ما قاله مدافع البارصا جيرارد بيكي وهو يقرأ فنجان كلاسيكو القرن الذي يتفوق حتى على نهائي كأس العالم في كثير من الأرقام والمقاربات (ملياري مشاهد ونجوم تصل قيمتها لمليار دولار ومباراة تساوي 37 مليون يورو تلفزيونيا)، قلت هو الصواب بعينه وهو الأساس الذي سيجعل الصدام يغلي على الجمر أن نخرج من الكأس أمام فريق درجة ثالثة مرة واحدة أمر مقبول، أما مرتين؟؟ حيث تركها خبيثة وماكرة وساخرة في تعابير الإستفهام المفتوحة أمام كل احتمالات الإستفزاز لمشاعر فريق ملكي ومعه رئيسه القوي بيريز الذي ضاع حلم الثلاثية لديه مبكرا، لأن أكثر من سيجعل اللقاء يحمل فوق السحاب والخيال العلمي في فصوله هو ذلك الخروج الصاغر لريال عملاق أمام كوركون نكرة، كما حدث الموسم الماضي أمام يونيون التي كان يقصدها بيكي بإيحاءاته، إذ أن غسل تبعات اللقاء العار بتعملق كبير في معقل كامبنو ومعه محو صورة السداسية ببرنابيو الموسم الماضي سيدفع مجرة النجوم والأحجار الكريمة الملكية لأن تخرج كل ما تملك من آليات الإبداع أمام فريق برشلوني لا يقهر وقيل أنه يتفوق على دريم تيم الهولندي كرويف· وبالتالي سيتسنى للنقاد ولمن هم متعلقون بدراسة أدق التفاصيل والجزئيات وتطورات اللعبة لبلوغ آخر اختراع وابتكار في منظومة الخطط والسجال التكتيكي والحوارات الثنائية، بين مدرب صاعد هو غوارديولا وخبير مجرب بليغريني الذي قد ترفعه القمة لعنان السماء كما قد تهوي به لحيث القرار السحيق والغياهب التي لا ضوء ولا أمل فيها· وحين يرد ألونزو نجم خط وسط الريال بأنه كباسكي وغاليسي سيسعد لو سجل بمرمى فالديس، لأنه ملكي المذهب، فهنا الرسالة دالة وموجهة للجمهور الكاطالاني الذي سيخصص ولا شك للاعب صوصيداد سابقا استقبالا يليق بتصريحاته هته، بإعتبار برشلونة ظلت فيما مضى تعتبر غالسيا والباسك حليفين إستراتيجيين لها، وألونزو مارق زاد من تأجيج مشاعر الثوريين ضده الشاعر لوركا بالمقاطعة الكاطالونية· كلاسيكو هذه السنة المتزامن مع عودة فلورونتينو بيريز الذي عكر صفو أفراح برشلونة بالثلاثية حين ظلت قصاصات الأخبار طيلة الصيف تتغنى وترصد تحركاته المريبة والمزعجة في سوق الإنتقالات، وهو يخطف بأرقام ومبالغ غير مسبوقة المحارات من أنجلترا واللآلئ من إيطاليا والجواهر من إسبانيا حتى إستكمل تشكيلة العقد الفريد لفريقه الملكي، ولم يضع سوى الفرنسي ريبيري لاعتبارات ندم ولا شك عليها أولي هونيس ورومينغي بعد ذلك، بدل أن يتابع ذات الإعلام إنجازا برشلونيا تاريخيا ومعه ولسوء حظ غوارديولا لم يروج ما تحصل عليه كمدرب يقتحم التجربة التدريبية في أول عام مع الكبار وبتفوق كبير· 250 مليون يورو التي صرفها بيريز بحسب الماركا ومقربيه لضم رونالدو ب 94 مليون وكاكا ب 64 مليون وبنزيما ب 38 مليون وغزافي ب 34 مليون وأربيلوا وألبيول بنحو 30 مليون وطبعا كل هذا باليورو، لم يكن سخيا وهو يطرح كل هذه السيولة في عز الأزمة العالمية سوى لغايتين (دحر برشلونة ذهابا وإيابا والعناق مع الكأس ذو الأذنين الطويلتين شهر ماي القادم ببيرنابيو)، وليبقى صبره على ما لحق الريال من عار أمام الكوركون على مانويل تحديدا مرهونا بأن يعمق من جائحة أنفلونزا الخنازير التي ضربت برشلونة (أبيدال وتوري) لأن أكبر أنفلونزا ستطال غوارديولا المسكين الذي نسي أن ذاكرة الجمهور قصيرة للأسف ومعه الإعلام، لأنه ذات الإعلام صنع منه عبقري زمانه قبل نحو 4 أشهر وهو ذاته (دون بالون) الذي بعد مباراة روبن كازان رسم له كاريكاتور كتلميذ غبي في مؤخرة الصف سيحضر أولى دروسه في تعلم اللغة· يأسرني حقا هذا الصدام بين ملكي إستعاد صدارته ومعه نجمه الذهبي كريستيانو رونالدو، وبارصا تعيش عصرها الذهبي في أكثر الإختبارات توازنا منذ سنوات بين الفريقين لإصدار أحكام القيمة بخصوص من الأفضل· كلاسيكو تسبقه تخوفات برشلونة من أن يكون مفعول الساحر الذي ترصد للمبدع البرتغالي قد بطل على أعتاب القمة ومعه سينقلب السحر على السحرة، ولكم أن تهضموا المشوي والكباب مع الكلاسيكو أو أن تصابوا بعسر الهضم بحسب طبيعة المذهب والعشق·