قطار «جي 8» يبدو أن مسيري الأندية لم يستوعبوا الدرس القاسي الذي تلقاه حزب الحمامة ومعه وزير المالية السابق صلاح الدين مزوار، وهم يأتلفون في تجمع ثماني كانت الغاية التمهيد لابتلاع السوق الإنتخابية وربح كوطة عالية من المقاعد داخل القبة.. جرف ربيع الشارع العربي أحلام الحمام والجرار وكل البقية المباركة للخطة، ونبتت لحية لحكومة ما بعد الدستور فيما اعتبره كل الخبراء عقابا أكثر منه اقتناع بما يجري ويدور في فلك وفكر الساسة.. رؤساء الفرق لم يمهلوا علي المسكين كثيرا، وبمجرد أن عاد لحك رأسه بعد أن فك عقد اليوطي غيرتس، كانت هناك نقابة تعقد جمعها في الدارالبيضاء لتسويد احتراف الجامعة وأوراشها وكل الشانطيات التي أطلقتها.. ولأن الشائعة أصبحت عنوان المرحلة، فقد تسربت أخبار من الإجتماع «الفي أي بي» تفيد بأن الرؤساء تذكروا بدعة الكرتيلي كما سماها يومها بعض العلماء، وقرروا بعث ناديهم ليولد من جديد.. رئيس الجامعة إكتفى بالحوقلة وأيقن أن هناك من يأكل الغلة ويسب الملة، فابتسم وهو يعلم بمقاطعة فرق فاعلة لهذا الإجتماع، دون أن يدرك أن حضور رجاء الشعب ووداد الأمة يشبه الماء الذي ينوب عن التيمم، وحضورهما في مأدبة مثل هاته هو عنوان خطر بكل ألوانه.. في السياسة خسر «الجي 8» و لم يبلغوا النصاب الكافي كي يقطعوا الطريق على المصباح، لكن للرياضة أحكام مغايرة لتلك التي يتشبع بها الساسة وكلما اجتمع ثمانية إلا وكان الشيطان تاسعهم.. لذلك ظلت التقارير تصل تباعا للرئيس تضع أمامه تفاصيل الجمع بالفاصلة وأخواتها.. من المفارقات الغريبة أن يحضر أكرم النائب الكومبارس للرئيس الذي تحول لبطل هذه الأيام للإجتماع، وأن يغيب تشي غيفارا الرؤساء عبد الرزاق السبتي والذي ظل يوجه غاراته وسهامه صوب الجامعة ويدعوها لترك المفاتيح للقاعدة بإسم الشرعية، غياب السبتي فسره البعض على أن صاحب نور الدار فهم الدرس واستوعب حلقات العذاب التي تجعله يتحول نهاية كل موسم لسوبرمان وهو يبحث عن جمع نقاط يشتتها الحكام بتحالف مع البرمجة في بدايته.. في حين فسر البعض غياب السبتي على أنه انتصار للكرامة بعد حضوره ذات يوم جعله يغادر غاضبا بعد أن دخل للقاعة رئيسا محترما وخرج منها «كرابا» على رأي أحدهم؟ وبدا غريبا أن يتغيب أبرون وهو الذي بدأ بداية صعبة مع الجامعة الحالية باستحضار حكاية الشريط الذي قيل أنه انتقد فيه تصدير السيولة للخارج في وقت تموت فيه الفرق واقفة هنا بالبطولة، ليغير عراب الحمامة مواقفه انسجاما مع وضعه الجديد كبطل والبطل عادة يبارك ولا يقل لهما أف ولا ينهرهما.. غاب محمد شيبر المفروض أنه اكتوى بنار الفتح والجيش وكل الفرق التي فتحت دكانها للاعبيه لاستقطابهم بالجملة والتقسيط، وأهدر فرصة البكاء على أطلال نادي أبو خديجة ويلعن العقد وملحقاته وكل من أوحى بميلاده.. طبيعي جدا أن يغيب الفتح والجيش الملكي وأولمبيك آسفي وكل من يدور في فلك الأغلبية، ويقتصر الحضور على المعذبين في الأرض وعلى الفئة التي تحس بظلم الجامعة وذوي القربى..لكن أن تحضر فرق ظلت تأكل من يد الجامعة وتتلقى سلفات وقروض من تحت الطاولة، فهو ما يعني «اتقي شر رئيس أحسنت إليه».. أخذ منا موضوع غيرتس وقتا طويلا، وأيام الجامعة القامة يبدو أنها لن تكون كلها قمر 14، فالوزير صعد من لهجته وقال أنه عبد مأمور لتطبيق القانون بنواصيه ونصوصه مسفها حكاية وأسطورة «من الفوق».. والهواة يتأهبون في الكواليس كي ينفضوا عنهم غبار الغبن ليؤكدوا أنهم «بوعزيزي» الكرة وهم مستعدون للإحتراق ألف مرة بعد أن تعود جلدهم على لهيب النار، كي تعود الشرعية للقواعد.. وفرق الصفوة إنقسمت على أكثر من شعبة كل واحدة تلغي بلغاها.. أمام هذا الوضع يبدو مشهد البطولة الإحترافية على حافة الخطر، لأن تجربة شباط أكدت للجميع أنه اخترق الحواجز ورفع شعار «وليدات الشعب» ليظفر بمقعد سبقه إليه رجال المقاومة وبعض من رضعوا من ثدي حزب الإستقلال وماتوا وهم يحملون على نعشهم شعار الميزان.. شباط بدأ بالنقابة وبلغ سدة القرار بالتصويت والفرز، ومن يقود اليوم «قطار جي 8» أكيد يضع أمام عينيه كرسي الرئيس بإسم الشرعية والتحالفات التي تبدأ بجلسة، فابتسامة فرئاسة.. إنتهى الكلام.. منعم بلمقدم