أقصِي الفريق الوطني من الدور الاول لكأس إفريقيا للأمم 2012 بعدما إستسلم لحماس ورغبة المضيف الغابون وخسر أمامه برعونة 3-2 في ثاني مباريات المجموعة الثالثة. الناخب الوطني إيريك غيريتس قام بأربع تغييرات على التشكيلة التي نازلت المنتخب التونسي في مقابلة البداية حيث أقحم كل من هرماش وحجي والعرابي وكارسيلا كرسميين عوض السعيدي وأمرابط والشماخ وبوصوفة، وبدأ المنتخب الغابوني المقابلة بضغط قوي على الدفاع المغربي وحاول تسجيل هدف مبكر لكنه إصطدم بجدارين قويين ولم يتوصل إلى التوغل والوصول إلى مرمى الحارس نادر لمياغري، أولى محاولات الأسود جاءت في الدقيقة الخامسة لكن الحارس أوفونو تدخل بشجاعة وأبعد الكرة من رأس العرابي، كما كاد الظهير الأيمن كريتيان بصير أن يفتتح التسجيل لو إستغل وركّز قليلا في تسديدته التي مرت محادية، وبدا أن الناخب الوطني إستوعب الدروس الماضية بأن وضع خطة تكتيكية صارمة أغلقت المنافذ وقلصت المساحات وحد من خطورة المهاجمين أوبميانغ ونغويمي، وإثر بناء هجومي محكم ومجهود فردي رائع للمحارب بلهندة قدم الأخير تمريرة من ذهب في المعترك لتجد العميد خرجة الذي روض الكرة مراوغا بروعة ومسددا بيسراه في شباك الحارس أوفونو معلنا عن الهدف الأول لصالح الأسود (د25)، المضيف رد سريعا عن طريق الهداف أوبميانغ لكن رأسيته مرت جانبا كما وقف الثنائي بنعطية والقنطاري بالمرصاد لتوغلات الغابونيين وقطعوا جل الكرات المتوجهة نحو الحارس لمياغري، الأسود إعتمدوا على الهجمات المرتدة الخاطفة خاصة من جهة كارسيلا النشيط الذي أزعج كثيرا الدفاع الغابوني بإنسلالاته وتمريراته والتي كادت إحداها أن تعطي الهدف الثاني لولا تدخل بارع للمدافع مانغا ليستمر بعدما الأخذ والرد مع تسجيل كثرة النزالات الثنائية وتعدد الأخطاء من الجانبين إلى غاية إعلان الحكم الغامبي غاساما عن نهاية الجولة الأولى بتفوق الأسود نتيجة وأداءا بعد تعامل تكتيكي ذكي مع الخصم. خلال الجولة الثانية تراجع الفريق الوطني إلى الوراء وأُرغِم على الدفاع عن تقدمه بعدما ضغط الفهود بقوة معززين من عدد المهاجمين بإدخال كوزان المتمرس، ورغم هذا الزحف الأصفر الجارف فقد ظل الأسود متمسكين وفضلوا الحفاظ على هدفهم اليتيم عوض البحث عن هدف ثاني يمنح الإطمئنان وإرتكب المدافعون مجموعة من الأخطاء وبدا أن اللياقة البدنية نالت منهم والأجواء المناخية الصعبة أخذت منهم ما أخذت فشرع الأسود في الإستسلام واحد تلو الآخر بعد مقاومة لم تتجاوز الساعة من الزمن، إلى أن قدمت لحظة السقوط أرضا وبكيفية غاية في الغرابة بعدما تلقى الفريق الوطني هدفين قاتلين من خطأين بدائيين تمكن على إثرها المهاجمين أوبميانغ وكوزان من إطلاق رصاصتين قاتلتين في الدقيقتين 77 و79، ولم تُجدي تغييرات غيريتس في شيء فلا دخول تاعرابت منح دفئا للهجوم ولا نزول العليوي مكان بصير أمن منطقة الدفاع إذ واصل الغابونيون مدهم الهجومي وخلقوا شوارع في خط ظهر الأسود، وإثر حملة مضادة لأصدقاء تاعرابت لمست الكرة يد المدافع مويلي ليعلن الحكم الغامبي عن ضربة جزاء إنبرى لها بنجاح العميد خرجة (د90) ليظهر خيط أمل رقيق في العودة في النتيجة كاد تاعرابت أن يجعله سميكا في الوقت بدل الضائع لو إستغل هجوما خاطفا ب3 مهاجمين أمام مدافع غابوني وحيد لكن لاعب كوينز بارك كان بطيئا كعادته في التمرير وأضاع على الفريق الوطني فرصة لا تضيع ليُبخر حلم الملايين، ولأن المستديرة غادرة وطاعنة وتُعاقب المتهاون بسرعة فقد تمكن البديل زيتا من زلزلة ملعب ليبروفيل بهدف الخلاص والضربة القاضية إثر ضربة خطأ رائعة (د90+4) بعدما تسبب فيها بنعطية المتعب والمرهق والبعيد عن مستواه، لتشتعل المدرجات فرحا بتأهل أسطوري عسير وتسقط الأسود أرضا مستسلمة لمهمة بدت مستحيلة وتخيب مرة أخرى آمال الجماهير المغربية التي كانت تترجى في جيل بلهندة وحجي وخرجة الخير والمنافسة على اللقب بعدما سُخر له جميع الوسائل وظروف الإشتغال لكنه خذل الجميع وصفع الكبير والصغير ليعود أدراجه صغيرا مذلولا للديار بعدما أقصي بعد مبارتين، ليبقى التساؤل الكبير متى سنفوز بثاني كأس إفريقية إن لم نظفر بها بهذا المنتخب الذي إستنزف خزينة ملأى بالملايين وصُرفت عنه أضخم الميزانيات في تاريخ كرة القدم الوطنية.