إكتتاب لإقالة غيرتس لو وجد رئيس الجامعة الذي اعترف بلسانه وصنف تغليف راتب غيرتس بجلد الماعز أكبر غلطات حياته، حرجا في فك ارتباطه مع المدرب البلجيكي الذي يبدو أنه يعد المغاربة بحضور كأس بالمريخ وليس بالبرازيل كما هو في علمنا المتواضع، بدليل مواصلته العزف على وتر الوعود وتدارك ما ضاع لدرجة أنه لم يخجل من القول أنه سيفوز مع المغرب بكأس العالم في قمة الإستفزاز لمشاعر شعب وضع بين نار البنزين وثقب صندوق المقاصة وبين هزائم الفريق الوطني وفقايص مدربه المستورد. قلت لو وجد علي الفاسي الفهري ما يعجزه وخرج على الجمهور الكروي يدعوهم لمد يد العون له، حتى نجد مخرجا لورطة ونكتة بلجيكية سخيفة اسمها غيرتس، فإنه بكل تأكيد سيجد أمة مستعدة للمساهمة في إنهاء هذا السيتكوم الباسل الذي باع المغاربة وهما اسمه العالمية فنزل بهم للدونية. الذي جلب غيرتس ووصفه بالعالمي لم يكذب، لأنه لم يسبق لمدرب وأن تعلم في رأس الفريق الوطني الحسانة مثل ما وقع عليه غيرتس بمقصه الذي يحلق ب «اللي كاين».. و لا فرق بين العالمية والتعلام إلا بالتقوى وكرم الذين جلبوه. سيجد رئيس الجامعة عند مشجعي الفريق الوطني الذين هم من مسحوقي الشعب إستعدادا غريزيا وفطريا للتعاون، حتى لو كلفهم ذلك الإنخراط في اكتتاب يجمعوا من خلاله مؤخر الصداق الذي يرسل صديقنا وقططه وكل كلابه التي جلبها معه لأقرب منتزه ببلجيكا كي يكملوا فصول حكاية تشبه حكايات كليلة ودمنة بعيدا عنا.. الشعب الذي يصبح على زيادة درهمين في البنزين ويضحك ملء شدقيه في الشارع، ويفطر في اليوم الموالي على زيادة في أسعار مواد لم تشر لها لا الجريدة الرسمية ولا الحزبية، ويواصل فتح قشابته حتى تتسع لكل هذا الكم من الهم والغم، أكيد هو شعب مستعد لتقديم المزيد من التضحيات وتحمل أخطاء المسؤولين، وغايته الوحيدة هو أن لا يرى ظل و خيال مدرب حول الأسد الأطلسي لضرغام مريض تكالبت عليه كل حيوانات القارة من سنجابها لغاية فيلها العظيم.. وهزمته بلدان منها من يعيش المجاعة وأفضلها حالا يرزح تحت وطأة حروب أهلية ولا تنعم بالجنة مثل التي يعيش فيها غيرتس.. اليوم أمام الصمت الذي تفضله الجامعة واختارته منذ فترة طويلة شعارا لها لتجاوز الأعاصير، هناك حديث عن صندوق مقاصة استثنائي خاص لجمع ما يغني الجامعة عن تحمل كل الملايير التي طوقت الجامعة بها نفسها وأصبحت ملزمة بسدادها للعريس البلجيكي، حتى وإن كان هذا العريس بعيب خططي وأثبتت التحاليل المجهرية أنه يشكو من داء مزمن اسمه عقم الإبداع. عقم يجيز الطلاق بلا مصاريف نفقة.. نحن الآن أمام خيارين أحلاهما مر إن لم نقل نارين، إما الإبقاء على غيرتس والمداومة على أقراص تخفيف الضغط أو الزابينغ كلما حل موعد مباراة للفريق الوطني ومعه تحمل فاتورة الملايين السرية التي تدخل حسابه وتزيد من سمنته لتصيب موارد الشعب بالأنيميا، أو تطليق هذا المدرب طلاق خلع يجبرنا على أداء فاتورته بحسب المدونة الجديدة ونصوصها التي تلزم الجامعة بضخ ملايين من العملة الصعبة في جيب ابن الريكيم ومعها ترديد: «اللي ضرباتو يدو ما يبكي».. أعتقد جازما أنه لا الشهور التسعة التي تفصلنا عن مباراة تانزانيا ستكشف لنا قناعا ثانيا لهذا المدرب الذي سقطت كل أقنعته دفعة واحدة، ولن يكون ذلك المدرب القادر على التمرد على تواضع ومحدودية هما من صميم التجربة وضعف الزاد الذي لا يشترى بالشهور.. لذلك يبقى الحل الأكثر إقناعا حتى لو خرج خرجة وكل خوارج الكرة من علماء هذا الزمان ليفتوا علينا بالإبقاء عليه، الحل الذي يرضي هذا الشعب هو التخلص من غيرتس بطريقة تحفظ لكل الأطراف كرامتها، طلاق سيتيح للمدرب البلجيكي السفر في بلاد الله الواسعة لترويج بضاعته العالمية كما باعنا إياها قبل سنتين من الآن، وسيتيح لقبيلة الصحفيين وكل المهووسين بشأن الفريق الوطني التخلص يوميا من ملاحقة جديد مدرب يتقاضى راتبا يفوق ما تتقاضاه حكومة السيد بنكيران مجتمعة وما تقاضاه بطل أول بطولة احترافية بعدما ظل يلهث طوال السنة.. ومن يغريه ويعنيه الإشتراك في هذا الإكتتاب الذي يخفف بعض الشيء من وقع المكتاب، فما عليه سوى وضع نهج سيرته لدى الجامعة التي قد لا ترضى بمساهمة الجميع، لأنها تؤمن أن مدربا عالميا يستحق وداعا عالميا لا بصمة فيه لاكتتابات ولا كتابات شعبولا.. في مراكش حضر مهرجان الضحك وانتهى بتعادل أمام كوت ديفوار، وبالجامعة مهرجان الضحك سيتحول لمندبة ما لم يرحل غيرتس صاحب أسوأ نكتة في تاريخ تعاقداتها..