والبطولة الإحترافية تستفيق من غفوتها ومن سباتها الشتوي الذي استغرق شهرا هذه المرة، سيكون عليها وعلى فرقها الرد على الموسيو رونار الذي ظل ل 9 أشهر كاملة وهي فترة الحمل الطبيعي يراقب لاعبيها ويحضر ملاعبها وينقط لمنتوجها، وفي الأخير إقتصر على العطوشي الودادي ليكمل به ومن خلاله لائحة الأسود التي تشارك بالكان، دون أن تأخذه لا رأفة ولا حتى هو عدل من مواقفه ولعن الشيطان ليدعم العطوشي بلاعبين أو ثلاثة انتصارا لكرامة المنتوج الذي تصرف عليه الجامعة ومعها وليدها بالتبني العصبة الإحترافية كثير الملايير. ما قيمة بطولة تنال فرقها هبات ومساعدات جزافية مقابل تسويقها وتنال بعدها مساعدات تهم التكوين والتنشئة، إن لم تكن قادرة على تفريخ لاعب أو حارس، بل مدافع أيمن أو أيسر لأننا لن نتحدث عن لاعبي الوسط والهدافين كونهم انقرضوا منذ زمن، ليلعبوا للفريق الوطني ويحملوا قميصه؟ ما قيمة بطولة ينظر لها الناخب الوطني على أنها مجرد ديكور للتسلية ومجرد فضاء ينشط أصحابه دون أن يكون لهم حظ في بلوغ أو اقتحام عرين ومحمية الأسود؟ على مدربي البطولة بل على لاعبي هذه البطولة أن ينفضوا عنهم غبار الكسل والتواضع وأن ينتصروا للهمم الهابطة ويكشروا عن أنياب الفعالية التي ضاعت لأسباب نخجل من استعراضها وذكرها لينتفضوا ويعلنوا بداية الثورة على إقصاء سواء اتفقنا أو اختلفنا مع رونار إلا أنه في نهاية المطاف واقع سيذكره «كان الغابون» بكثير من الخزي والعار وسيذكر هذا الكان أن مدافعا محليا واحدا رحل لأوييم في دور الكومبارس. ونحن نتابع النصيري إبن فاس ولاعب المغرب الفاسي بفئاته الصغرى حتى إن كان قد فر بجلده من جحيم الهواية مبكرا، يسجل بتلك الطريقة بمرمى الطوغو، استحضرنا حقيقة ماثلة ولا ترتفع، حقيقة أنه كلما انطلق لاعب من البطولة ولعب بالحواري هنا وعانى الفقر وتعلم في دروب الملاعب المتربة ليحترف بأوروبا، إلا ويكون لنا منتخب كبير ومنتخب بهوية ومنتخب بشخصية. لعلكم ولعل الجيل الذي سبقنا يستحضر اللاعب يغشا وبعده ميري كريمو ثم بودربالة والحداوي والتيمومي والزاكي وأمان الله والبياز وبعدهم كماتشو وبصير وروسي والحضريوي وأبرامي وصابر وفرتوت وناظر ونيبت ومريانة وفهمي ولخلج وشيبا وشيبو وروكي وغيرهم كثير وكثير جدا ممن انطلقوا من البطولة ليلعبوا بأوروبا وعادوا بتكوين عالي إلا وكان لنا منتخب من أصحاب «الباسبور الأخضر» ممن يصدق عليهم وصف المحترف الحقيقي لا اللاعب الذي شب وتربى بأوروبا ليلعب برديف ناد صغير ومغمور بدرجة هاوية هناك. نريدها بطولة بشخصية، بطولة ولادة وبطولة لا ينضب معينها ولا يجف معينها ولا يصاب ضرعها ورحمها بالعقم، كي تنتج لنا أسودا تنافس أبناء المهجر على اللعب للفريق الوطني وكي نستعيد معها زمن صحيح لم نتحصل فيه على الألقاب، إلا أنه في مطلق الأحوال كان يقول أنه لفريقنا الوطني رجال يتحسسون نبض الشارع المغربي.