أعوض للجمهور المغربي ولو جزء من خسارة الأولمبياد السابقة. المنتخب: هل كنت تطمح لهذا التتويج في بداية الموسم الرياضي؟ إكدير: سيكون من الصعب على أي رياضي أن يعرف ما سيؤول له مصيره الرياضي خلال سنة كاملة، حيث هناك الأعطاب والتراجع وظهور أبطال آخرين في رياضات أخرى يستحقون هذا التتويج، لذا انتظرت الألعاب الأولمبية كآخر محطة وقبلها بطولة العالم داخل القاعة بإسطامبول لتحديد تموضعي في مقدمة الأبطال الذين سيتنافسون على هذا اللقب الغالي، وأعتقد أن السنة كانت جد صعبة باعتبار أنني قسمتها لجزء أول هم الإعداد لبطولة العالم داخل القاعة وله خصوصياته ثم الألعاب الأولمبية بلندن 2012 وما يتطلبه البحث على الذهب من إمكانات وإعداد وتخطيط وأعد الجمهور المغربي أنني سأعمل على استحقاق ثقته. المنتخب: ما هو شعورك وأنت تدخل خانة أبطال ألعاب القوى الذين حققوا نتائج قوية عالميا وأولمبيا؟ إكدير: منذ أن اقتحمت مجال المنتخب الوطني لألعاب القوى إنطلاقا من سنة 2003 وضعت نصب عيني هدفا تمثل في الفوز ببطولة العالم للشبان بإيطاليا سنة 2004 وبتوقيت جيد هو 33500 وهو رقم كان التنافس عليه من طرف الكبار وبالتالي وكنت أعلم أن المشوار سيكون جد صعب بحكم تواجد أسماء الماضي الذين حققوا نتائج عالية في مسافة 1500 وأذكر سعيد عويطة ومؤخرا هشام الكروج، إذن فالرهان وارد وليس بالمستحيل والتشريف موجود ولو أنني في منتصف الطريق. المنتخب: هل أنت مرتاح لمرافقة الإعلام الرياضي لنشاطك؟ إكدير: أعرف أن تحقيق الألقاب ورسم الإنجازات العالمية والأولمبية والقارية من شروطه الأساسية مرافقة الإعلام المتخصص والعارف في نفس الوقت، فهو الحكم الأنسب لوضع كل إنجاز وكل رياضي وبطل في الخانة التي يستحقها بمصداقية وهو الطرف الذي يساهم في الدفع بعجلة الرياضة عبر الإنتقاد البناء والملاحظة والتتبع والدليل هذه الليلة البهيجة التي أكدت أن لنا إعلام في المستوى. المنتخب: الواضح أن البرنامج المشترك بين الوزارة واللجنة الأولمبية والجامعة لم يعرف النجاح المتوقع رغم الدعم الملكي المادي والمعنوي، هل كانت هناك سلبيات على مستوى البرنامج في مختلف مجالاته؟ إكدير: أنا شخصيا كنت منغمسا في عملي كعداء يبحث على تحسين مردوده الرياضي رفقة مدربي السيد عبد القادر قادة الذي أحييه من هذا المنبر، ولم يكن لي الوقت للإهتمام بما يجري حولي، خاصة إذا علمنا أنها متاهات تفقد الرياضي تركيزه وأظن أنه جانب ذهب ضحيته عدد من الرياضيين الذين دخلوا التجربة، المشاكل لابد منها وأتمنى أن المتغيرات التي عرفتها الجامعة في بداية هذا الموسم ستشكل مصدر تقييم جديد لننطلق على قواعد جديدة. المنتخب: ماذا أعطاك التعامل مع الرجل الذي ساهم في تألق البطل هشام الكروج، والأمر يتعلق بالإطار الوطني الكبير عبد القادر قادة؟ إكدير: فالفضل الكبير لما حققته يرجع لله سبحانه وتعالى وكذلك لهذه الشخصية التي أعتز بها ويكفيني فخرا أنني أتدرب مع الإطار الذي صنع مع هشام أعراس ألعاب القوى الوطنية وسطع بألف نور في الأجواء العالمية، أكبر في هذا الرجل هدوء طبعه وقوة شخصيته ومدرب كهذا يستحق كل التنويه والتشجيع من الجامعة والصحافة. وإذا راجعنا مشوار الأبطال المغاربة سنجد أن عبد القادر قادة كان حاضرا في نسبة كبيرة من التألق العالمي والأولمبي بنسبة 25 ميدالية على الأقل. المنتخب: ألا ترى أن خلافة هشام الكروج جد صعبة؟ إكدير: هو ثقل كبير جدا جدا وحلمي هو أن أحقق رقما يقارب الرقم العالمي الذي هو في حوزة هشام أو معادلته ثم تحطيمه ولي أمل في عمل الجامعة لدعم الأبطال لتحقيق عودة كبيرة لألعاب القوى الوطنية وهذا جد ممكن ووارد، والشيء الذي يجب أن يعرفه الشباب الصاعد أن بإمكانهم الإستفادة من التطور الذي يعرفه الميدان ولم تعرفه الأجيال السالفة. المنتخب: نعرف أن من المعطيات الجديدة التي تساعد العداء على تحسين أساليب عمله تكمن في التواصل والوقوف على ما جد في الساحة عبر الشرائط والأنتريت، هل تستعمل هذه الأساليب؟ إكدير: كل رياضي بلغ القمة في مشواره، إلا وله وسائل يستعملها في إطار تحسين مردوده وأفضل أسلوب اعتمده هو قراءة في أقوى المحطات التي شهدتها سباقات مسافة 1500م وأهمها تلك التي عرفت تألق هشام الكروج خلال مشواره الحافل، فهي مدرسة أستأنس بها وأرصد كل فترات السباق لأستفيد من طريقة جريه ومتغيرات إيقاعه ووقتها خلال سباقاته وهذا استفدت منه الكثير. المنتخب: خلال أولمبياد 2012 بلندن حذوت حذو هشام الكروج عندما انخرطت في سباقي 1500م و5000م، فهل هذا بغية تحقيق نفس إنجاز هشام بأثينا (2004)؟ إكدير: لم أكن أريد تقليد هشام بالتسجيل في قائمة المشاركين في 1500م و5000م، وجاء هذا الإختيار بإذن من السيد قادة المسؤول التقني، باعتبار أنني كنت قد حققت توقيتا جيدا بمناسبة سباق مدينة "ليل" الفرنسية والتوقيت هو (13.09) و(الصف الثاني)، إلا أن التركيز كان على 1500 ولي الثقة لو كسبت الذهب في هذه المسافة، لكان ذلك حافزا لي لأحقق نفس إنجاز هشام. المنتخب: ألا تشعر بالفراغ حولك بحكم غياب المنافسة، خاصة بعد ابتعاد زميلك أمين لعلو؟ إكدير: مشكلنا بالمغرب أننا لا نعطي رياضي ألعاب القوى الأهمية التي يستحق كما هو بالنسبة لدول كينيا وإثيوبيا، حيث برامج لإعداد الأبطال إنطلاقا من القاعدة وبأساليب إحترافية ورغم غياب الوسائل والسر في ذلك اقتناع الشباب أن ألعاب القوى هي أم الرياضات والمصدر الأول لضمان مستوى إجتماعي محترم. الحل بالنسبة للمغرب يكمن في التوعية والإنطلاق من القاعدة التي هي المدرسة. المنتخب: بعد فوز الجزائري المخلوفي بالذهب الأولمبي في مسافة 1500 يكون قد كسر كل التخمينات بحكم أنه الطرف المجهول.. ما رأيك؟ إكدير: هذا وارد في ألعاب القوى وخاصة مسافة 1500م، حيث لا نعرف مسبقا من سيفوز رغم أن المسافة تستند إلى أرقام، وهنا يكمن السر في وفزه لأنه شكل بالنسبة لي رقما خاطئا حيث استمر بنفس الإيقاع وفاز. المنتخب: نتحدث عن الإمكانات المتاحة للعداء كي يحقق نتائج كبيرة ومصدرها هو الإستشهار والتعاقد مع دور الملابس الشهيرة، فهل هذا وارد؟ إكدير: لن أكون مغاليا إذا قلت أن هذا غير وارد بالمغرب، حيث لا يستفيد العداء من هذه العقود مع أننا نرتدي هذه المعدات والملابس.. وهذا حيف يجب أن ينتهي، ما عاشه سعيد عويطة في السابق وهشام الكروج قبل سنوات قليلة مخالف للوقت الراهن وهذا من حقهم، أما نحن فنعيش على الإنتظار. المنتخب: كيف تتعامل مع فترة الإعداد للموسم الحالي الذي يتطلب مجهودا ماليا كبيرا؟ إكدير: سوف لا تصدقني إذا قلت لك أنني لم أتوصل بعد بمكافأة بطولة العالم داخل القاعة والتي حددت قيمتها المادية من طرف اللجنة الأولمبية والوزارة، وأنني لم أتوصل بعد بمستحقات المشاركة أولمبيا ولا بمكافأة الفوز بنحاسية لندن 2012. مع العلم أن القيمة المالية لهذا الإنجاز كان قد حددها الوزير السابق، إلا أن السيد الوزير الحالي محمد أوزين قرر تقليصها من 40 مليون إلى 20 مليون سنتيما بدون سبب، وأمام هذه الحالة سيكون من الصعب علي مواجهة موسم حافل بالمسابقات التي ستهيئ لبطولة العالم (2013)، من هذا المنطلق أعرف لماذا يبحث بعض الأبطال الشباب على التجنيس. المنتخب: ما هو وقع خبر ضبط عدائين مغاربة في إطار مراقبة المنشطات؟ إكدير: لقد تفاجأت عند وصولي لمكان إقامتي بمدينة لندن عن حدوث هذه الكارثة التي كهربت أجواء الوفد المغربي إلى درجة أن عداءتين أغمي عليهما من الخوف واحتمال عدم مشاركتهما، خاصة عند قراءة الصحف المحلية التي شوهت صورة المغرب، إلا أن هذا الخبر لم يأخذ من عزيمتي وواصلت بحثي على اللقب الأولمبي. من جهة أخرى أعرف أن نسبة الرياضيين الذي ضبطوا في نفس الفترة بفرنسا يفوق عددهم الثلاث مغاربة الذين أخذ في حقهم عقاب عدم المشاركة في انتظار الجديد، والشيء الذي لم أتقبله هو حضور بعض الأشخاص الذين كانوا يشوشون على الجو المحيط بالعدائين وهذا عار. المنتخب: ما هو برنامجك لهذا الموسم؟ إكدير: لقد انطلقت الإستعدادات منذ قرابة الشهرين والهدف النهائي هو المشاركة في بطولة العالم في صيف سنة 2013 بموسكو، قبل هذا هناك مجموعة من الملتقيات أذكر منها ملقتى الدوحة في شهر (5) ومحمد السادس ثم ملتقى "نايكي" بالولايات المتحدة ثم باريس وبرلين وروما، لذا سأقرر مع مدربي المحطات التي ستعرف مشاركتي في سياق الإعداد لمحطة موسكو 2013. بالنسبة للأرقام القياسية، فإن العادة أن يتم التخطيط لها في غياب بطولة العالم أو الألعاب الأولمبية. حاوره :