عاد المنتخب الجزائري إلى أجواء المنافسة في بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم، وذلك بعد فوزه الثمين على نظيره المالي بهدف نظيف ضمن الجولة الثانية لمباريات المجموعة الأولى من البطولة. جاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 43 برأس المدافع رفيق حليش، ليقتنص الفريق الأخضر نقاطه الثلاث الأولى في البطولة، فيما تجمد رصيد مالي عند نقطة واحدة من التعادل (4-4) مع أنغولا المضيفة في المباراة الافتتاحية للجولة الأولى، وأنعشت الجزائر آمالها في التأهل إلى الدور ربع النهائي بعد الخسارة القاسية أمام مالاوي (صفر-3) في أولى مبارياتها، وتبقى مباراة حاسمة الاثنين المقبل أمام أنغولا المضيفة. وثأرت الجزائر لخسارتها أمام مالي (صفر-2) في المباراة الوحيدة التي جمعت بينهما في الكأس القارية وكانت عام 2002 في مالي، كما هو الفوز السابع للجزائر على مالي في 14 مباراة جمعت بينهما حتى الآن مقابل 6 هزائم وتعادل واحد. لم ترتق المباراة إلى مستوى المنتخبين خصوصاً في الشوط الأول حيث ساد الحذر من الجانبين وغابت الفرص الحقيقية للتسجيل باستثناء أربع أو خمس فرص استغلت الجزائر إحداها وسجلت هدفها الوحيد. واندفع المنتخب المالي في الشوط الثاني بحثا عن التعادل مستغلاً تراجع الجزائريين إلى الدفاع ودفع مدرب مالي النيجيري ستيفن كيشي بجميع أوراقه الهجومية دون جدوى، فيما صمد الدفاع الجزائري ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه حتى الصافرة النهائية منتزعا فوزا ثمينا سيرفع معنويات لاعبيه المهزوزة بعد الظهور المخيب في الجولة الأولى. وغاب عن الجزائر لاعب وسط لاتسيو الإيطالي مراد مغني بسبب الإصابة ولاعب وسط وفاق سطيف خالد لموشية الذي انسحب من التشكيلة لأسباب عائلية بحسب الاتحاد الجزائري فيما تؤكد مصادر مقربة من المنتخب انه استاء من عدم إشراكه أساسياً في التشكيلة على غرار المباراة الأولى أمام مالاوي. وأجرى مدرب الجزائر رابح سعدان تبديلين على التشكيلة التي منيت بالهزيمة أمام مالاوي، فأشرك المدافع عبد القادر العيفاوي والمهاجم ياسين بزاز مكان سمير زاوي ورفيق صايفي. في المقابل، أجرى كيشي ست تبديلات على التشكيلة التي تعادلت أمام أنغولا، فاستبعد حارس المرمى محمدو سيديبيه والمدافع سليمان ديامونتينيه ولاعبي الوسط بكاي تراوري والحاج تراوري والمهاجمين مامادو باغايوكو وفريديريك كانوتيه. ودخل لاعب وسط برشلونة الإسباني سيدو كيتا أساسياً خلافاً للمباراة الأولى التي دخل فيها في الدقيقة 35، وشارك نجم يوفنتوس الإيطالي محمد لامين سيسوكو أساسياً بعدما غاب عن المباراة الأولى. وضغطت مالي منذ البداية على الدفاع الجزائري، وحصلت على ركلتين حرتين شكلتا خطورة على مرمى فوزي الشاوشي، بيد أن الأخير تدخل في توقيت مناسب في أولاهما في الدقيقة الثالثة، وأبعد حليش الخطر في ثاني الفرص في الدقيقة الخامسة. وفي الدقيقة السابعة كاد زياني يخدع الحارس المالي من تمريرة عرضية لمسها الأخير وارتطمت بالعارضة ومنها إلى ركنية، ثم غابت الفرص حتى الدقيقة 27 عندما سدد زياني كرة قوية من خارج المنطقة أبعدها الحارس دياكيتيه بصعوبة. ونجحت الجزائر في افتتاح التسجيل قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين عندما انبرى الاختصاصي زياني إلى ركلة كرة جانبية فتابعها المدافع حليش برأسه من مسافة قريبة على يمين الحارس دياكيتيه. وأنقذ الشاوشي مرماه من هدف التعادل في الدقيقة 54 عندما تصدى لتسديدة خادعة لنداي المتوغل داخل المنطقة وأبعدها إلى ركنية لم تثمر، بعدها بخمس دقائق كاد يبدا يعزز تقدم الجزائر من تسديدة قوية من 25 متراً مرت بجوار القائم الأيمن. ودفع كيشي بمامادو ديالو وكانوتيه في الدقيقة 62 مكان مصطفى ياتاباريه وتينيما نداي لتعزيز خط الهجوم ثم لعب ورقته الأخيرة عندما أخرج سيسوكو وأشرك لاسانا سانيه في الدقيقة 68. وفي الدقيقة 71 أهدر عبد القادر غزال فرصة ذهبية لإضافة الهدف الثاني عندما تلقى كرة عرضية داخل المنطقة من كريم مطمور لكنه تابعها برأسه فوق المرمى.