خطوات قليلة تفصلكم عن ريادة الكرة الإفريقية كل ليبيريا تعرف بودربالة الذي أتطلع للقائه يوما ما
إقصاء الأسود درس للمستقبل لأنكم تملكون جيلا موهوبا البطولة المغربية حققت طفرة مهمة وستكون نموذجا للإحتراف بالقارة ألقابي وجوائزي مثل أولادي لا أفاضل بينها تفرغت للسياسة لأني أعكس نبض الليبيري الفقير هو واحد من الأساطير التي أنجبتها القارة السمراء، حيث تألق عرضا وطولا في ملاعب إفريقيا وأروبا، ونال ألقابا سيظل التاريخ يحفظها له.. صنع ألمعية بإمارة موناكو. رسم التفوق الإفريقي في أجمل إمارات العالم قبل أن يلحق بالعريق ميلانو في بطولة الكالشيو التي كانت تضم أبرز ينازك الكرة العالمية. إلتحق بفريق كابيلو وأريكو ساكي وأنسى جمهور السانسيرو الهولندي فان باسطن. أهدافه العالمية، روائعه مراوغاته جعلت من جورج ويا القلادة الإفريقية التي تساوي الملايين في سوق اللاعبين العالميين، أكد قيمته كنجم خارج التصنيف بقيادة منحته المتواضع بكأس إفريقيا وبعدها إختار السياسة دفاعا عن مبادئ الجمهور الفقير الذي رسم له ثمثال الحب.. تابعوا حوار الأسطورة.. - المنتخب: لنبدأ هذا الحوار بهذا السؤال، أين جورج ويا الآن؟ ويا: بعد مشوار طويل مع كرة القدم، تحولت لعالم السياسة، حيث أسست حزبا سياسيا وسبق لي أن خضت غمار الإنتخابات بليبيريا بلدي الذي تعلمت فيه أبجديات الكرة ضمن فريقي الأصلي أنفنسيبل ضمن حواري العاصمة مونروڤيا. - المنتخب: فاز الوداد البيضاوي على أنفسيبل بهدفين للاشيء وقد كنت متواجدا بالملعب، ما هي إنطباعاتك في هذا الصدد؟ ويا: لقد كانت النتيجة منطقية بحكم خبرة الوداد البيضاوي الذي لعب نهائي كأس عصبة أبطال إفريقيا ولتباعد مستوى اللاعبين، تعرفون أن الكرة الليبيرية غابت لسنوات عن الساحة الإفريقية لأسباب الحرب التي عرفتها طيلة 12 سنة الماضية، ما يعني أن جميع المرافق في طور الإنجاز والتهييء.. لقد لعب الوداد البيضاوي بأسلوب حداثي يعتمد على التكتيك ومدربه بينيطو فلورو الذي أعرفه جيدا إستطاع أن يضع الوداد في سكته الصحيحة، راقني جدا أداء لاعبي الوداد البيضاوي وهذا يؤكد بأن الكرة المغربية التي ظلت متوهجة إفريقيا لسنوات ما زلت تحافظ على هذا التوهج.. الوداد يستحق الفوز وأنفنسيبل أمامه الوقت ليرتب صفوفه ويكفيه فخرا أنه خاطى هذه التجربة. - المنتخب: كيف وجدت الوداد البيضاوي وأنت الذي خضت معه الحصة التدريبية الأخيرة؟ ويا: الوداد البيضاوي فريق كبير بتاريخه وألقابه وقد شهرت باعتزاز كبير وأنا أشارك معه في حصة تدريبية ووجدت اللاعبين يتوفرون على إمكانيات تقنية جيدة.. لن أنسى تلك اللحظات الجميلة والرائعة وأنا أتبادل الكرة مع اللاعبين وعندما تحولت إلى حارس مرمى. - المنتخب: لنعود معك إلى الوراء، ماذا تحتفظ في ذاكرتك بخصوص المنتخب المغربي؟ ويا: المغرب ظل لسنوات منجما كبيرا الصنع اللاعبين الكبار الذي تألقوا في كل ملاعب إفريقيا وأوروبا، هناك العديد منهم أثبتوا أنهم سفراء حقيقيين لإفريقيا، وشخصيا كنت مولعا باللاعب الكبير العربي بنمبارك الذي سمعت عنه الشيء الكثير في فرنسا عندما لعبت لباري سان جيرمان ومارسيليا وحدثوني عنه، وشدني في شوق كبير لرؤيته لكن مع كامل الأسف توفي منذ سنوات وقد شاهدت صوره مع فريق مارسيليا عندما كان لاعبا له إنه جوهرة فعلا، وقد شرفنا نحن الأفارقة، ثم يأتي الإسم الخالد عزيز بودربالة الذي أمتعنا وجعلنا كأفارقة نحبه حتى النخاع، لقد كان سفيرا فوق