بعدما نجح قطار الكوكب المراكشي في تجاوز الدورين التمهيدي والأول من منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد أن تخلص من فريقي الجيش البوركينابي وباراك يونغ الليبيري، سيواجه السبت القادم مولودية وهران بميدانها في أفق تحقيق نتيجة مريحة وإجراء مباراة العودة بأريحية داخل قواعده، لكن لفارس النخيل عين عن البطولة الوطنية التي يسعى من خلالها إلى التخلص من المراتب الأخيرة المؤدية للنزول للقسم الثاني وتأمين مكانته رفقة الكبار. العناصر الكوكبية مطالبة بالتعامل مع المباراة بكل حزم مع باقي المباريات التي تنتظرها لا سيما ضمن منافسات البطولة الإحترافية «اتصالات المغرب»، حيث أن النتائج التي وقع عليها الفريق متذبذبة ولا تعرف الإستقرار، فماذا أعد المدرب بنعبيشة لهذه للإستحقاق الإفريقي؟ فارس النخيل.. بين هواجس المحلي والقاري بعد الهزيمة التي لحقت الكوكب المراكشي أمام أولمبيك خريبكة لحساب الدورة 22 بملعب الفوسفاط، وجد الفريق المراكشي مضطرا للسفر إلى الجزائر لمواجهة مولودية وهران بالرغم من أن الفريق يسكنه هاجس البقاء بالقسم الأول، فليس له من خيار سوى تحقيق الإنتصارات للخروج من دائرة الخطر سيما وأن أندية عديدة تصارع للخروج من المنطقة المكهربة منها الكوكب والدفاع الجديدي وأولمبيك خريبكة والمغرب الفاسي وأولمبيك آسفي الذي إنجذب للأسفل. الكوكب وفي إطار مشاركته في الكأس القارية وبالنظر لرتبته في سلم الترتيب العام للبطولة الإحترافية يعيش بعض الإرتباك، لكن ذلك حتما لن يحد من عزيمة العناصر المراكشية التي سترحل لوهران تحت شعار انتزاع بطاقة التأهل والمنافسة على بطاقة العبور للدور القادم عن كأس الكونفدرالية. إثبات الذات والمراهنة الملغومة الفوز في مباراتي الذهاب على الفريقين البوركينابي والليبيري، واجترار الهزائم في مباراتي الإياب التي كادت أن تخرج الكوكب من الباب الضيق لمسابقة كأس «الكاف» لا يعني أن الفريق المراكشي يعول على ضمان التأهل بنسبة كبيرة والذهاب إلى أبعد مدى في المنافسة القارية، صحيح أن الكوكب وضع عبر الأدوار الإقصائية، لكن المباريات التي تجرى على مستوى هذه المنافسة وبخاصة شبه المحلية التي تجرى بشمال إفريقيا تتطلب عدم الإفراط في التفاؤل وتوخي الحذر، لذا وجب على العناصر الكوكبية أخذ العبرة من الدروس السابقة التي حصلت بواغادوغو ومونروفيا، وإذا كان عذر الفريق حين واجه أولمبيك خريبكة يوم الإثنين الماضي أن لاعبيه كانوا يفتقدون للتنافسية ومصابون بالعياء بسبب توالي المباريات، فإن الجماهير المراكشية اليوم لا يمكن أن تلتمس لهم الأعذار، وبالتالي من الواجب عليهم تأكيد أحقيتهم بالمشاركة القارية، وبالتالي تقديم صورة طيبة تليق بسمعة الكرة المغربية. ليس للكوكب مايخسره إعترف مدرب الكوكب حسن بنعبيشة بقوة الفريق الجزائري والعياء الذي دب في أوصال اللاعبين في الدورات الأخيرة من البطولة بسبب تأثرهم بضغط المباريات وتعاقبها، علاوة على الإصابات التي لحقت العديد من العناصر في التركيبة البشرية والتي انعكست سلبا على الأداء العام للمجموعة، لكنه لم ينزل يديه بل قال بالحرف بأن فريقه سيدافع عن كل حظوظه وطنيا وقاريا، ويبدو بأن عناصر المولودية ستراهن على ورقة الهجوم، مما يعني بأن الخصم سيلعب الكل للكل من أجل الفوز بفارق مريح من الأهداف تحسبا لمباراة الإياب بالمدينة الحمراء. وفي السياق ذاته، أكد المدرب بنعبيشة احترامه للخصم الجزائري، وكما قال فالأندية البطلة لا تخسر كثيرا خاصة داخل القواعد، لكن الكوكب يبقى مطالبا بفرض شخصيته على الخصم داخل رقعة الميدان، فهذا هو السبيل الأمثل لإنتزاع التأهل على أساس تحقيق نتيجة مرضية في مباراة الإياب، فلا يجب على العناصر الكوكبية منح الفرصة للخصم ليثق في مؤهلاته، فهذه هي الخطوة الأولى لكسب المباراة، وكل مجهود يحسب لفارس النخيل ويعود للجانب النفسي للاعبين دون إغفال الجانب البدني أيضا. الطريق إلى الدور القادم عبر وهران يقال بأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم كما في عرف «الكرة»، وإن كنا لسنا في الموقع الذي يسمح لنا بإسداء النصائح لمدرب من حجم حسن بنعبيشة لأهليته وللميزة التي يتمتع بها وهي إجادته قراءة الخصوم، فإننا على دراية تامة بأن مثل هذه المواجهات تبقى محيرة ويصعب اتخاذ القرار بخصوص الأسلوب الذي يمكن اتباعه، فهناك جزئيات بسيطة تغير مجرياتها لصالح هذا الفريق أو ذاك، لذلك يبقى من مصلحة الكوكب عدم الركون للدفاع، ولعب ورقة الهجوم لإرباك الخصم وعدم منحه الفرصة لكي يثق في مؤهلاته، لأنه حينها قد يشكل الخطورة باعتبار توفره على مهاجمين يتميزون بالسرعة. ولعل ما يمكن أن يجنب الفريق المراكشي صداع الرأس بمدينة وهران هو تسجيل الهدف، وهذا صعب المنال في ظل الدفاع المتماسك للفريق الجزائري، في حين إن فريق الكوكب يتوفر على كل المؤهلات التقنية والتكتيكية التي تمكنه من انتزاع التأهل من الملعب الأولمبي لوهران لكن شريطة تحلي اللاعبين بروح المسؤولية، والتعاون فيما بينهم مع تجنب الأنانية واللعب الفردي الذي يتسبب في ضياع المجهود والكثير من الفرص. البرنامج ذهاب دور ثمن النهائي لكأس الكونفدرالية الإفريقية السبت 9 أبريل 2016 وهران: الملعب الوطني: س18: مولودية وهران الكوكب المراكشي