كلينطون بالبارادايس سرق عبد الإله أكرم مرة أخرى الأضواء من الجميع وحتى من الرئيس بناني، لأنه تعود على ما هو أكبر من ذلك بسرقة الأضواء حتى من رئيس الجامعة كلما اقتضت المناسبة هذا الإمتياز.. يبدو أن ظهر رئيس الوداد تملح أكثر والرجل صار أكثر نضجا ولم يعد يخش شيئا لا الطوفان ولا المانشيطات، ومسألة إدارة اللسان في الفم سبعة مرات لا تدخل في قاموس عراب فريق الأمة.. يعني أن مبدأ «هاك يا فم وكول» هي القاعدة وما دونها هو الإستثناء. خلال ندوة تقديم جمعية رؤساء الأندية بالدار البيضاء، إستمع الجميع لمداخلة بناني وهو يقدم صك البراءة لجمعية يتمنى أبو القاسم وحواريوه أن لا يكون خروجها من الخيمة مائلا، حتى لا يصادفها ما صادف نادي الكرتيلي وبنرامي في وقت من الأوقات.. لكن من توج نجم الليلة واستحق أوسكار الأمسية لم يكن سوى أكرم، الذي يسكت دهرا وحين ينطق فإنه يقول سحرا ولا يترك في المحيط ضجرا.. حاول الجميع استبيان حقيقة وواقع رئيس يترك قبعة الجامعة في الرباط، وما إن يصل مدار بوزنيقة حتى يستبدل القبعة والمعطف واللهجة من مهادن ومبارك لقرارات الهيأة التي ينتمي إليها، بأخرى تجعله يقولها ولا يمشي ليوجه غاراته وسهامه وكل العتاد الذي يحتفظ به للجامعة ومن والاها. أكرم لعن بعضا من رجال الجامعة وتوجه بأكف الضراعة وهو الذي لا ترد له دعوة لأنه مظلوم بحسب تقديره.. ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، كي «يلكيها الخالق للجامعة» ودعا على بعض أعضائها بقطع لسانهم ولولا أنه خجل من الحضور لتمنى لهم الجذام والجذري وباقي كل الأسقام.. يدافع أكرم بالرباط عن الجامعة ويتعهد بحفظ أسرارها انسجاما مع ميثاق الشرف الذي جعلته لجنته بدعة للمدربين المغاربة الذين حضروا للإستنطاق في الأسبوع المعلوم، وما إن يجد المجال خصبا أمامه للخروج من جلباب الكومبارس ليصبح بطلا فعليا، حتى يكشف عورات هذا الجهاز ليؤكد للعامة والحاضر يعلم الغايب على أن من كان بيته من زجاج، فلا يجب أن يضرب الأندية بالحجارة، لأنه قال أن الجامعة «غارقة فالكريدي» وعليها أولا أن تؤدي ما عليها من ديون قبل أن تنظف باب الفرق.. لست أدري لماذا إنبرى بناني لأخذ منصب الرئيس من أكرم، لأن إبن فاس لا يملك الكثير من أدوات رجل يشرب لبن السباع فجأة وبإمكانه أن يأتي على الأخضر (ليس الرجاوي بطبيعة الحال) واليابس لمجرد أن تقابله عدسات المصورين ويصبح وجها لوجه مع رجال الصحافة.. اللهم إذا كان بناني من أرانب السباق الذين أصبحوا موضة هذه الأيام.. دافع رئيس الوداد ونائب رئيس الجامعة ونائب رئيس جمعية رؤساء النخبة والنائب في هيأة الويفا، واللهم لا حسد على الرؤساء أكثر مما يمكن أن يتخيلوا، قال أنهم ليسوا «شفارة ولا قطاطعية» وسب كل من يتوجه لهم بالإساءة داعيا الجميع لتحيتهم والقيام لهم التبجيلا، لأن أبو القاسم وكل المعلمين كانوا أن يكونوا رسولا.. لولا أن السوسيين ثاروا على أبو القاسم الذي فضل التمركز في الرواق الثاني خلف بيجديكن ولم يعد رئيس الحسنية سابقا يجد حرجا في أن ينيط بالحديث العهد بناني ولا باقي الرؤساء الذين لم يكملوا الفطام، مهمة الرئاسة والقيادة ليبقى القيدوم والعميد في الظل بشكل غير مفهوم، إلا إذا كان يرى أن خريف العمر لم يعد يتيح أمامه فرص العراك واللجاج كما كان يجيدها في «الجي إن إف».. بعيدا عن الهزل المرافق لمواقف الرئيس الودادي، أكد أكرم أنه سيرفع قريبا لافتة موقعة بإسمه تطالبه بالرحيل، وسيلجأ بدوره لتقنية الإحتجاج على نفسه ومساءلة نفسه كي ينوب على الذين يتربصون به ويوفر عليهم كل التعب الذي يتحملونه.. المسألة مثيرة إذن في شكلها وجوهرها وتواجد من أصبح رئيس الجامعة يثق فيه ثقة عمياء بتمكينه من شرف انتداب مروض للأسود، ومن خوله صلاحيات مستشاره العالم بالكرة وأسرارها، في صف جمعية يجمع الجميع على أنها باختصاصات نقابة وتعارض الكثير من صلاحيات الجامعة، يقود لطرح سؤال عريض وطويل في الوقت نفسه وهو «اللي فهم شي حاجة برفع صبعو».. قفشات أكرم مع المصورين استمرت، وطالبهم بكشف مصير 30 ألف صورة التي إلتقطوها له، على أنه تساءل لماذا يصر الجميع على توجيه عدساتهم صوبه حين يكون بربطة عنقه الحمراء ولا تظهر على أعمدة الجرائد إلا الصور التي يكون فيها قبيحا كما قال ومكشرا، متجهما وواجم الوجه أي «شاعل».. ختمها أكرم وقال أنه ليس كلينطون كي يحظى بالمتابعة وتصويب الفلاشات، ووجه رسالة من تحت الماء للجميع ليهتموا ببودريقة لأنه المتصدر للترتيب و لأنه رئيس جديد.. يبدو أن أكرم ليس فعلا كلينطون كما قال، لأن كلينطون ينتمي للحزب الديموقراطي في واشنطن، في وقت غاب عن الجميع أن يسألوا أكرم عن نوع الحزب الذي يدين له بالولاء نجم البارادايس، وإن كان يبدو قريبا من الحزب الجمهوري بدليل أن كل جمهور الوداد يعشقه.. خلاصة الكلام.. مع أكرم «مش حتقدر تغمض عينيك..». منعم بلمقدم