مصر تعود لمنصّات التتوّيج وتمكّن المنتخب المصري من العودة إلى منصّات التتويج بعد غياب 27 عاماً، وذلك في البطولة الخامسة عشرة التي استضافتها مصر عام 1986، واصطدم الفراعنة بأسود الكاميرون في المباراة النهائية وحسم المنتخب المصري اللقب لصالحه بركلات الترجيح بنتيجة (54)، عقب تعادل المنتخبين بدون أهداف في الوقتين الأصلي والإضافي، ونال الكاميروني روجيه ميلا لقب الهدّاف ب رصيد 4 أهداف. وعادت الكاميرون إلى منصّات التتوّيج في بطولة كأس الأمم السادسة عشرة التي استضافتها المغرب على أرضها، وفي إعادة لنهائي عام 1984، تمكّن أسود الكاميرون من الفوز على نيجيريا بهدف دون ردٍّ، وشهدت هذه البطولة واقعة غريبة، إذ تساوى في صدارة الهدّافين كلٌّ من روجيه ميلا من الكاميرون والأخضر بللومى من الجزائر وجمال عبدالحميد من مصر وعبدالله تراوري من كوت ديفوار ولكلٍّ منهم هدفان. محاربو الصحراء يتوّجون باللقب الأوّل وبعد خروج المنتخب الجزائري من تصفيات كأس العالم «إيطاليا 90»، وجد محاربو الصحراء ضالتهم في كأس الأمم الأفريقية السابعة عشرة التي استضافتها الجزائر على أرضها للمرّة الأولى في تاريخها، وتمكّن المنتخب الجزائري بقيادة نجمه رابح ماجر من الفوز باللقب الأوّل في تاريخه عقب تغلّبه على نظيره النيجيري بهدف نظيف في المباراة النهائية، ونال الجزائرى جمال مناد لقب الهدّاف ب 4 أهداف. تحوّل تاريخي في «السنغال 92» وشهدت كأس الأمم الأفريقية الثامنة عشرة والتي استضافتها السنغال عام 1992 تحوّلاً تاريخياً، فقد أصبحت البطولة التي ينظّمها الاتّحاد الأفريقي لكرة القدم منذ عام 1957، بطولة كبرى بمعنى الكلمة بعد أن قرّر «الكاف» زيادة عدد المنتخبات إلى 12 منتخباً، وشعر الجميع أثناء هذه البطولة أن كأس الأمم الأفريقية أصبحت بحقٍّ بطولة عالمية، خاصة أنها كانت البطولة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من أهم اللاعبين الأفارقة الذين كانوا وقتها هم الأفضل على الساحة العالمية، بقيادة نجم مرسيليا في ذاك الوقت الغاني عبيدي بيليه، ونجم ليدز يونايتد الإنكليزي الغاني أنطوني يبواه. وبعد صراع كبير بين المنتخبات المشاركة، تأهّلت منتخبات غانا ونيجيريا وكوت ديفوار والكاميرون إلى نصف النهائي، واستطاعت غانا الفوز على نيجيريا بهدفين مقابل هدف، ثم تمكّنت الأفيال الإيفوارية من إسقاط أسود الكاميرون بركلات الترجيح (1-3). وفي المباراة النهائية تعادل منتخبا غانا وكوت ديفوار بدون أهداف، واستمرّ التعادل في الشوطين الإضافيين، فاحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي انتهت لصالح كوت ديفوار (11-10)، ليفوز الأفيال بأوّل لقب في تاريخهم، ونال رشيدى ياكينى المهاجم النيجيري الكبير، الذي غاب عن عالمنا مطلع عام 2012، لقب الهدّاف ب 4 أهداف. وعادت نيجيريا إلى منصّات التتويج بعد فوزها بلقب البطولة التاسعة عشرة في تونس ، بعد فوز منتخب النسور الخضراء على زامبيا في النهائي بهدفين مقابل هدف، وحصد رشيدى ياكينى لقب الهدّاف للمرّة الثانية على التوالي ب5 أهداف. مشاركة ستة عشر منتخباً ودفع نجاح البطولة بمشاركة 12 منتخباً، الاتّحاد الأفريقي لكرة القدم إلى زيادة عدد المنتخبات إلى 16 منتخباً عام 1996، وعادت جنوب أفريقيا إلى ساحة كرة القدم في القارة السمراء بعد زوال التفرقة العنصرية، وبعد تولّي الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا الحكم في الدولة الكبرى التي تقع في جنوب القارة السمراء. وعلى الرغم من تأهّل ستة عشر منتخباً إلى النهائيات إلا أن