مع جيلي غابت الإمكانيات وحضرت الميداليات لم أنصف كبطلة شرفت الرياضة المغربية المنشطات آفة ناتجة عن الإنحلال الخلقي فياسكو لندن 2012 مسؤولية الجميع يجب إعادة ترتيب بيت ألعاب القوى الوطنية؟
من أسرة رياضية كبيرة ومن منطقة يتحدث شبابها لغة العدو وطي الكيلومترات جريا لتحقيق الإنتصارات التي علقت منذ القدم بأبطال نذكر منهم البطل الغازي وحدو جدور ومؤخرا مولاي إبراهيم بوطيب البطل الأولمبي لمسافة 10000م بمحطة سيول 1988. جاءت البطلة زهرة واعزيز التي هيمنت على المسافات المتوسطة والطويلة مدة طويلة رفقة أختها سلوى. السر في نجاحها والد مارس العدو الريفي وغيرة على مدينة والماس والنادي المحلي نادي الإنتماء وعلى القميص الوطني الذي جابت به ربوع العالم في البحث عن منصات التتويج كانت آخرها بمدينة الحمراء خلال البطولة العالمية للعدو الريفي حيث اعتزازها بذهبية على مستوى الفرق. زهرة واعزيز بعد الإعتزال دخلت عالم التأطير حيث عهد لها بتكوين البراعم الناشئة بالمركز الوطني لألعاب القوى بالرباط، إلا أن حبها لهذه الرياضة ورغبتها في رد الجميل لرياضة أبرزتها للعالم والنتائج الأخيرة المخيبة للآمال بمناسبة دورة لندن 2012 الأولمبية أشعرها بالخجل باعتبارها طرفا في معادلة إكتشاف المواهب وصقلها، رغم أنها توجد خارج دائرة ضوء المنتخب الوطني بحكم الإبعاد والتهميش. لذا أبت إلا أن تفتح لنا قلبها والإدلاء بما تشعر به من حزن ولأن الوسيلة الوحيدة لإسماع صوتها هو الإعلام الرياضي المتميز..
المنتخب: نعود بك إلى مشوارك الرياضي، هل كنت مقتنعة بالحصيلة؟ واعزيز: أظن أنه مشوار جد ناجح بكل القاييس، إذ أنني حققت كل ما تحلم به بطلة مغربية انطلاقا من التنافس المحلي والعربي والقاري والعالمي، لتبقى النقطة السوداء في مشواري غيابي عن دورة أطلانطا الأولمبية سنة 1996 بسبب الوعكة الصحية التي عانيت منها بعدما كنت قد حققت نتائج جيدة ومشجعة على صعيد بطولة العالم بإحرازي الفضة وأن البطلات زايو الرومانية وأوسلفان الإيرلندية شكلتا نقطة الضوء في دورة غبت عنها مكرهة. المنتخب: كيف إستفت من مشوارك الرياضي الناجح وكيف توظفينه لخدمة ألعاب القوى الوطنية؟ واعزيز: أظن أنني بلغت نسبة كبيرة من الأهداف التي سطرتها لنفسي، حيث دخلت مجال التكوين للمساهمة في بناء قاعدة ألعاب القوى الوطنية.. على مستوى مادي إستفدت جزئيا من المرسوم الملكي القاضي بإستفادة الأبطال من التوظيف على صعيد وزارة الشباب والرياضة، حيث صنفت في السلم الثامن عوض السلم 10 الذي يمنح لحاملي الذهب والفضة، لذا أسعى إلى تسوية وضعيتي وأتمنى أن أجد التجاوب مع الإدارة. المنتخب: على ماذا إقتصرت محاولاتك؟ واعزيز: إنني بصدد الإنخراط في مؤسسة محمد السادس لأبطال الرياضة والتي يترأسها السيد منصف بلخياط وزير الشبيبة والرياضة سابقا والتي من أهدافها مساعدة الرياضيين الأبطال على حل مشاكلهم. المنتخب: في نظرك ما هي أسباب تراجع المشاركة المغربية على مستوى المسافات المتوسطة والعدو الريفي خاصة بالنسبة للعنصر النسوي؟ واعزيز: كنت أتمنى أن نجد البديل في الجيل الذي كان في محطة الإنتظار من هؤلاء مريم العلوي السلسولي التي كان الجميع يتنبأ لها بمستقبل زاهر وأن تكون خير خلف، إلا أن مشكل المنشطات نسف كل المجهودات التي تقوم بها الجامعة مدعومة بعمل التقنيين والعدائيين وإن الأدهى والأمر أن إعداد هؤلاء الأبطال كلف الدولة غلافا ماليا خياليا. إلا أنني أجد نفسي عاجزة عن إبداء الرأي في مثل هذه القضايا بحكم أن هناك ذوي الإختصاص.. وما نتمناه هو أن تزول هذه الغمامة التي عكرت صفو ألعاب القوى الوطنية وأساءت إلى سمعتنا في الخارج. المنتخب: بوصفك إطارا يعمل في مجال التكوين على مستوى القاعدة، أين يكمن الخلل؟ واعزيز: المفروغ منه أن ألعاب القوى خاصة المنافسات التي تهم العدو الريفي والمسافات المتوسطة والطويلة تزخر بمخزون هائل من الكفاءات التي يمكن أن تشكل محطة العودة إلى القمة العالمية، إلا أن هناك عامل غياب الإستمرارية في بذل الجهد وانعدام الصبر وسوء التوجيه وقلة الوسائل خاصة بالنسبة للمناطق النائية وهي أشياء تحول دون تطوير هذه الفئة لمستواها والإلتحاق بالركب. المنتخب: المفروض أن نتغلب على كل هذه الصعوبات في إطار البرنامج الموضوع من طرف اللجنة التقنية التابعة للجامعة.. ونحن نعلم أن عددا من الأبطال استفادوا من هذا البرنامج منهم نزهة بيدوان وهشام الكروج أين هو مكمن الخلل في نظرك؟ واعزيز: المشكل يهم الجانب السوسيو رياضي باعتبار أن نزلاء المركز الوطني الذين تم انتقاؤهم من خلال حضورهم على المستوى الوطني والقاري والدولي جلهم جاء من العالم القروي ونسبة مهمة منهم تركوا الدراسة وبقي حبل الوريد بينهم وبين ضمان مستقبلهم الإستمرار في المركز، إلا أن ابتعادهم عن مناخهم وعن أسرهم يحدث عند أغلبهم عدم توازن يؤثر سلبا على مسارهم كعناصر ينتظر منهم المشكل. المنتخب: ما هي الحلول المقترحة؟ واعزيز: الحلول تنطلق من القاعدة أي الأسرة ثم النادي ثم المركز الوطني لمن تمكنوا من ولوجه عن قناعات.. وهنا تبرز المراكز الجهوية التي يمكن أن تساهم في إعداد هؤلاء العدائين للمرحلة الموالية. بالنسبة للحياة في المركز يجب أن تشكل فرصة لتكوين العدائين على مستوى دراسي أو مهني قبل المجال الرياضي وأن تكون المراقبة جد دقيقة.. وهنا يبرز دور الخبير النفساني لمواكبة العمل الرياضي. المنتخب: سمعنا الكثير عن المنشطات حيث حضورها داخل المركز، كما سمعنا عن اختفاء الأبطال عند حضور لجنة الكشف عن المنشطات، هل هذا صحيح؟ واعزيز: قلت من قبل أن الجانب التربوي والتوعية بخطورة التعاطي للمنشطات هو الأساس باعتبار أن التوعية هي أحسن وقاية ويجب أن تنطلق من المدرسة والنادي ثم المركز الجهوي، حيث نشهد الآن ظهور الحلبات بتوجيه من صاحب الجلالة ثم المركز الوطني.. هو موضوع شائك يهم جل بلدان العالم لارتباطه بالمنافسة والرغبة في الكسب وبحكم أن المنشطات يمكن تناولها في كل مكان وزمان يبقى ضروريا يقظة المسؤولين داخل المركز من إداريين وطاقم تقني وطبي. المنتخب: وأنتم كجيل بقي نظيفا حيث لم يسمع عنكم ضبط حالة للمنشطات، ما هو سركم؟ واعزيز: الوارد أن التعاطي للمنشطات موضوع ليس وليد الأمس القريب، بل عرف منذ سنوات عديدة، إلا أن التطور الذي عرفته الرياضة كرافد إقتصادي خاصة التنس وكرة القدم وألعاب القوى والتقدم الذي عرفه مجال التعاطي ورد فعل اللجنة الدولية لمحاربة المنشطات أظهر المشكل في صورة أوسع وأضخم. من جهة أخرى وهذا أجمل ما في الأمر كان جيلي لا يعرف ولا يثق ولا يؤمن بمفعول المنشطات وكل الإعتماد كان على التكوين والإعداد الرياضي والنفساني فقط. المنتخب: في خضم التراجع الكارثي الذي تعرفه ألعاب القوى الوطنية خاصة بعد انتكاسة لندن 2012، هل تشعرين أنت وجيلك من الأبطال الذين يتقمصون دور التكوين والتدريب بالمسؤولية نسبيا؟ واعزيز: مدة عملي في حقل التأطير التقني لا تتجاوز خمس سنوات وعملي هو التنقيب على المواهب في المهرجانات الجهوية والوطنية عبر كل أنحاء المملكة وهو العمل الذي يمهد لدخول العدائين للمركز الوطني.. دخول يعتمد على معطيات ومعايير تقنية حددتها اللجنة التقنية وعدد من نزلاء المركز العسكري ثم المعهد الملكي مولاي رشيد هم من الذين تم انتقاؤهم لهذا البرنامج، لكن بنسبة جد ضئيلة والسر في ذلك كون الأطر الذين سهروا على تحديد الأبطال من المستوى العالي لم يرافقوا منتوجهم في إطار استكمال التكوين والإعداد لمحطة أولمبياد 2012 ومن تم تخرب المشروع. المنتخب: هناك مشكل التأطير داخل المركز الوطني حيث غياب مخطط جماعي في إطار سياسة تقنية وطنية حيث نجد أن بعض العدائين لا يلتزمون بالخطط التقنية ويخضعون لبرامج يضعها وكلاء الأعمال.. هل هذا صحيح؟ واعزيز: هو مشكل رافق رياضة ألعاب القوى منذ ظهور أول النتائج التي لها طابعها العالمي حيث وجد الأبطال المتألقين أنفسهم مضطرين إلى وضع مخطط وبرمجة خاصة بهم بحكم البحث عن الإستفادة المادية، سيما أن وقتها لم تكن الإمكانات المادية متوفرة كما في الوقت الراهن لذا لا أفهم لماذا تستمر الظاهرة في حضور الحوافز المحلية؟ المنتخب: كيف ترى البطلة السابقة زهرة واعزيز مستقبل ألعاب القوى الوطمية؟ واعزيز: الأزمة في نظري تمس الرياضة الوطنية ككل وإذا كانت هناك حلول فستمس كل الأنواع الرياضية باعتبار أن التراجع جماعي وكلي، المهم أن نجد الوصفة التي تمكننا بالنسبة لألعاب القوى من تدارك الموقف وأن تنطلق من الأساس بدءا من سياسة تقنية وطنية تستمد قوتها من افتحاص وجرد للواقع الذي عشناه ومحاولة تصحيح المسار في إطار متغيرات، لابد أن تشمل المسؤول الإداري والتقني وتركز على الإختيارات للممارسين الذين هم حجر الزاوية سيما وأن الدولة تقف داعمة بدون قيد ولا شرط. حاورها: عبد الجبار والزهراء بطاقة البطلة زهرة واعزيز
من مواليد 20 12 1969 بمدينة والماس إقليمالخميسات. عداءة متخصصة في سباقات المسافات المتوسطة والطويلة والعدو الريفي. بدأت مشوارها الرياضي في أواخر سنة 1985 عندما إلتحقت بنادي والماس الذي أسسه والدها الذي كان مدربا لها. أول إنجاز للبطلة كان عند ما فازت بالبطولة العربية التي أقيمت بالأردن سنة 1987 وسنها لا يتجاوز 17 سنة. أول إنجاز عالمي كان بمناسبة بطولة العالم لألعاب القوى بمدينة كوتبروغ السويدية حيث فازت بنحاسية 5000. شاركت في الألعاب الأولمبية لدورة 1996 بأطلانطا وأقصيت بسبب العطب. شاركت في بطولة العالم التي أقيمت بمدينة إشبيلية الإسبانية واحرزت فضية مسافة 5000م 1999. فازت مع المنتخب الوطني بذهبية العدو الريفي خلال بطولة العالم التي أقيمت بمدينة مراكش. كما فازت بفضية نفس البطولة. حاملة للرقم القياسي الوطني في مسافة 1500م. والرقم العربي لمسافة 5000م و3000م. إلتحقت بالطاقم التقني الوطني منذ 5 مواسم.