العادة. أتذكر أنه أمطر منتخب ليبيريا في الثمانينات بثلاثة أهداف دفعة واحدة من أصل الخمسة التي فاز بها الفريق الوطني المغربي في نفس الملعب الذي أجرى فيه الوداد مباراته ضد أنفنسيبل فلو قمت باستطلاع هنا بليبيريا وطرحت رسم عزيز بودربالة لوجدت كل الليبيريين يعرفونه جيدا وأقول لك لو ظل بودربالة يلعب حتى نهاية التسعينات لفاز بالكرة الذهبية لأوروبا، لقد كان ممتعا في أدائه عندما لعب لماطرا راسنيغ وشخصيا إستمتعت بأسلوبه في المراوغة وتمرير كراته الحاسمة، إشتقت لرؤية بودربالة وأملي كبير لو زرت المغرب في مباراة الإياب أن أتقي به لأنني لسنوات طويلة لم أره.. يذكرني بالزمن الجميل، ولن أنسى أيضا ملحمة 86 عندما تعملق فيها الفريق الوطني المغربي أمام عمالقة الكرة بأوروبا وشرفنا كثيرا نحن الأفارقة لذلك أكرر، وأقول إن الكرة المغربية كانت هي لبوابة الحقيقية لأوروبا لمعرفة إفريقيا، إذ أن المغرب كان وما يزال يتوفر على ملاعب جيدة، في الوقت الذي كانت فيه إفريقيا تفتقر لها.. - المنتخب: هل سبق لك زيارة المغرب؟ ويا: مع كامل الأسف لا.. لقد توصلت بعدة دعوات في هذا الصدد لكن الظروف لم تسعفني، لكنني عازم هذه المرة على زيارته بعد أن تلقيت دعوة رسمية من الوداد البيضاوي على خلفية المكالمة الهاتفية التي جرت بيني وبين السيد حفيظ أكرم وقد سعدت كثيرا لهذا الإهتمام من بلد أحببته منذ أن عرفته. - المنتخب: كيف وجدت الفريق الوطني الذي شارك مؤخرا في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وما هي إنطباعاتك لخروجه من الدور الأول؟ ويا: الفريق الوطني المغربي يتوفر على لاعبين جيدين وممتازين وأعرف إمكانياتهم، لذلك كنت متأكدا بأنهم سيملأون فراغ المنتخبات التي غابت عن كأس إفريقيا، مع الأسف حصل ما حصل في المباراة الأولى التي أعتبرها المفتاح الحقيقي نحو التأهل للدور الثاني، أنا متأكد لو أن الفريق الوطني المغربي كان قد حقق نتيجة الفوز لذهب بعيدا في هذه النهائيات، إلا أن كرة القدم لا تخضع لأي منطق، إذ لم تعد هناك منتخبات صغيرة وأخرى كبيرة، والحظ لم يخدم المنتخب المغربي، لذلك ظهرت النرفزة على اللاعبين في باقي المباريات، وهذا شيء طبيعي في كرة القدم، وأظن بأن الأمور ستسير إلى أحسن في المستقبل وعلى الجمهور المغربي أن يساند اللاعبين فلاشيء إنتهى والإقصاء ليس نهاية العالم، هناك آمال جديدة أكيد سيوفق فيها المنتخب المغربي بقوة وسيعود للزئير كما فعل في كثير من المحطات وستعود الأمور إلى حالتها الطبيعية عندما يتم تشخيصها بشكل جيد. - المنتخب: هل تعرف شيئا عن الكرة المغربية وأعني بذلك البطولة الوطنية؟ ويا: نعم، أعرف الشيء الكثير وبخاصة الأندية التي لعبت على الواجهة الإفريقية والتي فازت بعدة ألقاب منها الجيش الملكي، الرجاء البيضاوي، الوداد البيضاوي والفتح الرباطي ومؤخرا المغرب الفاسي، ما يعني أن الحضور المغربي على الواجهة الإفريقية يظل قويا وهو الذي يعطي نكهة خاصة لهذه المسابقات بحكم أن المغرب له سمعته وتاريخه الحافل بالمجد الكروي.. منذ سنوات والكرة المغربية تحقق رجاء إفريقيا، ولا أظن بأنها ستخيب الظن، كما أنني تابعت عبر وسائل الإعلام التحول الذي عرفته البطولة المغربية التي دخلت عالم الإحتراف وهذا شيء إيجابي للمنظومة الكروية الإفريقية بحكم أن المغرب قريب من أوروبا وبإمكانه أن يلعب الدور الكبير في تلميع صورة الكرة الإفريقية، أعرف أن نجاح المغرب ينطلق من وجود ملاعب كثيرة وبنيات أخرى ساهمت في هذا الإشعاع المغربي الذي لم يحالفه الحظ في كسب رهان تنظيم كأس العالم. - المنتخب: وهل في نظرك ما زال اللاعب الإفريقي يعطي الإشعاع المطلوب لإفريقيا بأوروبا كما فعلت أنت وبودربالة كالوشا بواليا وعبدي بيلي وروجي ميلا وآخرون؟ ويا:الظروف التي لعبنا فيها كانت ظروفا صعبة لم تكن الإمكانيات متوفرة ومع ذلك إستطعنا أن نفرض حضورنا في أكبر البطولات الأوروبية، بل ساهمنا في الترويج لإفريقيا وما تزخر به من مواهب كروية، اليوم الظروف تغيرت، هناك مراكز للتكوين وهناك إمكانيات مادية كبيرة يجب على اللاعب الإفريقي أن يجتهد ليصل إلى مبتغاه. - المنتخب: وما رأيك في فوز منتخب زامبيا بكأس إفريقيا؟ ويا: منتخب زامبيا قدم درسا كرويا للجميع عندما إعتمد على الشباب وظهر جليا العمل الذي قام به المدرب هيرفي رونار.. وأحيي النجم السابق كالوشا بواليا على الثقة التي وضعها في الجميع، وأظن بأنه من يجتهد ينال ما يريده، في إعتقادي منتخب زامبيا لم يكن مفاجأة كأس إفريقيا، لقد لعب جميع مبارياته بذكاء كبير وتمكن من الوصول إلى اللقب، وأتمنى أن يفلح الفريق الوطني المغربي في النسخة القادمة ويفوز بها، وأمامه الوقت لكي يهيء نفسه على أعلى مستوى ما دام أنه يتوفر على لاعبين موهوبين يلزمهم فقط دعم الجمهور، ولا أظن بأن الخروج من الدور الأول في كأس إفريقيا نهاية العالم. - المنتخب: ما هي أجمل المحطات التي ما زلت تحتفظ بها في ذاكرتك؟ ويا: هي العديد من المحطات، لكن تبقى محطة الفوز بجائزة أحسن لاعب في العالم سنة 1995 هي الأبرز في حياتي وأفضل لاعب في أوروبا وأفضل لاعب في إفريقيا، ثم حملي لقميص أندية كبيرة وأفضل محترف في دوري الإمارات عام 2001، بدون أن أنسى أهدافي التي كنت أسجلها مع باري سان جيرمان ومارسيليا وموناكو وميلان، ومانشستر سيتي وتشيلسي ونادي الجزيرة الإماراتي، ثم عددا من الألقاب سواء في البطولات أو الكؤوس، وهذا هو الأرشيف الذي يحتفظ به أي لاعب عندما ينهي مشواره، وشخصيا أفتخر لما وصلت إليه بفضل مجهوداتي وصبري وعزيمتي، وأنا الآن أخوض تجربة جديدة في حياتي هي السياسة حيث أسست حربا سياسيا للدفاع عن المواطنين الليبيريين بعدما منحوني الحب والدعم في مسيرتي الكروية. - المنتخب: وهل من عودة مرتقبة للمنتخب اليبيري؟ ويا: تعرفون أن ليبيريا عاشت وضعا سياسيا مهزوزا لسنوات تأثر من خلالها الوضع العام وكرة القدم جزء من هذا الوضع، ما جعل منتخب ليبيريا لا يلمع صورته في كأس إفريقيا لعدم وجود الإمكانيات الضرورية إذ أنني شخصيا كنت أقتني الأقمصة والمعدات الرياضية للمنتخب، وفي كثير من الأحيان كنت أقتني تذاكر السفر حتى لا يقدم منتخبنا على الإعتذار. نحن الآن في طور هيكلة المنتخب بجيل جديد وبرهانات مستقبلية حتى تعود الكرة الليبيرية إلى حاضرة إفريقيا.. - المنتخب: هل ننتظر قدومك إلى المغرب في مباراة الإياب؟ ويا: سأعمل كل ما في وسعي لأحقق هذه الأمنية التي تمنيتها طويلا لأصل الرحم بالجمهور المغربي ولألتقي بأصدقاء أعزهم كثيرا خصوصا وأنني كنت أعرف المغرب عن طريق اللاعبين الذين كانوا يمارسون بفرنسا أو إيطاليا، أنا سعيد بالدعوة التي تلقيها من الوداد.. - ماذا تقول في كلمة مفتوحة؟ ويا: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى للكرة المغربية دوام التألق وأنا على يقين بأن المنتخب المغربي سيعود سريعا إلى الواجهة.. تحياتي للجمهور المغربي. حاوره بمونروفيا: جلول التويجر