فرسان المتوسط بلا قيود حاملون شعار الوجود مرت سنة على لقاء الذهاب بأول حسابات المرحلة الأولى من نزالات المجموعة التي أصبح فيها أسود المغرب مؤهلون بالحسم المبكر، ونتذكر جميعا كيف كاد خيط الفوز يهرب منا لولا ألطاف الحظ الذي وقف سدا منيعا لهدف القادوري الوحيد، واليوم سيلعب الأسود بمعزل عن صداع الحسابات حتى ولو كان المنتخب الليبي اليوم بنفس صورة البداية التي أظهر فيها عجزه عن سباق الكل في مجموعة أريد لها أن يكون المغرب المؤهل الرئيسي، ترى كيف نقرأ تفاصيل الذاكرة بين لقاء الذهاب والعودة من سنة تغيرت فيها مجموعة من المعطيات. ذاكرة سنة تغيرت إن عدنا لأول نزال الأسود أمام فرسان ليبيا في 12 يونيو الماضي، ستسجل الذاكرة تغييرا كبيرا لهيكل الأسود مع الطاقم التقني أيضا والتشكيل رغم أن المباراة سارت على كثير من المخاوف بعد الهدف الوحيد الذي سجله عمر القادوري في الدقيقة 51 من تمريرة أمرابط الساحرة، وكاد بعده المنتخب الليبي أن يدرك التعادل في الوقت بدل الضائع، وما استحضره الزاكي الذي كان وقتها ناخبا وطنيا أن شكل منتخبا قائما على أبرز النجوم الدولية منها بأوروبا والخليج مع حكايا استرداد خرجة وتقديم فؤاد شفيق كوجه جديد يلعب لأول مرة مباراته الرسمية مع الإحتفاظ بالنواة المعروفة بخط دفاعي مشكل من لزعر يسارا وشفيق يمينا وبنعطية والعدوة في متوسط الدفاع وبوسط قشاش من منير عوبادي والحسين خرجة والقادوري كصانع ألعاب وثلاثي الهجوم من ياجور يسارا وأمرابط يمينا وحمد الله كقناص، وهذه التشكيلة هي التي واجهت ليبيا بأكادير قبل أن تعرف تفاصيل مرور سنة على لقاء العودة تغييرات جوهرية صنعت الكثير من الأمور على مستوى صناعة التأهل الذي عبره الأسود من بوابة الرأس الأخضر، وعلى مستوى تغيير الطاقم التقني بانتداب هيرفي رونار، وعلى مستوى الإختيارات التي همت قاعدة الأسود حتى وإن كانت التوابث حاضرة بنسبة عالية بين لقاء الذهاب ولقاء غد الجمعة وأبرزها الحارس منير المحمدي ولزعر وبنعطية ومنير عوبادي وأمرابط والقادوري الذين شكلوا نواة الزاكي في المباراة السابقة. الكونغو.. كان التجريب المسبق ولم تكن مباراة الكونغو الودية لدى رونار مقياسا للتغيير الذي أراد منه تنويع أدواته البشرية بمعزل عن ذات التغيير الذي قدمه نسبيا في مباراة الرأس الأخضر، لكون الرجل آمن بقدراته الإختيارية عامة لصناعة فريق وطني متكامل الأبنية ويحمل الإضافة متى شاءت الظروف، لذلك من خلال اختبار ملكات الجواهر التي يتمتع بها المغرب خارج الحدود وودية الكونغو التي عطلت على الرجل مقياس العرين في غياب المحمدي وبونو وخط الهجوم في شخص كل من بوفال وطنان للإصابة، كانت إشارة أخرى لحضور الرجل على مستوى العيارات التي كان يخفيها جانبا إلى حين تقديمها في الوقت المناسب وأبرزها كان لضغط الزمن مع انتداب الحارس الخروبي الذي أصبح من الآن ربحا إضافيا للمنتخب الوطني، مع تأسيس اختيارات جديدة في منظوره الخاص باستعادة لزعر في مكانه الطبيعي بالنظر إلى قلة تنافسية الكوثري، وتوثيق خط الدفاع ببنعطية وسايس للتجربة وقوة التنافسية الموجودة في سايس على داكوسطا مثلا، فضلا عن تدعيم ثنائي الوسط منير والأحمدي كرجلي أمان كبيرين في معادلة تمثين روابط القتالية الدفاعية