حقبة العشر سنوات الأخيرة من كأس الأمم الأفريقية بين سيطرة مصرية وتألق الساحر الأبيض، الفرنسي هيرفي رونار. كانت الفترة الممتدة بين 2006 و2015 تحت عنواناً وحيد "مصر عملاق القارة" بإحرازها لثلاثة ألقاب أفريقية متتالية كما تميز في هذه الفترة المدرب الفرنسي هيرفي رونار بتتويجه مع منتخبين مختلفين بلقب البطولة في مناسبتين دون السهو عن اسم نُحت في المفكرة الوردية للبطولة "المدرب حسن شحاته". مصر .. 7 نجوم سيطر المنتخب المصري تحت قيادة المدرب حسن شحاته على الأخضر واليابس في القارة الأفريقية بتتويجه بثلاثة ألقاب متتالية 2006 و2008 و2010. في عام 2006، استضافت مصر النسخة 25 من ال"كان" واستحقت التتويج بلقبها بعد أن سحق المنتخب كل منافسيه وبلغ النهائي دون أن يعرف الخسارة وكان خط هجومه الأفضل بين المنتخبات المشاركة بتسجيل 12 هدفاً. وفي نهائي مثير، أعطت ضربات الترجيح الكأس لمصر على حساب كوت ديفوار (4-2) لينال منتخب الفراعنة اللقب للمرة الخامسة في تاريخه. وحط ال"كان" الرحال في عام 2008 في غانا، التي تستضيف البطولة للمرة الرابعة في تاريخها (1963 و1987 و2000 صحبة نيجيريا)، وأثبت المنتخب المصري بأنه أقوى منتخبات أفريقيا عقب تتويجه للمرّة الثانية توالياً والسادسة في تاريخه بالتاج الأفريقي عقب فوزه في النهائي على حساب الكاميرون بهدف دوّنه "الرسام" محمد أبو تريكة. سيتذكر المصريون والمتابعون لنهائيات كأس أمم أفريقيا النسخة 27 من ال"كان" والتي أقيمت في أنغولا في عام 2010 حين حافظ منتخب الفراعنة على لقبه سيداً لأفريقيا بإحرازه الكأس الثالثة توالياً والسابعة في تاريخه ليضرب موعداً مع التاريخ ويكون أول منتخب أفريقي يحافظ على لقبه لثلاثة دورات متتالية ويصبح الأكثر تتويجاً في القارة السمراء وينال ال"معلم" حسن شحاته وساماً كان شاهداً على انجاز هذا الرجل الذي بات أول مدرب في أفريقيا يقود منتخباً لنيل اللقب في 3 مناسبات. قاد هداف البطولة محمد ناجي جدو (دوّن 5 أهداف في "كان" أنغولا) منتخب الفراعنة للفوز على غانا في النهائي بهدف لصفر. شهدت البطولة التي أقيمت في أنغولا انسحاب المنتخب الطوغولي من النهائيات بعد تعرض الحافلة التي تقلهم لطلق ناري من قبل مجموعة متمردة تسمى "جيش تحرير كابيندا" وأصيب بعض من اللاعبين بجروح متفاوتة الخطورة بالإضافة إلى مقتل عنصرين من البعثة وقررت السلطات التوغولية إرجاع البعثة إلى العاصمة لومي. وبعد ذلك قررت الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم معاقبة توغو بحرمانه المشاركة في دورتين متتاليتين لنهائيات كأس أفريقيا بسبب تدخل الحكومة في عدم مشاركة المنتخب في ال"كان" ثم رفع الإيقاف لاحقاً. رونار ساحر أفريقيا الجديد قدّم المدرب الفرنسي هيرفي رونار أوراق اعتماده كمدرب كبير في القارة السمراء بعد أن نجح في قيادة زامبيا وكوت ديفوار لنيل اللقب وبات من أفضل المدربين الذي شاركوا في ال"كان". في ثاني تنظيم مشترك للبطولة في عام 2012 بين الغابونوغينيا الاستوائية، نجح المنتخب الزامبي في نيل كأسه الأولى في تاريخ مشاركاته في النهائيات بحنكة المدرب الفرنسي هيرفي رونار. وفي النهائي، نجح منتخب الرصاصات النحاسية في الفوز على كوت ديفوار (8-7) بضربات الترجيح بعد انتهاء المواجهة بالتعادل السلبي. وفي عام 2015، قاد رونار منتخب الفيلة للفوز بأول كأس في تاريخهم عند فوزهم في النهائي على منتخب غانا بضربات الترجيح 9-8. ويذكر أن النسخة 30 أقيمت في غينيا الاستوائية. روح ستيفان كيشي في المفكرة الوردية لل"كان" رحل اللاعب والمدرب السابق لمنتخب نيجيريا ستيفان كيشي يوم 8 يونيو 2016 تاركاً سجلاً حافلاً من الانجازات في ذاكرة كل الأفارقة. كيشي الذي فارق الحياة عن عمر 54 عاماً، قاد منتخب بلاده في "كان جنوب أفريقيا 2013" للتتويج باللقب الثالث في تاريخ الكرة النيجيرية وبات ثاني أفريقي ينال البطولة كلاعب في عام 1994 وكمدرب بعد المصري محمود الجوهري الذي أحزر كأس أفريقيا كلاعب في عام 1959 وكمدرب للفراعنة في عام 1998. ويذكر أن نيجيريا فازت في نهائي 2013 على حساب بوركينا فاسو بهدف دون رد. ال"كان" في سطور منتخب مصر هو الأكثر تتويجاً بالبطولة برصيد 7 كؤوس. غابت مصر عن النسخ الثلاثة الأخيرة من كأس أمم أفريقيا (2012 و2013 و2015). يعتبر الكاميروني صامويل إيتو أفضل هداف في تاريخ ال"كان" برصيد 18 هدفاً. الكاميروني ريغوبرت سونغ والمصري أحمد حسن هما الأكثر حضوراً في تاريخ ال"كان" برصيد 8 مشاركات. مصر وغانا هما الأكثر استضافة للبطولة ( في 4 مناسبات استضافا البطولة). أطلق على الكأس التي سلمت للفائز بين عامي 1957 و1978 بكأس المصري عبد العزيز عبد الله سالم، الأب الروحي للبطولة. أطلق على الكأس التي سلمت للمنتخبات الفائزة بال"كان" بين عامي 1980 و2000 بكأس الوحدة الأفريقية. ومنذ عام 2002 أصبح الاسم الرسمي للكأس التي تسلم للفائز هي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم. تقاسمت 19 دولة من أصل 56 دولة عضوة في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم استضافة 30 نسخة من نهائيات ال"كان". عندما تحط نهائيات كأس أمم أفريقيا الرحال في مطلع عام 2017 بالغابون ستحتفل القارة الأفريقية بمرور 60 عاماً على انطلاقة الحدث الأبرز في القارة السمراء. انطلاقاً من عام 2013، أصبحت نهائيات كأس أمم أفريقيا تقام في السنوات الفردية حتى لا تتزامن مع نهائيات كأس العالم.