البطولة أقيمت بمشاركة 15 منتخباً فقط، وذلك بعد أن استبعد الاتّحاد الأفريقي لكرة القدم نيجيريا من البطولة بسبب خلافات سياسية بين الحكومة النيجيرية ومنظّمة الوحدة الأفريقية، الأمر الذي جعل المجموعة الثالثة في البطولة تجرى بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط هي الغابون وزائير وليبيريا. والمثير أن جنوب أفريقيا عادت بقوّة وبحضور طاغٍ في البطولة العشرين، فلم تكتفِ بتنظيم البطولة لأوّل مرّة في تاريخها فقط، بل حصلت على اللقب أيضاً، بعد فوز المنتخب الجنوب أفريقي على تونس في المباراة النهائية بهدفين دون ردٍّ، ونال الزامبى كالوشا بواليا (رئيس اتّحاد كرة القدم الزامبي الحالي) لقب الهدّاف برصيد 5 أهداف. ودخلت بوركينا فاسو على خط استضافة المونديال الأفريقي، باستضافتها للنسخة الحادية والعشرين عام 1998، واستعاد الفراعنة هيبتهم الأفريقية بعد طول غياب حيث تمكّنوا بقيادة «الجنرال» محمود الجوهري، أحد أعظم المدرّبين في تاريخ الكرة المصرية، الذي رحل عن عالمنا في الثالث من أيلول/ سبتمبر عام 2012، من الفوز باللقب الرابع في تاريخ مصر عقب التغلّب على جنوب أفريقيا في المباراة النهائية بهدفين دون ردٍّ، ونال المصري حسام حسن والجنوب أفريقي مكارثى لقب الهدّاف برصيد 7 أهداف، ورسمياً فإن هذه البطولة هي أوّل بطولة يشارك فيها 16 منتخباً. تنظيم مشترك وكان الأفارقة على موعد مع حدث فريد من نوعه، حيث انبرى لتنظيم كأس أمم أفريقيا الثانية والعشرين غانا ونيجيريا وهي أوّل حادثة تنظيم مشترك تُسجل في تاريخ كرة القدم العالمية، إذ أن البطولة أقيمت في كانون ثاني / يناير عام 2000، وفي منتصف العام ذاته نظّمت بلجيكا وهولندا كأس الأمم الأوروبية كما شهد عام 2002 تنظيم كوريا الجنوبية واليابان لكأس العالم. وأحرز المنتخب الكاميروني أوّل بطولة في الألفية الجديدة بعد مواجهة قوية مع نيجيريا صاحبة الأرض، حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل بهدفين لكلٍّ منهما لتحسم ركلات الجزاء الترجيحية المباراة لصالح أسود الكاميرون، ونال الجنوب أفريقي شون بارتليت لقب الهدّاف ب5 أهداف. وضرب أسود الكاميرون بقوّة مجدّداً في بطولة أمم أفريقيا الثالثة والعشرين التي استضافتها مالي للمرّة الأولى في تاريخها عام 2002، وخطا الكاميرونيون بقوّة في هذه البطولة وصعقوا أصحاب الأرض في نصف النهائي بثلاثية نظيفة، فقابلوا المنتخب السنغالي الملقّب ب»أسود التيرنغا» وانتهى اللقاء بفوز الكاميرون بركلات الترجيح بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وهو اللقب الرابع في تاريخ الكاميرون. نسور قرطاج واللقب الأوّل وفي عام 2004 نظّمت تونس كأس الأمم الأفريقية الرابعة والعشرين، واستغلّ المنتخب التونسي استضافته للبطولة فظفر بأوّل الألقاب في تاريخه بالفوز في النهائي على منتخب المغرب بهدفين مقابل هدف، وشهدت هذه البطولة مشاركة منتخبات رواندا وبنين وزيمبابوي في النهائيات لأوّل مرّة في تاريخها. وتراجعت إلى حدٍّ كبير القوى التقليدية في هذه البطولة، فودّع المنتخب المصري البطولة من الدور الأوّل، بينما غادرت السنغال والكاميرون والجزائر المنافسات من رُبع النهائي، أما منتخب كوت ديفوار فلم يتأهّل إلى النهائيات من الأساس. ثلاثية تاريخية لمصر واستضافت مصر النسخة الخامسة والعشرين من أمم أفريقيا عام 2006، وكانت هذه البطولة تحديداً بداية لسيطرة تاريخية للمنتخب المصري تحت قيادة مدرّبه الوطني حسن شحاته الملقّب بالمعلم، الذي نجح في ترك بصمة تاريخية رائعة على صعيد