فَرْشوا السر رغم كل الغضب الذي ساد المواطنين عقب فشل منتخبنا في تجاوز الدور الأول، ورغم حالة اليأس التي عمت كل المغاربة، لم يحدث شيء في البلاد يمتص هذا الغضب، ولا بدا في الأفق قرار يبعث الأمل. لا المدرب إعتذر ورحل، ولا الجامعة تأسفت وقررت عقد جمعها العام، ولا الوزير وفى بوعده وكشف أجر إيريك غيرتس.. فقد أعلن لحظة تعيينه بأنه شخصيا لا يعرف كم يتقاضى غيرتس، ووعد بأنه سيكشف الرقم فور إطلاعه على العقد، لكنه لم يفعل. أطلع الوزير على العقد الذي يربط بين المدرب والجامعة، فعلم كم يتقاضى غيرتس في الشهر، ولكن الوزير لا يستطيع أن يخبر الشعب به كما وعد بذلك. علاش؟ لأن معاليه وجد إلى جانب البند الذي يحدد الراتب تحذيرا هاما: «هذا الراتب سر، نحذرك من مغبة الكشف عنه.. ها ودني منك». الوزير حلف ما يقول لينا هاد خاينة شحال كيشد في الشهر. ومالو مناش خايف؟ علاش ما يقولش لينا؟ قال ليك هاد الراتب سر، ويلا فْرش السر راه الفيفا غادا تقصي المغرب من كاع المنافسات ديالها. والله ينعل بو اللي باقي كيفرح معاكم بشي تأهيل، وغير فرشوا السر، مقصيين مقصيين. هكذا يكون الوزير قد أخلف بأول وعوده، وسقط في اختبار «كد فمك، كد دراعك». سقط بسرعة في هذا الاختبار الذي عادة ما يسقط فيه الوزراء والسياسيون بعد مدة طويلة من عملهم، وظل الوزير السابق منصف بلخياط يسقط فيه يسقط فيه حتى انتهاء ولايته.. لقد أخبر أوزين الصحفيين بأنه مثلهم لا يعرف، ووعدهم بأنهم سيعرفون حالما يعرف هو.. لكنه عرف وتكتّم عن السر، فيما الصحفيون ما زالوا لا يعرفون واش الواحد خاصو حتى يولي وزير في هاد البلاد عاد يعرف شحال كيشد المدرب؟ لقد أغلق الوزير أوزين في حواراته الأخيرة باب الحديث عن راتب إيريك غيرتس ليفتحه في مكان آخر، ويزيد فضول الناس كي يواصلوا السؤال عنه، فهل فعلا يستحق راتب المدرب البلجيكي كل هذا الغموض وهذه السرية، أم أن هناك نية مبيتة لإضفاء الغموض والسرية وإدامة السؤال عنه لإلهاء الشارع الرياضي عن طرح الأسئلة الحقيقية؟ ما ساهلاش تعرف غيرتس شحال كيشد، حيت كاع المسؤولين زامّين فامهم. المسؤولين دايرين خدمتهم وسادين الباب، ولكن علاش الصحفيين باقين لاصقين؟ واش بغيتي الصحفيين ما يبقاوش يسولوا المسؤولين على الأجرة ديال غيرتس؟ شوف، الصحفي القافز هو اللي كيدخل من الشرجم إيلا سدو عليه الباب. أمر غريب حقا أن يجدد الصحفيون في كل مرة ذات السؤال عن راتب غيرتس، فهم يطرحون نفس السؤال على نفس المسؤولين وهم يعلمون أن العقد يمنع هؤلاء المسؤولين من الكشف عن الراتب، فإذا كان السؤال ملحا إلى هذه الدرجة، وإذا كان الرأي العام متعطشا إلى معرفته، فما الذي يمنع هؤلاء الصحفيين من التنافس على الانفراد بنشر صورة من عقد غيرتس؟ هل سيكون الوصول إليه أصعب من الوصول إلى وثائق سرية رسمية سبق للجرائد أن نشرتها، وللمواقع أن سربتها؟ ثم ألا يمكن أن يجد الصحفيون من بين كل هؤلاء المسؤولين الذين أطلعوا على العقد منسؤولا واحدا له حساب مع من أحضروا غيرتس أو له غيرة على المغاربة يريد طمأنتهم، فيسرب سرا إلى الصحافة صورة العقد دون أن يكشف عن إسمه؟ وانت بقى مقابل غير غيرتس، واش شفتي حنات ملي هز الباليزا ومشى من الراجا؟ لا، وانت واش شفتي أكرم ملي لقى مدرب كبير في الطريق ديال ماربيا وعطاه باليزا فيها ربعين مليون للشهر؟ لا، وانت واش شفتي الجمهور ديال الراجا هجم على التيران ديال مولاي رشيد؟ لا، وانت واش ما غاديش تفوت عليك الراجا؟ نافذة الواحد خاصو يولي وزير في هاد البلاد