يبدو بأن مكتب الرجاء قد أحس بدنو ساعة الرحيل مع انطلاق العد العكسي للجمع العام الذي حدد له يوم سابع يونيو القادم، وفي ظل وجود مرشحين جدد لمنصب الرئاسة من خارج المكتب الحالي وكذا المكاتب السابقة، وذلك إستجابة لنداء الجماهير الرجاوية التي طالبت في أكثر من مناسبة بالتغيير ومنح الفرصة لجيل جديد من الشباب المثقف من أجل تحمل المسؤولية، وبعد تقديم محمد بودريقة لترشيحه مرة أخرى للرئاسة الى جانب محمد الناصري وكذا نور الدين الصدوقي وعبد المجيد جلول إلى جانب وجود نية لدى كل من سعيد حسبان واغنينو لتقديم ترشيحاتهما كذلك، فان المكتب المسير الحالي ووعيا منه بأهمية المرحلة الحالية وبقوة المنافسين القادمين من خارج المكتب المسير فقد راهن مجددا على استجماع قواه وذلك بالإتفاق حول مرشح وحيد حتى لا تتشتت الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها أعضاء المكتب الحالي. وفي هذا الاطار جاء الإجتماع الذي عقده المكتب المسير يوم الخميس الماضي والذي غاب عنه الرئيس عبد السلام حنات في إشارة منه لترك الجمل بما حمل وعدم رغبته في مساندة أي طرف على حساب الأخر، وذلك عكس باقي الأعضاء الذين خصصوا هذا الإجتماع للبحث عن صيغة توافقية تمكنهم من الإتفاق على مرشح وحيد، هذا في الوقت الذي أعلن فيه نور الدين الصدوقي عن إمكانية إنسحابه لفائدة المقاول عبد المجيد جلول المزداد سنة 1967 وذلك بالنظر للتقارب الكبير في برنامجهما الإنتخابي. هذا وقد شهدت الأيام الأخيرة تجديد بعض المنخرطين لانخراطهم السنوي وهو ما يعني إرتفاع عدد المنخرطين في صفوف الرجاء مع اقتراب موعد الجمع العام ما يوحي باشتعال المنافسة داخل الكواليس على بعد حوالي عشرة أيام من موعد الجمع العام، وهي المهلة التي حددها المكتب المسير لاستقبال الترشيحات للرئاسة، مع أن البعض إحتج على هذا القرار بدعوى أن الجمع العام عادي وبإمكان أي منخرط مستوفي للشروط أن يتقدم بترشيحه للرئاسة أثناء الجمع العام، أي بعد انسحاب المكتب الحالي وتحويله لاستثنائي، هذا في الوقت الذي طالب فيه بعض المنخرطين من المكتب المسير تطبيق القانون وتمكينهم من التقريرين الأدبي والمالي قبل أسبوعين من الجمع العام حتى يتسنى لهم الإطلاع على تفاصيلهما وهو ما لم يحدث لحد الآن. ويروج داخل الكواليس أيضا مساندة عبد الحميد الصويري لترشيح محمد بودريقة ما دفعه لثني أحد المترشحين عن تقديم ترشيحه هذا في الوقت الذي فضل فيه المقاول عبد الحي بنشريف الودغيري عدم تقديم ترشيحه للرئاسة، وذلك بعد اجتماعه مع المنخرطين الذين تأسفوا كثيرا لعدم استيفائه لشرط الإنخراط لمدة سنتين وهو ما سيجعل ترشيحه ملغى بقوة القانون في ظل وجود مرشحين آخرين، ومع ذلك فإن بنشريف عبر عن استعداده لتقديم تجربته وخبرته وكذا إمكانياته المادية لفائدة الرجاء، وذلك من خلال الترشيح لعضوية المكتب المسير والعمل مع الرئيس القادم، خاصة إذا كانت الأفكار والطموحات تصب في نفس الإتجاه، وينتظر أن تعمل بعض الفعاليات الرجاوية على إقناع بودريقة على ضم بنشريف لفريق عمله، خاصة أن من شأن ذلك أن يضاعف من حظوظ نجاحه باعتبار الثقل المادي الذي يمثله بنشريف. وفي انتظار ذلك فإن كواليس الخضراء بإمكانها أن تحمل بعض المفاجآت قبل موعد الجمع العام الذي ينتظر أن يعرف نقاشا حادا ومنافسة قوية بين المترشحين للرئاسة سواء من الحرس القديم أو من القوى الجديدة الصاعدة التي تحظى بدعم وتأييد القاعدة التي تمثلها الجماهير الرجاوية التي طالبت بالتغيير وتعيش حاليا على أمل أن تتحقق هذه الأهداف والطموحات يوم سابع يونيو.