لا تعتبر مباراة باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الانجليزي الاربعاء في ذهاب ربع نهائي عصبة ابطال اوروبا لكرة القدم, مجرد مواجهة بين ناديين من الاكثر ثراء في القارة العجوز, بل معركة شرفية بين قطروابوظبيالاماراتية. يجسد الفريقان هيمنة الثروات الاجنبية على كرة القدم الحديثة, الى جانب اندية اخرى على غرار تشلسي الانجليزي ومالكه الروسي رومان ابراموفيتش. ويقدر مجموع ما انفقه سيتي وسان جرمان على شراء اللاعبين اكثر من 5ر1 مليار اورو (7ر1 مليار دولار), وفق دراسات رياضية مختصة. تأتي المباراة في ظل علاقات سياسية باردة بين قطر التي ستستضيف مونديال 2022 والامارات العربية المتحدة التي تتخذ من ابوظبي عاصمة لها. وعن التنافس بين قطروالامارات, قال المشجع القطري محمد الجزالي: "نعم, يمكن القول ان هناك منافسة لمعرفة من هو الفريق الافضل. يمكن تشبيه ذلك بمحاولة التفوق بسيارتي "بي أم دبليو" على سيارة مرسيدس التي يملكها جاري". وتم توصيف المباراة بانها مواجهة بين "النفط والغاز" واطلق عليها البعض في وسائل التواصل الاجتماعي مواجهة "أبو دربي". من الواضح, انه من دون تدخل شرق أوسطي, لم تكن هذه المواجهة لتبصر النور, وخصوصا في عصبة الابطال. في ظل الملكية الخليجية, انضم سان جرمان وسيتي الى نخبة الاندية الاوروبية, وهو موقع غريب عنهما قبل ضلوع الاماراتوقطر. قبل شراء مجموعة قطر للاستثمار الرياضي النادي الفرنسي في ,2012 أحرز سان جرمان لقب البطولة مرتين وكأس الكؤوس الاوروبية مرة. يقدر انفاقه اكثر من 550 مليون اورو في صفقات الانتقالات لشراء اللاعبين. بفضل ثروات الخليج, هيمن سان جرمان على البطولة الفرنسية واحرز اربعة القاب متتالية, وهو يبحث عن التأهل للمرة الثانية في تاريخه الى نصف نهائي البطولة القارية المرموقة. كشف رئيس النادي القطري ناصر الخليفي, الذي يرئس ايضا شبكة "بي ان" الاعلامية, بصراحة ان هدف سان جرمان هو احراز لقب عصبة الابطال. على غرار الفريق الباريسي, احرز مانشستر سيتي اخر القابه الكبرى عام 1976 وتقهقر في الدرجة الانجليزية الثالثة في 1999 قبل شرائه من قبل مجموعة ابوظبيالمتحدة تحت اشراف الشيخ منصور بن زايد ال نهيان عام 2008. في غضون ثماني سنوات, ضاعف عدد القابه في البطولة وتوج للمرة الرابعة, وذلك بعد انفاق ادارته نحو مليار اورو بحسب تقارير لجلب نجوم اللعبة. بحسب "ديلويت", يعتبر سان جرمان راهنا رابع الاندية قيمة في العالم, بما يناهز 480 مليون اورو, وسيتي ليس بعيدا في المركز السادس مع 463 مليون اورو. اضاف الجزالي: "مشروع قطر اكبر بكثير. يساعد ذلك على تحسين صورتها بشكل فاعل خدمة لكأس العالم". يعترض كريس نيوبولد مشجع سيتي الذي يتخذ من الامارات مقرا له على ذلك, مشيرا الى استثمار الشيخ منصور في النادي والمدينة: "شباننا قاموا بالامر بطريقة مختلفة عن القطريين.. لقد جددوا شرق مانشستر, فالاكاديمية (اللاعبين) هي الافضل في العالم ربما. تظهر رغبتهم بالبقاء هناك لفترة طويلة, ولا يمكنني الجزم بان قطر ستفعل الشيء عينه". - صراع خارج الملعب - بعيدا عن كرة القدم, هناك جانب سياسي لهذا الصراع الكروي الحديث. في مارس ,2014 سحبت الامارات سفيرها من قطر اعتراضا على دعم الدوحة جماعة الاخوان المسلمين في مصر, بيد انها عدلت لاحقا عن قرارها. يرى كريستيان كواتيس من معهد بيكر في جامعة رايس للشرق الاوسط ان "العلاقات تحسنت بشكل ملحوظ منذ ذاك الوقت". اضاف: "امير قطر الشيخ تميم يزور الامارات بانتظام, وقد صحح علاقات وصلت الى ضغط غير مسبوق خلال حكم والده وفي اعقاب الربيع العربي".