والبنائية، وجعل القادوري من جهة أخرى الأداة الرابطة في صناعة القرار مع ثلاثي الرعد الهجومي أمرابط يمينا وزياش يسارا والعرابي كرأس حربة، وهذا هو الشكل من الإختيارات. الكونغو بكوطة ليبيا ويظهر رونار أشد حرصا للتشكيل الذي اختاره نموذجيا في مباراة الكونغو على أنه هو من سيكون ذات القناع الإختباري على مستوى الأدوار والركائز والشاكلة التي سيلعب بها أمام ليبيا أيا كانت الظروف التي لن تقيد الأسود بأي وضع على مستوى النتيجة لأنه مؤهل ولكن فرضية الفوز بتونس تحتم على رونار المزيد من الإرتقاء على مستوى الترتيب العام بالفيفا وتحسين المراكز التي يقال عنها كواحدة من شروط القيمة التاريخية لمنتخبات العالم وأفضل المراكز التي تسهل على المنتخب الحضور في القبعات الأولى، لذلك سيكون رونار قد كشف باب التألق من موقع مباراة ليبيا على أنها مباراة مفيدة في ترجمة القوة لدى الأسود في محاولة استعادة الذات الإفريقية وخلق مناخ تعايشي جامع بين أفراد المنتخب كل من زاويته الدولية، والكونغو التي فاز عليها المنتخب المغربي كان بروفة أصلية لنواة قائمة فعلا على أسس جديدة من الخيارات التي وضعها رونار بمعزل عن اختيارات مباراة الذهاب التي يغيب عنها اليوم كل من العدوة وخرجة وحمد الله وياجور كأساسيين في السابق، ما يعني أن رونار أحدث رجة فعلية ليس في التشكيلة الأساسية بل حتى في فيلق الأسود بصفة شاملة، ومن هنا ستظهر مباراة ليبيا بتونس على نفس الوثر الذي لعب به الأسود أمام الكونغو برغم أن المباراة الودية قدمت بالجودة خلال الأرباع الثلاث الأولى فقط. الفرسان بلا قيود ويظهر المنتخب الليبي اليوم بالمقارنة أيضا مع السنة الماضية مغايرا تماما لطبيعة الإختيارات التي مكنت المدرب الإسباني خافيير كليمنطي من تغيير الكثير من الأقنعة بين الحفاظ على ترسانة الفريق المحلي وعدم الاتكال على المحترفين رغم كثرتهم من دون أن يكون للرجل أي دور فعلي في اختبار الكثير من الرجال الذي يصنعون الحدث بأوروبا، وبين الفريق العائد اليوم من محنة عذاب موسم كروي أبيض وفي غياب أي تنافسية تذكر على صعيد المباريات الدولية، وحتى مباراته السابقة مع الأسود كانت على إيقاع فريق بلا مباريات وطنية في غياب البطولة طبعا وطيلة سنة بالكامل قبل أن تعطى إشارة انطلاق الموسم الكروي بليبيا بجولتين لا غير، ما يعني أن ليبيا أيضا ستكون أمام واقع منتخب بلا قيود لأنه منتخب مقصي ولن يلعب إلا لشرف اللعبة وسيقاتل رغم أنه لا يملك في جعبته مباريات دولية وأخرى ودية بنفس مقاس الوجوه المألوفة عدا البعض منها على مستوى الحضور المعروف وبالأسماء التي ترصع أندية الهلال والإتحاد والأهلي مع ملح محترفين قلة ليسوا على درجة عالية من التنافسية، ولكن حضورهم على مستوى الواجهة الإفريقية قد يعزز نسبيا من حضورهم التنافسي، ولكن مع ذلك تبقى قناعة كليمنطي هي تأسيس منتخب قائم على هياكل الأندية الليبية القوية في مسار تاريخها الحافل رغم مآسي الحروب القائمة بليبيا. حظوظ الفرسان خارج النص الحديث عن حظوظ المنتخب الليبي في المجموعة منعدمة على الإطلاق بالنظر إلى سباق الرأس الأخضر على موقع الرتبة الثانية إن هو فاز على ساوطومي وليبيا في المباراتين الأخيرتين، والحالة هاته أن تعزز هذه النظرية لأنه سيلعب