لأن وعد الحر دين عليه.. فإنني أعود لأعرض على أنظاركم أيها القراء الكرام الأرقام المخيفة.. والتي ستثقب ميزانية ماليتنا للسنتين المقبلتين. نعم أعرض أرقاما.. شخصيا لا أعرف كيف صادقت الحكومة السالفة عليها.. وعلى أي دراسة أو معيار تم تمريرها؟.. المهم تمت المصادقة بسرعة "حسي مسي".. ربما هو قرار سياسي!.. لأن العبد لله لا يقشع في السياسة.. هل هو غرض انتخابوي ؟ أشك لأن المسؤول عن هذه العملية لم تكن تهمه الإنتخابات التشريعية.. ربما كما أشرت سابقا.. بدأت العملية بنزوة.. فهمسة.. فالبيعة وشرية.. وأتمنى أن لا تكون كسلعة مشروع حانوتي.. وتعرفون جيدا أن «الحانوتي» عند الأشقاء المصريين هو حفار القبور.. وقبل أن أتابع تعالوا نكتشف ماذا قال الوزير الخَلَف في مشروع السَلَف الذي أكل الشكولاطة السوداء بأيادي وريث صناع العقارب.. وحتى إن كنت متأكدا أن سم العقارب أقل مضاضة من "قرصة" البلاطاير.. فلنقرأ.. ماذا قال الوزير الحالي عن مَرهم البلاطاير.. أو "البوماضة" التي اعتاد على ذهنها قبل اللذغة: «كما توصلت على أن جوزيف بلاتير يعرفني جيدا ويعرف لأي منطقة أنتمي.. وهي بنفس مواصفات المنطقة الجبلية التي ينتمي إليها بلاتير بسويسرا وبنفس العلو عن البحر».. وحتى لا أقف عند ويل للمصلين.. سأكمل كلام الوزير: «كما قال لي بأن ميزة الجبل التي نتمتع بها معا حاضرة فعلا في تفكيرنا ومنظورنا للأشياء».. كلام لثعلب يعرف ويدرس جيدا مقدمات فتح الشهية قبل الإنقضاض على فريسته.. ولأنني أقدر القدوم الحديث للسيد الوزير لميدان كرة القدم وعالمها علينا إخباره.. بذهاء وثعلبية البلاطاير.. وكيف يرفع هو وصقوره دائما فريسته لقمم الجبال.. ليرمي بها أرضا بعد أن "يريشها" فتصبح بدون أجنحة تهرب بها من المصيدة البلاطيرية وترضخ للأمر الواقع.. اليوم نحن مع الواقع المفروض والمرفوض ومن الصعب علينا أن نرفض هذه الكأس المُرة حفاظا على إسم المغرب.. وفقط نطالب بإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. بإعادة فتح باب "الشطارة".. وأن لا نكتفي بما قاله السيد الوزير للزميلين بدر الدين وفؤاد : «لا ننسى أنه تم الإلتزام مع الحكومة السابقة في هذا الشأن بأن العملية ستدخل المغرب في مصاف الدول العملاقة بعد فشله في تنظيم كأس العالم.. صحيح أن العملية مكلفة نسبيا ولكن إذا ما رفضت الحكومة هذه المؤشرات فعلينا أن نوقن بأن المغرب لن ينظم على الإطلاق أي تظاهرة دولية».. وهذا شانطاج بلاطير بامتياز!! ويضيف السيد الوزير: «أنا متفق معكما بأن تنظيم حدث رياضي بهذا المقاس العالمي مكلف.. ولكن علينا أن نعرف أيضا بأي ثمن سنتخلى عليه؟».. كلام جميل ومسؤول وقبل أن أجيب معاليه.. أذكره إن كانت العملية مكلفة نسبيا فقط ؟ فميزانية وزارته حسب حواره تبقى محدودة في ٪0.76 من ميزانية الدولة.. وهو المتخوف من تدبير ملف الطفولة.. ويشكو من قلة الموارد البشرية والمالية للوزارة.. فهل غابت عند سلفه هذه المخاوف.. والإرهاصات عندما همس الوسيط في أذنه وهما يأخذان صورة تفطيحية مع البلاطاير ؟.. أليس مستقبل طفولتنا أهم وأولى ونحن في عز الأزمة العالمية؟.. ألم يطرح سلفه السؤال على الوسيط.. لماذا تخلت الإمارات وبيترودولارها عن هذا التنظيم؟.. ولماذا اليابان بصناعته الثقيلة لفظ هذه الكأس العقيمة؟.. أليس 90 مليون دولار.. كافية لبناء مدن وقرى ومداشر ودور للشباب والعجزة.. وبيوت لليتامى والمحاجير.. ومحلات تجارية للفراشة لتنظيف شوارعنا من بضاعة «قربة» المتنقلين؟.. أعود للتعقيب على الإستفسار الإستنكاري للسيد الوزير: «بأي ثمن سنتخلى عن التنظيم ؟».. لا أحد السيد الوزير قال لكم تخلوا عن هذه الكأس الملعونة.. وخصوصا نحن كجريدة رياضية متخصصة.. نحلم بدورنا بتظاهرة كونية فوق أرضنا.. لكن بجلباب لا يفضح عوراتنا.. وببراد على قد سُكارنا... ولتذكيركم السيد الوزير.. فإن البرلمان البرازيلي طلب من البلاطاير العودة للطاولة وإعادة توزيع الحصيلة.. فقد كنت أتمنى أن تتقدم إحدى الفرق النيابية بالسؤال ومناقشته مع رئيس الحكومة بعد 100 يوم الأولى.. من باب الحكامة الجيدة؟.. لكن للأسف كان البحث فقط عن "خالف تعرف".. فاتضح أن مسؤولنا التشريعي يعيش فقط اللحظة الآنية.. ويجيبك على المستقبل "غدا.. لها مدبر حكيم".. تسعون مليون دولار فزُوج السيد الوزير.. يجب إعادة جدولتها مع البلاطير.. لا حرج عليكم إن طالبتم إعادة توزيع مداخيلها الإعلانية والتسويقية.. ومعهما حقوق النقل.. والمطالبة بالإعفاء من مهر وصداق الكأس التي ستؤديه الدولة بدون مناقشة «40 مليون دولار فزُوج».. علما أنه الجميع عافها ولفظها والدليل أن بلاطاير أسندها للمغرب قبل استشارة مكتبه التنفيذي وقبل التاريخ المحدد.. مسودة دفتر التحملات وأرقامه ها هي أمامكم ولو أنها لديكم.. والمرجو من أعضاء حكومة السيد بنكيران قراءتها القراءات السبع.. أما القراء الأعزاء فعليهم ملء إستمارة افتراضية «هل لدينا ثقافة وقدرة ملأ الملاعب المختارة بنسبة ٪85 حتى لو حضر الريال والبارصا.. وإن حضر الوداد والرجاء؟...». المطلوب ملئ ملعبين ل 43 و65 ألف مقعدا بنسبة ٪85 في المباريات الخمس الأولى وب ٪100 في الثلاث الباقيات الصالحات وبتذكرة تساوي 43 دولار أي 400 درهم في وقت لا تُملأ ملاعبنا حتى بالفابور.. ولو كانت مباريات الأسود.. فمن يضحك على الآخر؟؟. نعم نريد تنظيم تظاهرة دولية، لكن ليس على حساب جيب الشعب.. ونرفض العودة لسياسة المقدم والشيخ وفرض المدرجات على الشركات، من أجل سواد شوكولاطة بلاطاير.. فالمرجو من السادة أعضاء الحكومة أن يحدوا من النزيف قبل الإستنزاف.. فهل يمكننا تحصيل 17 مليون دولار من بيع التذاكر؟ كيف لنا أن نجد 6 مستشهرين ب 3 ملايين دولار لكل واحد.. وليس لهم الحق في عرض بضاعتهم بجانب بضاعة الفيفا؟ هي أرقام ننشر لكم خلاصتها كمقبلات لفتح شهية أصحاب الأرقام واللوجيستيك.. وكمسك الختام لموضوع أشبه بالعلقم نقول لكم أن السيد رئيس الفيفا أصبح ضيفا ثقيلا على المغرب. اللي علينا نشرناه وللحكومة واسع الحكامة!.