11 إطارا أقيلوا وآخرون واصلوا الترحال بإقالة حسن الركراكي من مهامه مدربًا لفريق شباب الحسيمة تواصلت فصول المظهر الذي لا يستقيم ولا ينسجم مع توجهات أول بطولة إحترافية، إذ بلغ إجمالي المدربين المقالين 11 بما فيهم 3 أجانب أحيلوا على الهامش، في إطار إجراء فرض حالة من الإرتباك والتخبط داخل أول بطولة احترافية. أول المغادرين لم يعمر سوى دورتين، وهو أمين بنهاشم الذي غادر الوداد الفاسي بعد موجة تهديد فرضت على المدرب الذي حاول إكتشاف التجربة لأول مرة بقسم الكبار، التوديع كان مبكرًا ليترك مكانه لأجنبي آخر رفع كوطة حضور القادمين من وراء الضفة وهو السويسري شارل روسلي. المثير لا يرتبط بقيمة الأسماء سيما إذا كان منهم مدربون كبار لهم رصيد طيب من الألقاب وعلى رأسهم محمد فاخر الذي لم ينتظر نهاية الصيف، ليترك مكانه داخل الرجاء للروماني بالاتشي وإنما بالظاهرة في عمقها وانعكاساتها السلبية. على المستوى التقني وأيضا على الإبقاء على الهدوء والأجواء خالية من التشنجات بين الأطر الوطنية، وأيضا تخليق إطار الممارسة بما يمكنه أن يحفظ ميثاق الشرف الذي بدا وكأنه مجرد حبر على الورق بفعل عدم احترامه. دوكاسطيل والفرنسي هوبير فيلد الذي تم تقديمه بسجل قوي وبهوية دولية رفقة الحسنية، كانا من بين المغادرين بفعل الإدانة الدائمة للنتائج السلبية التي غالبا ما أنقذت رأس المسير وقدمت المدرب كبش فداء للمرحلة. 6 فرق هي من ظلت مستثنية من هذه الصورة المثيرة بحفاظها على توازنها وعلى هدوئها، وبحفاظها على مدربيها، ولئن كانا المتصدرين (الفتح والمغرب التطواني) قد انسجما مع واقع المرتبة التي يحتلانها، فإن فرقا أخرى قدمت درسا كبيرًا في تعاطيها مع الأزمات وواقع النتائج التي لم تكن لتشفع بالحفاظ على الموقع والمعني هنا هو فريق النادي المكناسي الذي اجتاز في كثير من الفترات ظروفا صعبة، ليجدد الثقة في المدرب طاليب وهو الإختيار الذي أثبتت الوقائع اللاحقة أنه كان قرارا صائبًا وصحيحًا بنسبة مائوية كبيرة. إقالة الركراكي 10 دورات قبل إسدال الستارة على نهاية البطولة، حتى وإن كان معطى النتائج المراجعة على نحو كبير لفارس الريف واحدا من أسبابها، فإن تاريخ الشباب في قسم الصفوة (الموسم الثاني) على التوالي لم يكن ليفرض على أي مدرب كفيما كان نوعه، تحقيق سقف أعلى من النتائج التي تم تحقيقها لحد الآن، وهو ما يؤكد حصة طرح الإنفصال الذي وقع الموسم المنصرم مع عبد القادر يومير، الذي كان قد طالب بتعويضات عن الفعل، واعتبر أنها خطوة ومناورة من الفريق للتملص من أداء منحة البقاء في قسم الكبار. تكرار نفس السيناريو عند كل موسم واستعداد بعض الأطر لتغيير تموقعها داخل أكثر من فريق بشكل غير منسجم لامع توجهات البطولة الإحترافية وميثاق دفتر تحملاتها، ولا حتى مع توصيات ودادية المدربين الساعية لتثبيت شكل من أشكال الإحترام بين أصحاب المهنة، وهو ما يقتضي ومن الآن وقبل دخول معترك منافسات الموسم القادم إيجاد أرضية تتلاءم وتتطابق مع التصورات التي تسيء لها هذه الممارسات. على المسيرين إحترام تعاقداتهم مع الأطر كيفما كان نوعهم أجانب أم مغاربة، وعلى الجامعة صيانة حقوق صناع الفرجة خلف دكة البدلاء، وعلى المدربين إحترام إطار المهنة بشكل يحفظ علاقة التقدير التي تبقى أهم ما يمكن أن يجمع بينهم بغض النظر عن كل الحسابات الضيقة الأخرى.