سأواصل البحث عن قناص وسعدت كثيرا لإنتقالات محترفي أوروبا بكلمات إختارها بعناية، واجه الناخب الوطني هيرفي رونار ممثلي وسائل الإعلام الوطنية في ندوة صحفية عقدها بقاعة الندوات التابعة لمركب الأمير مولاي عبد الله الجمعة الماضية، وحرصت خلالها «المنتخب» على توجيه أسئلة اللحظة لربان الأسود، الذي تحدث عن سبب غياب لاعب ديجون الفرنسي فؤاد شفيق، وعرج على موضوع المحترفين المغاربة بالخليج الذين قال أنه لم يسبق وأن صرح بأنه أخرجهم نهائيا من حساباته. وفي ذات الندوة ركز رونار على كيفية مراقبته لمنافسي المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم وبالأخص الغابون وكوت ديفوار اللذين سيفتتح بهما الدور الإقصائي الحاسم للمونديال، وأعرب عن سعادته بحسم مجموعة من اللاعبين المغاربة لمستقبلهم، بالتوقيع لأندية جديدة في «الميركاطو» الصيفي، وشدد على ضرورة البحث عن مهاجم يشغل مركز رأس حربة لتعزيز خط هجوم الأسود الذي ما زال يعاني من الخصاص. - قمت بإستدعاء المدافع يونس عبد الحميد من ديجون الفرنسي الذي ينشط داخله دولي مغربي آخر، هو فؤاد شفيق الذي لم توجه له دعوة الحضور رفقة المنتخب المغربي رغم بصمه على مستوى جيد، ما هي مبررات عدم إستدعائه؟ هيرفي رونار: صراحة أنا أتابع فؤاد شفيق مع فريقه ديجون وأراقب تطوره، لكنني أتوفر على نبيل درار كمدافع أيمن يقوم بدوره بشكل جيد، ورسميته لا تناقش داخل المنتخب المغربي وداخل فريقه موناكو أيضا. قمت باستدعاء يونس عبد الحميد لأنني أحتاج مدافعا أوسط يتوفر على إمكانيات كبيرة، كالتي يتوفر عليها هذا اللاعب الذي أنتظر منه الكثير، وبالعودة إلى عدم إستدعاء شفيق أظن أن عدم حضوره معنا لا ينقص من مؤهلاته، وسأواصل متابعته، شأنه كشأن باقي اللاعبين المغاربة الآخرين. - بعد الإنتهاء من إقصائيات كأس إفريقيا للأمم سيدخل الفريق الوطني إقصائيات كأس العالم، وسيواجه منتخب الغابون في أول محك، كيف تراقب هذا المنافس؟ هيرفي رونار: نشتغل داخل الطاقم التقني للمنتخب المغربي بشكل محترف، ولا نترك أي شيء للصدفة، سافر اليوم الإثنين مساعدي باتريس بوميل بإتجاه الكاميرون، لمشاهدة المباراة الودية التي ستجمع الأسود غير المروضة بمنتخب الغابون يوم غد الثلاثاء وإعداد تقرير تقني عنها، وقبله أوكلت أحد التقنيين لمتابعة مباراة الفهود التي أجروها أمام السودان يوم الجمعة الأخير. قبل السفر ل «فرانس فيل» بالغابون وقبل دخول غمار إقصائيات كأس العالم، أريد تجهيز منتخب مغربي قوي، ودراسة مستوى مختلف المنافسين، من أجل تحقيق نتائج إيجابية مثلما كان عليه الحال منذ قدومي للمنتخب المغربي. - لم تستدع لاعبين إنضموا لأندية خليجية، للمباراتين أمام ألبانيا وساوطومي، ويكون من الصعب أن تسقط لاعبين أساسيين من أمثال يوسف العرابي وامبارك بوصوفة، وبدرجة أقل عبد العزيز برادة في هذه الظرفية، هل فعلا أسقطت مغاربة الخليج من مفكرتك؟ هيرفي رونار: لقد أسيء فهم ما قلته عن لاعبي الخليج في فترة سابقة، صرحت بأنني لن أستدعي اللاعبين الممارسين هناك إذا ما تدنت مستوياتهم بشكل كبير، وطبعا الأمر لا يمكن أن يسري على اللاعبين الذين يحافظون على تنافسيتهم وجاهزيتهم للعب في المستويات العالية. أحرص دائما على مراقبة اللاعبين المغاربة الممارسين بالخليج، ومؤخرا تواصلت مع عبد العزيز برادة عقب مباراة فريقه الكبيرة أمام الجيش القطري برسم ربع نهائي عصبة الأبطال الأسيوية، والتي فازوا فيها بثلاثة أهداف لواحد، وسأراقب اللاعبين الأساسيين الذين أبانوا مع المنتخب المغربي على إمكانيات جد محترمة في الآونة الأخيرة كالعرابي وبوصوفة. الدعوة لم توجه للمحترفين بالخليج خلال المواجهتين أمام ألبانيا وساوطومي، بإعتبار أن المنافسة لم تبدأ هناك وستنطلق إبتداء من هذا الشهر، لذلك إرتأيت تجريب بعض الوجوه الجديدة قبيل دخول مرحلة الحسم، والتي يصعب فيها دائما وضع عناصر أخرى تحت الإختبار. - كيف تقيم إنتقالات اللاعبين المغاربة بأوروبا، وهل يمكن أن يشكل إنضمام بعضهم لأندية كبيرة قوة إضافية للمنتخب المغربي؟ هيرفي رونار: في الحقيقة كنت سعيدا لنجاح بعض المحترفين في أوروبا في الإنتقال لأندية بارزة، فمثلا حكيم زياش وقع يوم الثلاثاء الماضي لأجاكس، ولم تكن أمامه فرصة لكي يلحق بنا في ألبانيا، فطلبت منه الحضور مباشرة بعدها ليشارك معنا أمام ساوطومي. بدوره حسم يونس بلهندة حسم إنتقاله لنيس الفرنسي وهذا بإمكانه أن ينعكس على مستواه بحكم خبرته في الليغ1، وكذلك سفيان بوفال الذي جاور ساوثهامبتون، أتمنى أن تكون مثل هذه الخطوات مفيدة للاعبين وتنعكس بالإيجاب على حضورهم مع المنتخب المغربي، فنحن بحاجة للاعبين ينضمون إلينا وهم مرتاحون نفسيا لتقديم أفضل ما يتوفرون عليه من إمكانيات. - إستدعيت بعض الوجوه الجديدة كبوحدوز والناصيري، هل إقتنعت بمردودهم؟ هيرفي رونار: بالفعل إقتنعت بما قدمه يونس بوحدوز، فأمام ألبانيا المباراة لم تكن سهلة أمام منافس شارك مؤخرا في نهائيات بطولة أمم أوروبا، ونجح في لفت الأنظار إليه، ورغم ذلك تحركات هذا المهاجم كانت جيدة، شأنه شأن يوسف الناصيري اللاعب الشاب الذي يشق طريقه بنجاح، والذي حاولت منحه فرصة اللحاق بالمنتخب الأول، كما فعلت سابقا مع الشاب إريك بايي عندما جلبته للمنتخب الإيفواري ولم يكن يعرفه أحد أنذاك، وقد تابعتم هذا الصيف أنه وقع بقيمة مالية كبيرة لمانشستر يوناتيد. - وجهت الدعوة للاعب الفتح مراد بطنا الذي لم يشارك رفقة فريقه منذ مدة طويلة، ويعاني من قلة التنافسية، كيف تفسر هذا الأمر؟ هيرفي رونار: مراد بطنا منذ موسمين وهو يقدم مستوى رائعا مع الفتح، وكان لا بد من منحه فرصته لإكتشاف أجواء المنتخب المغربي في هذه الفترة التجريبية، لذلك إستدعيته رغم أنني أعرف أنه مطالب ببذل مجهود كبير في طريقة لعبه من الناحية الدفاعية. - لا يبدو أنك قد وجدت حتى الآن التوليفة المناسبة لخط الهجوم، وفي كل مناسبة تحاول تجريب بعض الوجوه؟ هيرفي رونار: سأواصل البحث عن مهاجم يلعب كرأس حربة، أتوفر على مجموعة من اللاعبين الذين يشغلون مركز وسط ميدان هجومي وفي الأطراف، لكنني لا أتوفر على حلول كثيرة في عمق الهجوم. المهاجم القناص يشغل بالي، لذلك حاولت منح الفرصة للناصيري وبوحدوز في إنتظار البحث عن مهاجم أو مهاجمين لتدعيم صفوفنا، عموما أحرص من خلال تعاملي مع اللاعبين على ضرورة إحترام الخصم كثيرا والثقة في الإمكانيات التي نتوفر عليها. - عملت على ضم مجموعة من الوجوه الشابة للمنتخب المغربي في فترة حاسمة وحساسة، هل هذا المعطى بإمكانه أن ينعكس بالإيجاب على مردود هؤلاء الللاعبين؟ هيرفي رونار: بإمكان اللاعب أن يكون شابا وبإمكانيات عالية، حاولت ضم بعض العناصر صغيرة السن للوقوف على مدى إنسجامها ومتابعة طريقة لعبها، فلن يكون مقبولا أن أجرب لاعبا شابا أمام منتخب كوت ديفوار في إقصائيات كأس العالم مثلا، لذلك حاولت في هذه الفترة أن أمد يدي لبعض العناصر التي أتوقع تطور مستواها مستقبلا للإعتماد عليها في الوقت المناسب. - ونحن على أعتاب إقصائيات كأس العالم 2018، كيف هي الحالة النفسية للاعبي المنتخب الوطني، وما مدى إستعدادهم لدخول المنافسة الشرسة للظفر بالتذكرة المونديالية الوحيدة؟ هيرفي رونار: صراحة ومنذ إلتحاقي بالمنتخب الوطني المغربي لمست رغبة لدى كل اللاعبين الذين تعاملت معهم لتطوير مؤهلاتهم، وهذا شيء أعجبني كثيرا في انتظار دخول غمار إقصائيات كأس العالم والتي أتمنى أن ننجح في تحقيق نتائج جيدة في المباريات الست التي سنخوضها. عموما بعد أشهر قضيتها مع المنتخب المغربي، أصبحت أثق كثيرا في إمكانيات اللاعبين الذين أتوفر عليهم، وفخور بالعناصر التي تتألق في أنديتها وتحضر معنا، وأتمنى صادقا أن نحقق المزيد من النتائج الإيجابية للكرة المغربية.