التدريب، حيث إنه أصبح المدرّب الوحيد في العالم الذي يتمكّن من قيادة منتخب إلى التتوّيج باللقب القاري ثلاث مرّات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010. مصر 2006 البداية كانت في بطولة أمم أفريقيا عام 2006 والتي استضافها المصريون على ضفاف نهر النيل ونجح المنتخب المصري من شق طريقه بقوّة حتى وصل إلى المباراة النهائية والتي واجه خلالها أفيال كوت ديفوار وانتهى النهائي بفوز بشق الأنفس لأصحاب الأرض بركلات الترجيح (4-2) وذلك عقب انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي بدون أهداف. واحتل صامويل إيتو صدارة هدّافي البطولة برصيد خمسة أهداف. غانا 2008 استضافت غانا كأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين عام 2008 للمرّة الرابعة في تاريخها، ويعتبر الكثير من الخبراء والمحلّلين هذه البطولة هي واحدة من أقوى وأفضل بطولات كأس الأمم الأفريقية، نظراً للمستوى المرتفع والندية الشديدة التي شهدها معظم المباريات، وقدّمت منتخبات مصر وغانا وكويت ديفوار والكاميرون مستويات رائعة تأهّلت على إثرها إلى نصف النهائي، وتمكّن المنتخب المصري من إزاحة الأفيال الإيفوارية المرشّحة الأولى للقب وقتها بعد ملحمة رائعة في نصف النهائي انتهت بفوز المصريين (4-1) بينما أطاحت أسود الكاميرون التي لا تقهر بغانا صاحبة الأرض والجمهور بالفوز عليها بهدف دون ردٍّ. وعاد المنتخب الغاني وحصل على المركز الثالث كأفضل ترضية له عقب المستويات الرائعة التي قدّمها طوال البطولة تحت قيادة مدرّبه الفرنسي المخضرم كلود لوروا، وذلك بعد تغلّب المنتخب الملقّب بالنجوم السوداء على نظيره الإيفواري (4-2) واصطدم المنتخبان المصري والكاميروني في نهائي مرتقب نجح فيه المصريون في حسم اللقب عقب الفوز بهدف متأخّر سجّله نجم مصر محمد أبو تريكه فتوّج الفراعنة باللقب السادس في مسيرتهم. وسيطر مجدّداً الأسد الكاميروني صامويل إيتو على لقب هدّاف البطولة بعد أن سجّل خمسة أهداف خلال منافساتها. «أنغولا 2010» أقيمت كأس الأمم السابعة والعشرين في أنغولا الدولة الأفريقية الواقعة في غرب القارة السمراء والغنية بالبترول، وشهدت البطولة قبل انطلاقها أحداثاً مؤسفة، حيث أطلقت مجموعة مسلّحة منشقّة عن الحكومة الأنغولية النيران على حافلة المنتخب التوغولي التي كانت متّجهة برّاً إلى أنغولا لخوض منافسات المجموعة الثانية والتي جرت منافساتها في مدينة كابيندا، ما أدى إلى مقتل أحد إداريي البعثة التوغولية إضافة إلى إصابة حارس المرمى البديل، وبناء على ذلك أعلنت توغو الانسحاب من البطولة وغادرت البعثة، التي كانت تضمّ النجم الشهير إيمانويل أديبايور أحسن لاعب في أفريقيا عام 2008، الأمر الذي عرّضها إلى العقوبات من قبل ال»كاف» عقب ذلك. وانطلقت المنتخبات بمشاركة 15 منتخباً، ومجدّداً شهدت البطولة تألّقاً مُلفتاً وواضحاً للفراعنة الذين سعوا منذ مباراتهم الأولى في الدور الأوّل أمام نيجيريا، التي انتهت لصالحهم (3-1) إلى القبض على لقب البطولة لتحقيق إنجاز تاريخي يعوّض المصريين عن إخفاق التأهّل إلى نهائيات كأس العالم، التي استضافتها جنوب أفريقيا في منتصف عام 2010. وتأهّلت منتخبات مصر والجزائر وغانا ونيجيريا إلى نصف النهائي وتخطّت مصر الجزائر بسهولة عقب الفوز عليها برباعية نظيفة، بينما خطفت النجوم السوداء الغانية فوزاً صعباً من النسور النيجيرية بهدف دون ردٍّ. وفي النهائي تمكّن الفراعنة من الظفر باللقب للمرّة السابعة في تاريخهم عقب الفوز بهدف قاتل على غانا أحرزه المهاجم محمد