لا تتركوا برشلونة تأتي مقلب كبير يدبر ضد ورش الجامعة الناجي الوحيد من سقف الظلام، وهو ورش البطولة خلال رمضان القادم بطنجة العالية.. القضية ستزداد حموضية أكثر من حموضية حريرة أسود غيرتس بحسب قراءة بعض المنجمين وكما تقول الشوافة، وستكون وجبة دسمة بعد إفطار أول أسابيع الشهر الفضيل. الحكاية وما فيها هو كون التهليل الذي يقابل به حضور ماكينة الحصاد المسماة برشلونة بكل كتيبة إعدامها، وبكل أسلحة دمارها الشامل المؤدى بالملايير لاستقدامها،ستضع أهم منتوجات الجامعة في حصلة حقيقية قد تحطم كل أرقام المتابعة على القنوات الوطنية، وتسرق الأضواء من كل الكاميرات الخفية المسلوقة والباسلة. مشروعية التوجس والتخوف من قدوم الفريق الكاطالوني، لا يندرج ضمن غطاء العنصرية ولا هو استباق للشر قبل وقوعه.. بقدر ما هي الغيرة والخوف من بهدلة لاعبي البطولة المساكين من بئس المصير الذي سينتظرهم أمام «تيكي- تاكا» لم يوقفها كبار أوروبا وحتى مورينيو إلا بعد أن سال له العرق البارد ونشف دمه قطرة قطرة.. لاعبو البطولة الإحترافية المغلوب على أمرهم سيحتاجون لعمرة ثانية للترويح هذه المرة، بعد عمرة كأس العرب لأنهم سيساقون للذبح لو أصرت الجهة المنظمة على استقطاب الجيش البرشلوني بكل أرمادته المدمرة، اللهم إذا كان هناك بند سري في اتفاقية العقد تلزم رفاق ميسي بكوطة محددة للأهداف وتوصي بتناول مضاد لفتح الشهية التهديفية قبل مواجهة المحليين عملا بنظرية القتل الرحيم.. لست أدري لماذا تبدو لي هذه المواجهة أشبه بسيرك كبير سيضع لاعبي البطولة المحترفين على الورق أمام طاحونة وإعصار مدمر لا يبق ولا يدر، وقد يجعلهم ستكوم من ستكومات رمضان لاختلاف الفارق الذي يلغي كل قياس بين الطرفين، كما تبدو لي المواجهة أشبه بمعركة بين الفيل والفأر أو بين ملاكم وزن ثقيل وآخر من وزن الذبابة أو الريشة وكل الأرطال الخفيفة الأخرى.. نحن مع استقدام برشلونة لعراك لاعبي البطولة، ومع حضور الريال لملاقاة الفريق البطل التطواني ومع انتداب بلباو لمواجهة الرجاء، في انتظار استفاقة الوداد الذي كان سباقا لهذه الصولات من سباته الصيفي الطويل، كي يستقدم لنا بدوره واحدا من عتاة الليغا في موسم هجرة السبليون نحو المغرب.. لكننا مع مقاربة تحفظ للكرة الوطنية ما تبقى لها من كرامة وسمعة وخوفا من أن ينال محترفو البطولة طريحة على شاكلة حصص كرة اليد، تقتل حلما جميلا إسمه البطولة الإحترافية في عيد ميلاده الثاني.. بعيدا عن التخوف من هوس الحصة الثقيلة التي ستجعل شركات الرهان تتبارى يوم المباراة في عرض تخمين النتيجة النهائية، هناك تخوف آخر أكثر مشروعية من الأول يرتبط بحضور هذا الفريق، لأنه بعد يوم المباراة سنردد ما رددته الصحافة الكويتية حين استقبل منتخبها الأول ريال مدريد، واكتشفت صحافة الكويت أن أبناءها إسبانيون بالتبني بعد أن شجعوا الملكي الذي هزم منتخب بلدهم، واتهمتهم بموالاة صدام المظلوم.. بطنجة سينقلب الجمهور الذي سيدفع فاتورة المشاهدة والتي تكفيه لنفقة شهر رمضان بأكمله، على المنتخب المحلي المسكين لأننا تعودنا هنا على مقاربة الغني يفعلها والفقير يؤدي نيابة عنه.. والمحليون سيؤدون فاتورة كساد منتوج غيرتس بأن يشجع كل من سيحضر المباراة، نجوم برشلونة بشكل سيجعل الموندو ديبورتيفو ودون باولون وكل صحافة الإسبان التي ستحضر هنا، لتتغنى يوما واحدا بعد المباراة بالنتيجة أولا «الشو» المسرحي ثانيا وغلة المليارين ثالثا ورابعا وهذا هو الأهم باستيلاب شباب المغرب وعشقهم لكل ما هو إسباني إيبيري.. وهو تسييس حقير لمباراة كرة لا علاقة لها بسلب مدينتين.. لقد أعذر إذن من أنذر.. فما أنت فاعل يا طوسي في هذه الوحلة البرشلونية، وكيف سيكون «لومبالاج» هذه الهدية الرمضانية المسمومة؟