بساوطومي ويستقبل ليبيا في أقوى حظوظ احتلال المركز الثاني الذي يصنف ضمن خانة المرشحين للتأهل في معيار الكاف التي تضع ثاني أفضل المجموعات كمؤهل رئيسيي، وهذا ما يلعب عليه الرأس الأخضر بشكل قوي على حماس المنتخب الليبي المفروض أن يفوز في المباراتين على المغرب والرأس الأخضر وينتظر تداعيات مباريات الأخير، لكن ما هو حاضر أن أسود الأطلس تجد نفسها اليوم أقوى من ليبيا على كل المستويات التنافسية والنفسية والذهنية مع الإرتياح الشامل نحو التأهل، ولذلك تبقى حظوظ ليبيا بعيدة المنال في سياق سباق غير مفيد أصلا، ولن يكون اللقاء بين الشقيقين سوى بروفة حماسية من الطرف المغربي لتحسين وضعه الدولي ومن الطرف الليبي الذي يأمل تأكيد الفوز الساحق الذي ضبط به ساوطومي بالرباعية والتي كان فيها المهاجم محمد زعبية المحترف بمولودية وهران الجزائري هداف الأمسية بثلاثية كبيرة ولكن للأسف لن يحضر أمام المغرب بالنظر إلى إيقافه بعد الطرد الذي لحقه في المباراة الأخيرة. كوموندو الفرسان وبدت لائحة المنتخب الليبي اكثر مرونة في الاختيارات المعروفة للمدرب كليمنطي وبخاصة عندما اعتمد على نفس الوجوه التي تؤثت اندية الاتحاد كالمدافعين المعتصم صبو وأسامة اشطيبة وطارق الجمل ورجلي الوسط المعتصم المصراتي ومنصور البركي والمهاجم مؤيد القريتلي، ونادي الأهلي طرابلس بحارسيه محمد نشنوش وأحمد الفيتوري ورجال الدفاع والوسط من قيمة سند مسعود ومحمد صولة وفؤاد التريكي والمهاجم محمد الغنودي من الأهلي طرابلس، وكذا أكرم الزوي وفيصل البدري وأحمد التربي وعبد السلام الفيتوري من الهلال، وهؤلاء جميعا كانوا أيضا موضع اختيار في مباراتي ساوطومي، في الوقت الذي شهدت اللائحة أسماء جديدة توجه لها الدعوة لأول مرة أمثال الحارس أحمد الفيتوري من أهلي طرابلس وأخرى عادت من جديد بعد غياب كالمهاجم عبدالسلام الفيتوري وأكرم الزوي، وإلى جانب هذا الكوموندو، إرتأى الناخب الإسباني تعزيز الترسانة بأربعة محترفين من أجل تقديم الإضافة بالنظر إلى خبرتها الإحترافية بالبطولات الأوروبية أبرزهم رجلي الوسط حمدو المصري ومؤيد اللافي المحترفين بسانطا كلارا البرتغالي والصادق الفيتوري المحترف بمانشستر يونايتد ومحمد المنير المحترف بدينامو مينسيك البلاروسي. التشكيل والشاكلة على صعيد أسود الأطلس من المنتظر أن يعيد رونار الحارس منير المحمدي إلى عرينه الرسمي مدعما بنفس الخط الدفاعي الذي لعب أمام الكونغو، إلا إذا طرأ جديد في الإختيارات مع تحصين الوسط برجلي القرار عوبادي والأحمدي وترجمة صناعة اللعب إما بالقادوري أو بوصوفة بالنظرة التي يراها رونار جوهرية في التحضيرات، وتوكيل نفس المهمة الهجومية للثلاثي المعروف زياش يسارا بحكم أنه أقنع رونار بمهارات خارقة وهدف ولا أحلى ومنح الدور القيادي الآخر لأمرابط الذي يبدو بأفضل حال مع المنتخب، ولذلك من المنتظر أن يحافظ رونار على توابثه المذكورة بشاكلة 4 – 2 – 3 – 1. أما المنتخب الليبي فقد يدخل بشاكلته المعروفة نشنوش كحارس وعبد السلام الفيتوري يسارا، وشطيبة والجمل في متوسط الدفاع والمعتصم صبو في اليمين، أما الوسط فسيتشكل احتمالا من محمد منير وابدري والمعتصم المصراتي ، على أن يلعب الهجوم بثلاثية الغنودي ومؤيد اللافي والصادق الفيتوري.