الرجاء البيضاوي البنزرتي التونسي: النسور يفتتحون ستارة العرب بقمة من لهب فاخر يخطط للعبور وحسم كل الأمور يعود الرجاء البيضاوي بأرمادته الجديدة وبأحلامه الكبيرة ليستهل إطلالته الخارجية عبر بوابة كأس الإتحاد العربي في نسخته الجديدة المنقحة، بعد أن غاب لفترة عن التباري عربيا وأرغم على التواضع قاريا. الرجاء الذي بصم على بداية صاروخية في البطولة الوطنية، يدخل غمار التباري عبر بوابة البطولة العربية وبلقاء فريق البنزرتي في قمة مغاربية تقترب من خصوصيات لقاءات الديربي. الرجاء يتطلع إذن لحسم كل الأمور ذهابا لتفادي مفاجآت لقاء العودة، والمنافس يقدم المعطيات ما يؤكد أنه في غير أفضل أحواله تقنيا على الخصوص، لكن حذار من رعشة القرطاجيين الذين غالبا ما يعقدون الأمور هنا. العالمي يعود عربيا الرجاء العالمي الذي صال وجال قاريا وعربيا وحتى عالميا، وبعد فترة خمول وتواري عن الأنظار يعود للواجهة العربية في أفق تهييء نفسه للمحطة القادمة قاريا وبعدها الرهان الكبير الذي رسمه وهو العالمية عبر كأس العالم للأندية، لذلك هي عودة للأصل وعودة فارس لحماه كما يقول مناصريه. الرجاء الذي سبق له وأن حمل درع البطولة العربية قبل نحو 7 سنوات من الآن، خطط كثيرا لهذه العودة وخطط عبر مدربه محمد فاخر ليس لمجرد الظهور وإنما لتقديم نفسه كواحد من الفرق الكبيرة التي تمرض وتشيخ لكنها لا تموت أبدا، على الرغم من أن الرهان العربي قد يبدو لمناصريه أقل بكثير من سقف الأحلام الذي تم تسطيره. الأرمادة الرجاوية في الحلة الجديدة وفي الثوب الجدي يبدو أنها عازمة كل العزم على التجرد من كل ماضيها القريب وتأكيد عودتها المشروعة كي تعلو بصوتها قاريا وتؤكد أنها رائدة كما كانت وكما ستبقى. أرمادة الرعب في محك التأكيد سمعة الرجاء الكبيرة والتي تفوق الحدود الوطنية، وسمعة الفريق الذي له شعبية جارفة حتى في المدار العربي، تجعل من كل منافسيه يتأهبون لمواجهته وهو كتاب مفتوح وليس لغزا غامضا. الرجاء جدد بطاريته وزيت محركاته ونظم صفوفه وتعبأ لموسم كل التحديات عبر انتداب أسماء وازنة هي الأجود وزبد البطولة، وكل ذلك بهدف البصم على موسم مختلف عن الذي سبقه حين فرط النسور في خمسة ألقاب دفعة واحدة (البطولة وكأس العرش وكأس الكاف وعصبة الأبطال الإفريقية).. أرمادة الأحلام وكتيبة الرعب التي أتت على الأخضر واليابس في البطولة والتي تحصلت على العلامة الكاملة، ستحاول تجريب المعدات في فاصل مختلف عربي هذا المرة أمام فريق له من التجربة ما يكفي لقياس الجاهزية والمناعة الخضراء، بحكم ما قدمه هذا الموسم في البطولة التونسية حين نافس الترجي على اللقب. فاخر لا يمزح شدد محمد فاخر وهو الذي مر من تونس مدربا للنجم الساحلي على قيمة المباراة وأهميتها ذهابا على وجه الخصوص، وعلى ضرورة الحسم في كل التفاصيل الصغيرة قبل لقاء العودة وهو الذي يدرك حجم الألغام التي تحيط بالمواجهات في تونس الخضراء. محمد فاخر الذي سبق له مواجهة فريق البنزرتي حين كان مدربا للفريق العسكري في نفس الموسم الذي توج من خلاله بكأس الكاف، أكد للاعبيه على أن طريق الثلاثية يمر عبر هذه المباراة الإفتتاحية وعلى أن الحسم بالأداء والنتيجة سيكون مؤشرا على منح أفضلية كبيرة للنسور في مشوارهم العربي. لذلك لن يعمد فاخر للمراهنة والمجازفة بقطع غيار من الصف الإحتياطي بقدر ما سيلعب بالتركيبة الرسمية والمثالية حتى وإن كان ينظر للقاء على أنه فرصة سانحة لتجريب بعض اللاعبين الذين تأخروا عن الدخول الفعلي في الأجواء (بورزوق الجيلاني القشاني والرحماني). مباراة الذهاب أمام منافس مشاكس وأمام فريق يتقاسم نفس الفلسفة والطابع مع الرجاء ومع فريق مؤكد لن يكون بالحاجز السهل عبوره وسيأتي للدار البيضاء للصمود والمباغتة وربح هدف للمناورة به إيابا. البنزرتي مشتت تقنيا منافس الرجاء لا يبدو واقعيا أو على الأقل هذا ما يبدو في الصورة، يبدو مشتتا على المستوى التقني في ظل رحيل مدربه ماهر الكنزاري اللاعب الدولي السابق، وأيضا في ظل إلتماس إسناد الأمور التقنية للمدير التقني للمنتخب فوزي الزواوي وهو ما يعني أن جانب الترقيع سيكون حاضرا في هذه المباراة. كما أن حارس الفريق الأول فاروق بن مصطفى إلتحق بالمنتخب التونسي لإجراء لقاء ودي أمام منتخب الفراعنة، وهو ما يقلص من حظوظ مشاركته في هذه المباراة. ومع ذلك يبقى حضور لاعبين من طينة الجزائري عبد المالك زياية وأحمد فرج مصلي كافيا للتأكيد على أن البنزرتي قد يشكل ذرعا واقيا في المباراة وسيكون صعب المراس. وبغض النظر عن المنافس والطريقة التي سيحط الرحال بها هنا في الدارالبيضاء، فإن الرجاء ومدربه وحتى جمهوره أكيد لا يقيمون حسابات لهذه القراءات وسيدخلون المباراة بهدف الحسم فيها بالنتيجة التي تخدمهم في رحلة الإياب، وهو ما ليس صعبا على العالمي الذي تعود على ركوب صهوة التحديات حتى وإن كانت في صورة المستحيل.