هنا صوت الخضرا ولو أنني لا أملك وصاية على «الهاكا» في عهد هاك وأرى، وعهد خرجت فيه أصوات من قعر البئر بتراخيص استجابت في عمقها لدفتر التحملات قبل أن توجعنا لاحقا بشكلها بالهرطقات إلا من رحم ربي، فإنني أتمنى صادقا لو يحالف ملتمس وطلب الرجاء الحصول على محطة فضائية التأشير بالقبول.. تمني لا يجب أن يفهم خارج سياقه، لأنني لا أطمح لا في منصب ولا في برنامج ولاحتى في مأدبة خضراء، بقدر ما هو تمني منسجم مع ما تمثله هذه الخطوة من ثورة غير مسبوقة وحدث سيكون له ما له في قادم الأيام، بل سيشكل مرجعا يضع هذه الرجاء في خانتها العالمية التي تستحقها. لا أفهم في شكل المقاربات التي تفرضها الهاكا على طالبي هذا النوع من التراخيص، كما لا أملك فكرة عن الضمانات التي يمكن أن تتوفر في هكذا مبادرات، وكل ما أفهمه وأعرفه أن هناك فرقا أقل قدرا من الرجاء أو تحاذيها في القيمة تملك محطات خاص بها، وتملك قنوات تسمع صوتها ولا يوجد ما يضير في الخطوة. لو ينجح الرجاويون في بسط صوتهم فضائيا عبر الساتل والأثير، كما بسطوه فرجويا في الملاعب فإن هذا سيكون أهم ديربي سيكسبه الخضر في هذا القرن.. قرن المعلومة والإنفتاح وقرن التنكولوجيا.. لنتصور أنه للرجاء إذاعتها الخاصة وقناتها الخضراء، وللوداد محطته التي تتغنى بألوانه، كما قد يكون للماص والماط وكل الفرق التي شنفت الأسماع قبل وقت قصير بأن تتحول لمقاولات قبل أن تقرر إقفال دكانها، فإنه بكل تأكيد سنكون أمام موضة وشكل جديد قد يقنعنا بالفعل أن الكرة الوطنية والأندية على وجه الخصوص تلونت بلون الإحتراف.. مخطئ من يظن أن إحداث هذا النوع من المحطات سيعني إعدام باقي المنابر الأخرى التي تقتات من أخبار الرجاء والوداد، باعتبارهما القاطرة والرافعة.. ومخطئ من يتوهم أن حصرية الخبر وسبق المعلومة سيصبح في غير المتناول في حال أشرت الهاكا على الطلب بالإيجاب، لأن أكبر إضافة يمكن أن تقدم للمشهد الإعلامي وأكبر غذاء قد يناله منتسبو القبيلة هو أن يكون للرجاء قناته الخاصة به، بما قد تمثله من إناء للنقاش وتوسيع لدائرة الجدال والحوار وتجاذب الأفكار.. للأسف وهذه ثقافتنا التي نجد عسرا كبيرا في الهضم في التخلص من مرارها، فإننا نجد في مثل هذه الخطوات الغراندايزرية ما يشبه فيلما من أفلام الخيال العلمي في بعده الخامس، لأننا تربينا على خاصية إحتكار أخبار الرجاء وعلى الإنفراد بمتابعات الوداد وعلى ممارسة الوصاية على جديدهما، والكثيرون يتصورون أنه في حال إنبعثت هذه المحطة فإن الكثير ممن يزحفون على بطونهم سيبادرون لإسراع الخطا صوب تغيير المعطف بآخر يحمل الألوان الخضراء. هؤلاء الذين ينظرون حد أرنبة الأنف لا يفهمون أن وجود محطة تتكلم بصوت الرجاء معناه إشعاع آخر للقلعة الخضراء، معناه تسويق منتوج راقي من منتوجات كرتنا الجدباء، ومعناه أيضا تقريب العالم الذي يوجد جزء كبير منه لا يعرف عن المغرب غير مراكش وفاس والسردين، من كرتنا وناد من كبار سواعدها.. لست أدري لماذا يوجد عندي حدس كبير بأن الهاكا ستمنح الرجاء الرخصة لتثبيت أركان هذه القناة، حتى لا يضطر الفريق لاستعارة قمر اصطناعي خارج المغرب لإطلاق صوته، لأنه وهذا واقع لا يرتفع في زمن يتحرك بسرعة الضوء، هناك إمكانية كبيرة كي تكون للرجاء تلفزته الخاصة به حتى دون المرور عبر جسر الهاكا من خلال إطلاقها من خارج المغرب، غير أن حلاوة المشهد ستتدعم في حال حظي الطلب بالقبول، كي يتسنى للرجاء والرجاويين إبراز حنة يديهم بالشكل الذي يرتاحون له.. لو ينجح الرجاء في كسب هذه الجولة فإن هذا ثاني لقب سينضاف لبودريقة بعد الكأس، وخلالها لن يكون من بد أمام الوداديين غير التسريع بما قد يضمن تكافؤا في ديربي التواصل والإعلام. وإلى أن تظهر لنوايا الحمر طلعة، فإن أقرب تيفو للرجاء قد يحمل عبارة «بودريقة عالم جديد يناديكم..».