حين انتخب السيد علي الفاسي الفهري يوم 16 أبريل من السنة التي تقترب من طي صفحاتها قريبا، قال ضمن ما قاله وهو يعرض لستة محاور ذات أهمية في مشروعه الإصلاحي، أن مؤسسة الناطق الرسمي للجامعة الجديدة سترى النور، وستذيب كل الجليد العائم الذي حول المنتخب الوطني وشأنه لأرخبيل معزول، وستقرب المعلومة والخبر من الصحفيين لتصبح متاحة أمام عموم الشعب تلقائيا، وسيتم تكسير ذلك الجمود الذي ميز العلاقة بين الطرفين حتى أضحت الأخبار تلتقط وتؤخذ كونطربوند أي بالتهريب، كما وصفها ذات يوم العزيز أوزال· إستبشر الحضور خيرا وهللوا للمقدم الجديد، وتفرسوا بأي شكل وبأي حلة سيظهر، قبل أن يتوجسوا حين علموا أن من عين ناطقا ليس سوى أكثر الأشخاص المعروف عنهم أنهم ليسوا ببائعي كلام ومن الذين يقدسون مبدأ الصمت حكمة حتى لو كان كله نقمة أحيانا، وهو عبد الله غلام رئيس الرجاء· إبتلع الجميع غصة التعيين مع ريق الأمل مستحضرين مقولة اللهم العمش ولا العمى المعجونة بنظرية كثير ومداوم قبل أن يفاجأوا بأنه يمكن لأبي الهول أن ينطق على أن يحرك غلام لسانه لشرح وتشريح كثير من نوازل دار الجامعة في اجتماعات توالت وأرغمت الفهري على تعديل بسيط بالعرف وليس بالتشريع حين أناط بالوالي العلمي المهمة كي يروي ظمأ العطشى لمعرفة فكر القوم الجدد وأي تخطيط هم بصدد إنجازه· اليوم وفي الوقت الذي كثر فيه اللغط والضجيج، واختلط الحابل بالنابل والصحيح بالغلط في كركور أخبار تتواثر عبر اللاسلكي وبالهاتف النقال وتنسب للمصدر المطلع بلية العصر الجديد، الحاجة تدعو لخروج هذا الناطق الرسمي على رؤوس الأشهاد ليحسم الشك باليقين ويخبر الجميع كما تفعل الإتحادات الأخرى التي تحترم ذلك الكائن المغبون المسمى جمهورابجديد الناخب الوطني، ومن ومتى وكيف سيعين وهلم شرا من أسئلة المرحلة؟ لكن لا هذا ولا ذاك ليبقى باب الشائعة مفتوحا أمام الجميع· لذلك حين تحدث البعض عن سفر كريم العالم لإيطاليا لمفاوضة زاكيروني أو طراباطوني، كان كريم بتمارة وجواز سفره غير مختوم بأي طابع لبلاد السباكيتي ولم يبرح كرسي مكتبه ومع ذلك لم يخرج لا هو ولا الناطق لتكذيب الخبر· حين تحدثنا عن قدوم مانشيني لأحد فنادق الرباط وبالضبط يوم الإثنين 23 نونبر الماضي لمفاوضة أعضاء الجامعة، إنتاب صمت القبور الجميع ولا أحد نفى أو أكد· حين كتبت ولازلت مصرا على قولي بإجتماع الزاكي تروسيي ومورلان ببيت الزاكي وكان الأخير من استقل الثنائي لبيته بالبيضاء في جنح الليل وتقديم مورلان وتروسيي لتقرير إيجابي عن المدرب الوطني، ناب أتباع القرضاوي بفتاوي التكذيب والنفي وابتلعوا المقلب ولم يصدر من الجهاز الوصي ما يؤكد لم وما الداعي للإجتماع وخلفياته· حين خرج غيريتس بتصريح صريح لجريدة الرياض السعودية يعرب من خلاله عن رفض العرض المغربي لترويض الأسود، واصل ناطقنا هواية الصمت ولم يدافع عن كرامة منتخب جعل منه البلجيكي بضاعة كاسدة تعرض في المزاد ولا يوجد لها مشتري· حين نفا أحمد غيبي ومعه الولي العلمي علمهما بوجود لجنة يعهد لها بإختيار الناخب الجديد، و كان غيبي بآسفي ساعة كان يروج لإسمه بأنه في إجتماع في الرباط بغاية التعيين ومعه العلمي، كان الأخير يتنقل بين بلاطوهات البرامج ليقول أن آخر ما يتم التفكير فيه حاليا هو المدرب الجديد وكأن يقول للكل أولوياتنا غير أولوياتكم· وآخر الحالات وليس أخيرها سفر عبد الله غلام الناطق الشرعي للسعودية لحضور اجتماعات الإتحاد العربي للملمة الجرح العربي الذي خلفته موقعة أم درمان بين الإخوة العرب، وتحوير الرحلة على أساس أنها إنتداب لمفاوضة وتطييب خاطر غيريتس بعرض أفضل بتنازلات أكثر لتدريب الأسود، ولا ناطق ينوب عن الناطق الأخضر لتفسير الأمور أكثر· أمام وضع كهذا فيه كثير من الغموض وقليل من الصراحة، فيه من من اللبس ومن التعتيم ما يغني عن القول، أن ما تغير في الجامعة الجديدة هو الكاركاس فقط، أما الكارط ميموز فهي ذاتها، ألا يبدو أمر تعيين الناخب الوطني سر من أسرار الدولة المحكومة بمجاديل وأحزمة التكتم والتستر عن ما يجري ويدور؟ تحويل الأمر لسر وطابو للعبة الشعب الأولى مسألة غير ذات منطق، فإما أن نكون أو لا نكون، أن تكون الجامعة شفافة وواضحة أو تواصل ديماغوجية التمويه لغاية في النفس·