لن يجد الكثير من النقاد والمدربين أية صعوبة من أجل اختيار أفضل لاعب في العالم لعام2009، فيكفي أن يتابعوا المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، والتي تجمع مانشستر يونايتد الإنكليزي، حامل اللقب وبرشلونة الإسباني على الملعب الأولمبي في روما، لمعرفة «الملك» المتوج لهذا العام. وتشكل المباراة «الحلم» بين أفضل فريقين في أوروبا، فرصة لمواجهة أخرى بين المرشحين الأبرز لتلك الجائزة، وهما البرتغالي كريستيانو رونالدو، حامل اللقب ونجم مانشستر يونايتد، والأرجنتيني ليونيل ميسي، وصيفه ونجم فريق برشلونة. ولاشك أن الفريق الفائز بكأس دوري اأبطال أوروبا سيمنح نجمه فرصة شبه مؤكدة لنيل اللقب، لا سيما وأن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي يخوضان المباراة النهائية، وهما متساويان تقريبا في كل شيء، لأن الأول قاد فريقه إلى إحراز ثلاثة ألقاب هذا الموسم، وهي كأس العالم للأندية في طوكيو بفوزه في النهائي على كيتو دي ليغا الإكوداوري، ثم كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة، فبطولتي الدوري المحلي، في حين قاد ميسي فريقه إلى الثنائية المحلية (الدوري والكأس). ويعتقد كثيرون أن وصول برشلونة ومانشستر يونايتد للمباراة النهائية هو بحد ذاته ترجمة لتألق اللاعبين المستمر من الموسم الماضي. وترك رونالدو بصمة مهمة على أداء مانشستر لاسيما في الدوري الانكليزي، فحل ثانيا في ترتيب الهدافين بعدما ساهمت أهدافه المؤثرة في احتفاظ «المان يونايتد» بلقبه متساويا في عدد الألقاب مع ليفربول (18 لقبا لكل منهما). وسجل رونالدو 26 هدفا في مختلف المسابقات هذا الموسم، علما بأنه غاب لثلاثة أشهر في مطلعه بعد خضوعه لعملية جراحية في كاحله. وفي دوري أبطال أوروبا اقتحم جميع الأرقام القياسية فهو الأكثر لعبا (920 دقيقة) والأكثر تسديدا (65 تسديدة) والأكثر تعرضا للأخطاء (36 مرة) وهذا بحد ذاته يبرز المجهود الذي بذله في البطولة. ولم يؤثر «حلم الانتقال» إلى ريال مدريد الإسباني على تألقه، على الرغم من أن الأمر كان مدار أخد ورد منذ بداية الموسم، وحتى ما قبل أيام من المباراة النهائية، بعدما أبدى الإسباني فلورنتينو بيريز، المرشح لتولي رئاسة ريال مدريد الإسباني رغبة في التعاقد معه. وإذا كان كريستيانو رونالدو أعلن أنه حسم أمره بالبقاء في «أولدترافورد»، فإن الفوز بالبطولة الأوروبية قد يجعله يبحث عن تحقيق حلمه وإحراز الألقاب مع فريق آخر. من جهته رسم الأرجنتيني ليونيل ميسي لنفسه طريقا تصاعديا منذ انطلاق الموسم، وبدا للجميع أنه يمثل أكثر من نصف الفريق، حتى أن البعض ذهب للقول إن ميسي الذي يحتفل في الرابع والعشرين من الشهر المقبل ببلوغ الـ22 عاما مدين للمدرب جوزيب غوارديولا بالنجاح الذي حققه مع البارصا في عامه الأول بإحرازه بطولة الدوري وكأس إسبانيا والتاهل للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. ولعبت أهداف ميسي الـ37 (8 في دوري أبطال أوروبا توجته هدافا، و23 في الدوري و6 في الكأس)، وانطلاقاته الصاروخية وتمريراته الحاسمة دورا فعالا في التالق الذي عرفه «البارصا» هذا الموسم. فهو كان الأبرز في المباراة التي فاز فيها الفريق على ريال مدريد 6 - 2 في الدوري على ملعب «سانتياغو برنابيو» معقل الريال، كما صنع الهدف الثمين الذي سجله زميله إنييستا في شباك تشلسي الإنكليزي في الدقيقة الأخيرة من مباراة إياب الدور نصف النهائي، محرزا التعادل (1 - 1)، ليبلغ فريقه المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. ويدرك ميسي معنى التواجد في مباراة نهائية والشعور الذي يولده الفوز بالكأس، وهو ما ترجمه فعليا في نهائي كأس إسبانيا بتسجيله الهدف الثاني والفرحة الغامرة التي ظهرت عليه مع إطلاق الحكم صافرته. وحرمت الاصابة ليونيل من التواجد مع برشلونة في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام2006 أمام أرسنال الإنكليزي، والتي فاز بها الفريق الكاتالوني بهدفين مقابل هدف، كماغاب بعد6 أشهرعن نهائي كأس العالم للأندية في اليابان، والذي خسره الفريق بهدف أمام انترناسيونال البرازيلي. وخاض ميسي مع الفريق مباراة الكأس السوبر الأوروبية أمام إشبيلية، لكنه خسر المباراة (3 - 0). وقبل أيام من اللقاء أمام مانشستر، رفض ميسي عرضا من مانشستر سيتي الإنكليزي بدفع الشرط الجزائي في العقد الموقع مع برشلونة وقيمته150 مليون يورو، واجرا سنويا للاعب يصل إلى10 ملايين يورو.