ناجي جدو، الذي سطّر تاريخاً رائعاً في هذه البطولة لن يُنسى أبداً عقب تتوّيجه بلقب الهدّاف، بعد أن أحرز خمسة أهداف على الرغم من مشاركته كبديل في معظم المباريات التي خاضها في البطولة ليصبح بذلك ودون أدنى شكّ أفضل بديل في تاريخ البطولة السمراء. المُعجزة الزامبية عاد الاتّحاد الأفريقي مرّة أخرى إلى التنظيم المشترك، حيث أسند تنظيم بطولة أمم أفريقيا عام 2012 إلى الغابون وغينيا الاستوائية، وقد تكون الغابون معروفة بشكل عام في سجلّات الأمم الأفريقية، إذ أنها كانت قد شاركت من قبل في أربع بطولات، إلا أن غينيا الاستوائية الدولة الوحيدة في أفريقيا التي تتحدّث الإسبانية سجّلت بهذا التنظيم مشاركتها الأولى والوحيدة حتى الآن في النهائيات القارية. وأبرز ما مميّز بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة «كان 2012» هو غياب أبرز القوى الأفريقية الكبرى صاحبة الصولات والجولات في البطولات السابقة، حيث غابت عن هذه البطولة مصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا والكاميرون والجزائر، وعلى الرغم من ذلك فقد شهدت البطولة تنافساً كبيراً ومستويات راقية بسبب الأداء المتميّز الذي ظهر عليه العديد من المنتخبات الصاعدة مثل الغابون التي تأهّلت لربع النهائي والسودان التي حقّقت إنجازاً كبيراً بالتأهّل لربع النهائي لأوّل مرّة في تاريخها منذ زيادة عدد المنتخبات إلى 16 منتخباً، وغينيا الاستوائية التي تأهّلت إلى الدور الثاني في أول مشاركة لها إضافة إلى زامبيا التي قدّمت أعلى المستويات الفنية منذ بداية مشوارها في البطولة فتصدّرت المجموعة الأولى بقوّة برصيد سبع نقاط، ثم فازت على السودان بثلاثية نظيفة في رُبع النهائي قبل أن تحقّق كبرى المفاجآت بالتغلّب على النجوم السوداء الغانية بهدف نظيف فواجهت بالتالي الأفيال الإفوارية في المباراة النهائية. وفي النهائي ظنّ الجميع أن منتخب كوت ديفوار سيقبض بسهولة على البطولة، إلا أن لاعبي زامبيا ولقبهم «الرصاصات النحاسية» تمكّنوا من مفاجأة الجميع وجرّوا الأفيال إلى ركلات الترجيح التي انتهت بفوز زامبيا (8-7) وحصولها على اللقب الغالي لأوّل مرّة في تاريخها. حقائق تاريخية • منتخب مصر هو أكثر المنتخبات فوزاً باللقب برصيد سبعة ألقاب. • الكاميروني صامويل إيتو هو أكثر لاعب أفريقي يسجّل في مشاركاته المختلفة في النهائيات بإحرازه 18 هدفاً، يليه الإيفواري لوران بوكو الذي سجّل 14 هدفاً. • أكثر مباراة شهدت تسجيل أهداف هي مباراة مصر ونيجيريا والتي سجّل فيها المنتخبان تسعة أهداف وانتهت (6-3) لصالح مصر ولعبت في نهائيات غانا عام 1963. • أكبر فوز لمنتخب على الآخر كان في نهائيات عام 1970 في السودان، عندما فازت كوت ديفوار (6-1) على إثيوبيا. • أسرع هدف هو هدف المصري أيمن منصور والذي سجّله بعد 23 ثانيه فقط من بداية مباراة مصر والجابون في نهائيات تونس عام 1994. • أفضل هدّاف في دورة واحدة هو لاعب الكونغو الديموقراطية (زائير سابقاً) نداي مولامبا بتسجيله تسعة أهداف في البطولة التي أقيمت بمصر عام 1974. • أكثر اللاعبين مشاركة في النهائيات هو المهاجم المصري حسام حسن، الذي شارك في تسع بطولات (1986 – 1988 – 1992 – 1996 – 1998 – 2000- 2002 – 2004 – 2006 ) وكان الرقم القياسي مسجّلاً حتى عام 2004 باسم الان غواميني حارس مرمي كوت ديفوار برصيد 8 بطولات متتالية لعب خلالها 24 مباراة. • أكبر حضور جماهيري كان في إستاد القاهرة في المباراة النهائية لبطولة 2006 بين مصر وكوت ديفوار والتي حضرها أكثر من مائة ألف متفرّج.