صقور الإعلام إن كان وزير الشباب والرياضة السيد محمد أوزين قد أبرز في مداخلته الدقيقة دور الإعلام كشريك إستراتيجي في البناء الرياضي والحاجة الماسة إلى صحافة رياضية رصينة محترفة بالأساس، ولصيقة بالفعل السياسي الموكول لوزارته للإنتقال بالرياضة الوطنية إلى الإحتراف. وإن كان الوزير قد شدد على مقولة جديدة في بنائه الجديد لرؤية الرياضة من معطى أن ينظر المغاربة لقيمة المعجزات وليس المنجزات أو الإنجازات بمدلولها التشييدي، أي تثبيث الأقدام على الأرض لبناء العمل الإحترافي المؤدي إلى الألقاب، لا على النظر إلى السماء كحلم فارغ المحتوى.. فإن هذه المعطيات الجوهرية التي يعتبرها السيد الوزير قوام التوجه الحداثي لوزارته الوصية على كل الجامعات، وبالتصاق وثيق مع جوهر الإحتراف الإعلامي، تصب في إتجاه احترام الحضور الفعلي للرياضة في فصول الدستور مثلما قادته الجمعية المغربية للصحافة الرياضي من منطلق مساهمتها في الحراك السياسي والمشاركة في ورش تحيين منظومة الدستور، إلى جانب فتح النقاش الإستباقي حول موقع الرياضة في الجهوية الموسعة، كما هي معطيات جديرة بالتواصل الإحترافي بين الطرفين لجعل هيكل الوزارة وهيكل الصحافة الرياضية توأمان لقضية واحدة تقودها الرياضة كملف شائك وخطير في تدبيره وحكامته ومحاسبته وتطهيره من جيوب الفساد.. ولا أعتقد أن السيد الوزير سيخرج من هذه النوازل في ظل حكومة الدستور الجديد خاوي الوفاض بالملفات التي سيراها وربما رأى بعضا منها في ظل الإنفتاح على الشفافية التي اشتغل عليها منذ تعيينه إلى اليوم بحكم أن عامل الزمن لديه في أفق السنوات الخمس المقبلة سيمنحه كثيرا من الإهتمامات ذات صبغة "المعجزات" في قطاعه العام أولا، وهياكل الجامعات لترسيخ فعل الألعاب بالإحترافية. ومن جانب آخر إن كان للإعلام الرياضي دوره العام في تقييم أدبياته ونزاهته وشفافيته وحرصه على دعم الرياضة والرياضيين بالقدرة الإحترافية ليتماشى مع روح الدستور والتشاركية اللازمة مع الوزارة، فلا بد أن يكون صقوره محترفون بدرجة عالية من التواصل والتكوين والمهنية وبناء الرأي الشفاف لا رأي المعارضة الفاسدة، واللغة الرديئة كما يتبناها أصحاب الفتنة الرخيصة.. وأعرف شخصيا صقورا تبني للإحترام والبناء الديمقراطي لمغرب الأبطال وصحافة الأبطال، كما أعرف أشباحا تتبنى الصحافة الرياضة بقلب أسود وخطاب أسود يشيع الظلامية والحقد والكراهية مثلما هو الحال اليوم عند بعض من صناع الكلمة الحقيرة. الوزير يعرف اليوم معنى الديمقراطية المبنية على الخلاف والإختلاف والرأي والرأي الآخر.. وسيرى (وربما يرى) أو يسمع أو يقرأ أو يشاهد مكونات الإعلام الرياضي بغثه وسمينه ولبه مثلما يصنف وزير الإتصال الجديد مصطفى الخلفي موسوعة الإعلام الشامل بجودته ورداءته في كل دواليبه الشاملة.. إن مستقبل الإعلام الرياضي مبني على منطلقات تكوين قاعدة الشباب الذي يدخل بعض منه اليوم بدون رقابة تكوينية لبناء رأي جوهري للأحداث الكبرى، وكتابة عمود خاص غاية في الصعوبة، وإصدار أحكام هوائية بتسميات مسمومة وبلغة رديئة ونية مبيتة.. وتكوين القاعدة الشبابية يلزمها صقور تتباهى بحب الناس على أنها محللة ومنشطة ومحاورة بالكلمة المقلوبة والرأي المقلوب والنفاق المسموم، ولا صقورا تضرب بعضها البعض بالكلمة الصفراء والمواجهة الحميمية بلون الحرباء.. والنجاح ثم النجاح من معجزة من يصمد أمام تيار الرداءة.