مواجهة ملتهبة في انتظار الكوديم بأعالي أبيدجان يدخل أن النادي المكناسي مرحلة الجد على مستوى منافسة كأس الاتحاد الإفريقي، فبعد أن اجتاز عقبة سيكونس الغيني في الدور الماضي بسهولة وفاز عليه ذهابا وإيابا، سيجد نفسه هذه المرة مطالبا بإخراج كل أسلحته في الدور المقبل ، ويكفي الوقوف على اسم الخصم القادم للتعرف على مدى صعوبة المباراة،إذ يبقى هو أسيك أبيدجان الإيفواري أحد الأندية الإفريقية المجربة وذات الصيت العالمي على مستوى التكوين، ما يؤكد أن النادي المكناسي سيكون في اختبار غير سهل ومريح. البداية الموفقة أكيد أن النادي المكناسي وقع على بداية موفقة، فرغم أنه لم يشارك منذ فترة طويلة في المنافسة الإفريقية إلا أنه استطاع أن يتأقلم بسرعة مع الأجواء، بدليل الحضور القوي الذي وقع عليه في أولى خرجاته، حيث فاز على سيكونس ذهابا وإيابا، التأهل بذات الطريقة أكيد سيكون له مفعول إيجابي على نفسية الفريق ككل وهو الذي كان بحاجة لهذا التأهل في ظل نقص تجربته الإفريقية خاصة أن جل اللاعبين وباستثناء عادل السراج يستشرفون لأول مرة الأدغال الإفريقية. ويحسب للفريق المكناسي أنه من الأندية التي تتسلح كثيرا بالحماس والعزيمة والإرادة، وقد ظهر ذلك جليا في المباريات الأخيرة التي يخوضها عن البطولة، حيث استطاع تسجيل مجموعة من النتائج الإيجابية، وهو السلاح المنتظر الإستعانة به في مواجهته الإفريقية القادمة. معنويات مرتفعة ينافس النادي المكناسي على جبهتين، الأولى على مستوى البطولة والثانية ضمن كأس الإتحاد الإفريقي، فعلى مستوى البطولة يظل هاجسه هو ضمان البقاء وتفادي النزول إلى الدرجة الثانية، وبالتالي يعتبر النادي المكناسي من الأندية التي قطعت أشواطا هامة في حملة المنافسة على بقائه في القسم الأول بعدما سجل فوزا قيصريا على ضيفه الوداد الفاسي، فوز ربما جاء في وقته، حيث سيمنح جرعات من الثقة للفريق المكناسي قبل نزال أسيك أبيدجان الإيفواري، ما يعني أن أشبال المدرب عبدالرحيم طاليب سيخوضون المباراة بنوع من الإرتياح وبكل ثقة وبدافع تسجيل نتيجة إيجابية، مؤشر يؤكد أن الفريق المكناسي تحسن أداؤه في البطولة خاصة بعد أن استطاع أن يجمع الكثير من النقاط الهامة في الدورات الأخيرة. أسيك بسلاح الشباب يبقى أسيك أبيدجان واحدا من الأندية الإفريقية التي تحظى بشعبية كبيرة داخل القارة السمراء، ولعل الشيء الذي يميز هذا الفريق أنه مشهود له بالعمل القاعدي والتكوين، حيث يعتبر الأسيك من بين الأكاديميات التي تنجب النجوم التي تتهافت عليها أكبر الأندية الأوروبية مثلما كان الحال مؤخرا مع الأخوين توري وزوكورا وسالومون كالو وجيرفينيو، الطابع التكويني يجعل الأسيك من الفرق التي تعتمد على اللاعبين الشباب، لذلك يبقى هذا الفريق الأبرز في الكوت ديفوار، بدليل أنه فاز ببطولة الكوت ديفوار في 24 مناسبة أما الكأس ففاز بها في 17 مناسبة وفاز بكأس عصبة الأبطال الإفريقية عام 1998 والكأس الإفريقية الممتازة عام 1999، ما يعني أن هذا الفريق وبعد أن توارى عن الأنظار قاريا فإنه يحلم أن يعود إلى الواجهة الإفريقية عبر بوابة كأس الإتحاد الإفريقي. هوفيت بوانيي الأمر هنا يتعلق بإسم الملعب الذي يحتضن المباراة والذي يسع لخمسين ألف متفرج، والأكيد أن هذا الملعب سيكون غاصا بالجمهور، خاصة أن هذا الفريق وإلى جانب أفريكا سبور يحظى بشعبية كبيرة في الكوت ديفوار، الأسيك يحتل المركز الأول ب 11 نقطة بعد مرور ست دورات على انطلاق البطولة في المجموعة الثانية، وهو مؤشر على أن هذا الفريق يتواجد في أفضل حالاته، إلا أن الهاجس الذي يقض مضجع الفريق هو الهجوم، حيث لا يسجل كثيرا رغم وجود مهاجمين جيدين من قيمة سيري ميشيل وديابيتي سامبا، واعتبر مدرب الفريق الفرنسي سيباستيان ديزابري أن الدفاع الجيد الذي يملكه فريقه سهل تنظيمه وإعداده بخلاف الهجوم الذي يحتاج إلى إعداد أكبر، ومع ذلك يبقى مدرب الفريق راضيا على أداء الأسيك في انتظار مواجهة النادي المكناسي، علما أن الفريق الإيفواري خاض مباراة إعدادية استعدادا للكوديم، حيث واجه أكاديمية ديالو الذي يشارك هو الآخر في كأس الإتحاد الإفريقي وفاز عليه بهدفين للاشيء. الكوديم والإختبار الصريح لا تمت المباراة الأخيرة التي خاضها النادي المكناسي أمام سيكونس الغيني بأية صلة للمباراة التي تنتظره أمام أسيك أبيدجان، إذ يبقى فريق العاصمة الإسماعيلية مطالبا بالإعتماد على أسلحة فتاكة من أجل مقارعة الخصم الإيفواري واجتياز عقبته الصعبة. الأجواء الإفريقية لن تكون غريبة على اللاعبين الذين تعرفوا عليها في مواجهة الدور الماضي أمام سيكونس الغيني، لكن أجواء الملعب ستكون مؤثرة بفعل قوة الخصم ورغبة جماهيره في عودة الفريق إلى الواجهة الإفريقية، لذلك يحضر هنا العامل النفسي والإعداد الجيد للاعبين من طرف المدرب عبدالرحيم الذي لن يفوته من دون شك هذاالمعطى الهام، وإن كان الأسيك سينهج خطة هجومية وسيحاول التسجيل أكثر من هدف تحسبا لمباراة الإياب، ما يدفع بالفريق المكناسي إلى اتخاذ كافة الاحتياطات الدفاعية من أجل التصدي للمد الهجومي المنتظر، دون التقصير في الجانب الهجومي وفق ما أكده عبدالرحيم طاليب الذي قال إن فريقه لن يقصر في الجانب الهجومي، خاصة أن أن أي هدف إلا وستكون له آثار إيجابية على مباراة الإياب اعتبارا لأهمية الأهداف التي تسجل خارج القلاع، هي معطيات ستجعل من المباراة إختبارا صريحا للمكناسيين، والأمل كل الأمل أن يعود أشبال المدرب بنتيجة إيجابية، مشجعة ومريحة قبل الإياب.